بدأ نزاع الصحراء الغربية يدخل النفق المسدود بعدما دقّ المبعوث الأممي الخاص بهذا النزاع، كريستوفر روس الخطر باستحالة تقريب وجهات النظر بين المغرب وجبهة البوليساريو نتيجة فشل جميع آليات الحوار بين الطرفين، بينما تؤكد اسبانيا أن مشروع نظام الجهوية (الحكم الذاتي) في المغرب لن يشمل الصحراء في الوقت الراهن. وقدم المبعوث الخاص الأممي التقرير الى أعضاء مجلس الأمن منذ يومين لإطلاعهم في اجتماع مغلق على تطورات هذا الملف الذي تراجع الى الخلف في أعقاب انفجار الربيع العربي. ومن خلال الأخبار التي تسربت وأوردتها وكالة الأنباء الإسبانية 'إيفي' أمس الجمعة عن الاجتماع، فكريستوفر روس أبرز فشل مختلف محاولات الحوار بين المغرب والبوليساريو من خلال ما يسمى باللقاءات غير الرسمية التي جرت منذ سنة 2009 في مدن أوروبية وفي نيويورك. وأبرز المسؤول الأممي تشبت كل طرف بموقفه، أي استمرار المغرب في تقديم مقترح الحكم الذاتي واستمرار البوليساريو في التأكيد على إجراء استفتاء تقرير المصير. وكالة إيفي تؤكد ترحيب الاجتماع بالتفهم السياسي للجزائر للنزاع علاوة على تقدم المغرب في احترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، لكن هذا لم يمنع المبعوث الأممي بضرورة الدعوة للتفكير في آلية مستقلة لمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء. وكان كريستوفر روس قد اقترح عندما تولى المنصب خلفا لسلفه الهولندي بيتر فان والسوم لقاءات غير رسمية كان آخرها في يوليو الماضي بهدف تليين الأجواء بين الطرفين، حيث يمكن في مثل هذه اللقاءات طرح مختلف الأفكار والمقترحات بدون تقيد. لكن استراتيجية كريستوفر روس الذي ينتمي الى الإدارة الأمريكية قبل تعيينه في هذا المنصب فشلت فشلا ذريعا، الأمر الذي قد يجعل المجلس يفكر في نهج استراتيجية أخرى في أفق حل هذا النزاع الذي يستمر منذ خمسة عقود. ولم يستبعد كريستوفر روس القيام جديدة بجولة تشمل ما يسمى بمجموعة دول الصحراء الغربية، وهي اسبانيا وفرنسا والولايات المتحدةوروسيا وبريطانيا للاستشارة من أجل البحث عن أفكار جديدة للتقدم في البحث عن النزاع. وحضر نزاع الصحراء الغربية في أجند وزيرة الخارجية الإسبانية، ترينيداد خمينيس خلال زيارتها الى المغرب في منتصف الأسبوع الجاري، وكشفت لوسائل الاعلام الإسبانية أنها ترحب بمشروع الجهوية، أي الحكم الذاتي في مختلف المناطق المغربية إلا أن هذا المشروع تعتبر غير قابل للتطبيق حاليا في منطقة الصحراء بحكم أنها منطقة نزاع وتشرف عليها الأممالمتحدة. وكان المغرب قد أعلن في عدد من المناسبات عن عزمه تطبيق الحكم الذاتي في الصحراء إذا لم يحصل أي تطور في موقف البوليساريو. في غضون ذلك، فالموضوع الأكثر حضور هذه الأيام في ملف الصحراء الغربية هو اختطاف كوماندو يعتقد أنه تابع لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي لثلاثة أعضاء من جمعيات غير حكومية كانوا يقدمون خدمات للصحراويين في مخيمات تندوف جنوبالجزائر. ويتعلق الأمر بإسبانيين، إنريكي غونثايالونس وأينوا فيرنانديث وإيطالية تسمى روسيا أورو. ونقلت وكالة أوروبا برس عن المسؤول عن العلاقات الخارجية في جبهة البوليساريو محمد سالم السالك أن الكوماندو الذي نفذ عملية الاختطاف انطلق من شمال مالي وعاد الى المنطقة نفسها. ويتخوف البوليساريو من تأثير هذه العملية على احتمال تراجع قدوم متعاونين من جمعيات غير حكومية، وأكدت جمعيات اسبانية متعاطفة مع البوليساريو عدم تأثير عملية الاختطاف في أنشطتها المستقبلية في ميخمات تندوف.