مباحثات مغربية بحرينية لتعزيز التعاون في مجالات التنمية الاجتماعية    توقعات أحوال الطقس في العديد من مناطق المملكة اليوم الجمعة    بايتاس: ارتفاع الحد الأدنى للأجر إلى 17 درهما للساعة وكلفة الحوار الاجتماعي تبلغ 20 مليارا في 2025    "ما لم يُروَ في تغطية الصحفيين لزلزال الحوز".. قصصٌ توثيقية تهتم بالإنسان    إحباط عملية تهريب دولية للمخدرات بميناء طنجة المتوسط وحجز 148 كيلوغراماً من الشيرا    رابطة علماء المغرب: تعديلات مدونة الأسرة تخالف أحكام الشريعة الإسلامية    كربوبي خامس أفضل حكمة بالعالم    بايتاس: مشروع قانون الإضراب أخذ حيزه الكافي في النقاش العمومي    كمية مفرغات الصيد الساحلي والتقليدي تبلغ بميناء المضيق 1776 طنا    وهبي يقدم أمام مجلس الحكومة عرضا في موضوع تفعيل مقترحات مراجعة مدونة الأسرة    وكالة التقنين: إنتاج أزيد من 4000 طن من القنب الهندي خلال 2024.. ولا وجود لأي خرق لأنشطة الزراعة    نجاة مدير منظمة الصحة العالمية بعد قصف إسرائيلي لمطار صنعاء    بايتاس يوضح بشأن "المساهمة الإبرائية" ويُثمن إيجابية نقاش قانون الإضراب    توقيف القاضي العسكري السابق المسؤول عن إعدامات صيدنايا    بورصة الدار البيضاء .. تداولات الإغلاق على وقع الإرتفاع    خلفا لبلغازي.. الحكومة تُعين المهندس "طارق الطالبي" مديرا عاما للطيران المدني    احوال الطقس بالريف.. استمرار الاجواء الباردة وغياب الامطار    السرطان يوقف قصة كفاح "هشام"    قبل مواجهة الرجاء.. نهضة بركان يسترجع لاعبا مهما    "الجبهة المغربية": اعتقال مناهضي التطبيع تضييق على الحريات    في تقريرها السنوي: وكالة بيت مال القدس الشريف نفذت مشاريع بقيمة تفوق 4,2 مليون دولار خلال سنة 2024    ستبقى النساء تلك الصخرة التي تعري زيف الخطاب    جلالة الملك يحل بالإمارات العربية المتحدة    مدرب غلطة سراي: زياش يستعد للرحيل    العسولي: منع التعدد يقوي الأسرة .. وأسباب متعددة وراء العزوف عن الزواج    تحديد فترة الانتقالات الشتوية بالمغرب    نشرة انذارية.. تساقطات ثلجية على المرتفعات بعدد من مناطق المملكة    حصاد سنة 2024.. مبادرات ثقافية تعزز إشعاع المغرب على الخارطة العالمية    "زوجة الأسد تحتضر".. تقرير بريطاني يكشف تدهور حالتها الصحية    330 مليون درهم لتأهيل ثلاث جماعات بإقليم الدريوش    أبناك تفتح الأبواب في نهاية الأسبوع    المحافظة العقارية تحقق نتائج غير مسبوقة وتساهم ب 6 ملايير درهم في ميزانية الدولة    بيت الشعر ينعى محمد عنيبة الحمري    المنتخب المغربي يشارك في البطولة العربية للكراطي بالأردن    استخدام السلاح الوظيفي لردع شقيقين بأصيلة    إسرائيل تغتال 5 صحفيين فلسطينيين بالنصيرات    أسعار الذهب ترتفع وسط ضعف الدولار    كندا ستصبح ولايتنا ال51.. ترامب يوجه رسالة تهنئة غريبة بمناسبة عيد الميلاد    أسعار النفط ترتفع بدعم من تعهد الصين بتكثيف الإنفاق المالي العام المقبل    بلعمري يكشف ما يقع داخل الرجاء: "ما يمكنش تزرع الشوك في الأرض وتسنا العسل"    طنجة تتحضر للتظاهرات الكبرى تحت إشراف الوالي التازي: تصميم هندسي مبتكر لمدخل المدينة لتعزيز الإنسيابية والسلامة المرورية    الثورة السورية والحكم العطائية..    "أرني ابتسامتك".. قصة مصورة لمواجهة التنمر بالوسط المدرسي    المسرحي والروائي "أنس العاقل" يحاور "العلم" عن آخر أعماله    مباراة ألمانيا وإسبانيا في أمم أوروبا الأكثر مشاهدة في عام 2024    جمعيات التراث الأثري وفرق برلمانية يواصلون جهودهم لتعزيز الحماية القانونية لمواقع الفنون الصخرية والمعالم الأثرية بالمغرب    مصطفى غيات في ذمة الله تعالى    جامعيون يناقشون مضامين كتاب "الحرية النسائية في تاريخ المغرب الراهن"    هل نحن أمام كوفيد 19 جديد ؟ .. مرض غامض يقتل 143 شخصاً في أقل من شهر    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    تنظيم الدورة السابعة لمهرجان أولاد تايمة الدولي للفيلم    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل اصبح التعليم التقني يجهة العيون بجدور الساقية الحمراء في خبر كان؟؟؟


ذ.مولاي نصر الله البوعيشي *
قبل الحديث عن واقع التعليم التقني بجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء وما يتخبط فيه من أزمة وتهميش، لندرك أن الأزمة عامة وعميقة لا بأس من إلقاء نظرة ولو سريعة على التعليم ببلادنا بضفة عامة وبهذه الجهة بصفة خاصة .
إن المتتبع للتعليم ببلادنا يقف مندهشا أمام الأزمة المركبة التي يعاني منها والارتجال الذي يتخبط فيه. فمنظومتنا التربوية تعاني من أزمة خانقة على جميع المستويات، والأرقام الرسمية قبل غيرها تدل على الفشل الذريع الذي وصلت إليه.
فبالرغم مما بذل من جهود ، و ما سلك من سبل لتوهيم الرأي العام بأن ما سمي "بالميثاق الوطني للتربية والتكوين"التي يعلم جميع الفاعلين في الحقل التربوي والمتتبعين له و الذين لم يستشرهم ولم يأخذ برأيهم أحد ،بأنها ثمرة إملاءات من جهات خارحية ، وسطرت خطوطه مجموعة من اصحاب المصالح الضيقة .. فالأرقام تبرز الوضع المأساوي الذي يتخبط فيه التعليم عكس ما يروج له . وبعد عدة عقود من التجارب المستوردة وبعد كل هذه السنوات، وكل هذه الميزانيات الضخمة فالإحصاءات الرسمية تؤكد أن:
1. نسبة تمدرس أطفال ذات الفئة العمرية 6 سنوات لم تتعد 80.8%.
2. نسبة تمدرس أطفال الفئة العمرية 12-14 سنة لم تتعد 86.9 %.
3. نسبة أطفال الفئة العمرية 15-17 سنة، أي فئة الشباب، لم تتجاوز 45.3% .
أما في التعليم العالي، فقد جاء في تقرير"50 سنة من التنمية البشرية" أن نسبة التمدرس في المغرب لم تتجاوز منذ سنوات 11 % مقارنة بمعدل بعض الدول المماثلة في إفريقيا الشمالية والشرق الأوسط 22 % ( الأردن 45 %،كوريا الجنوبية 80 %). وفيما يخص نتائج التحصيل الدراسي، فإن 86% فقط حصلوا على الشهادة الابتدائية و 50.3 % فقط هم الذين حصلوا على شهادة التعليم الاعدادي. هذه أرقام جزئية، لا يتسع المقال لسرد غيرها لتوضيح المنجزات المخجلة للسياسة المتبعة. لقد مرت سنوات على صياغة ميثاق التربية والتكوين ولم تزد الإخفاقات والترديات إلا استفحالا.
واقع التعليم بالجهة :
هذا الواقع سوا ء وطنيا أو جهويا لم يعد يحتاج لكبير عناء من أجل الإلمام به، نظرا لكون هذا الواقع عرف خلال السنوات الأخيرة عدة تشخيصات و دراسات، بل أكاد أقول أن هناك إسراف في التشخيص من أجل أجرأة لإصلاح الذي أتى به البرنامج الاستعجالي. هذا البرنامج أو المخطط الإصلاحي ارتكز أساسا على تشخيص دام عدة سنوات منذ انطلاق العمل بالميثاق الوطني للتربية و التكوين مرورا بمنتديات الإصلاح و بتقرير المجلس الأعلى للتعليم . و واقع التعليم بجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء لا يختلف في عمقه عن واقع التعليم بالمغرب .
ودعونا نقتصر في هذا المقام على واقع التعليم التقني و هو مربط فرسنا ، فالسياسة التعليمية عندنا تزهد في التعليم التقني وتهمله، كما تجهل دوره في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وفي نفس الوقت تجد التقارير الرسمية تتساءل عن كيفية ربط تعليمنا بمحيطه الاقتصادي، وكيف تجعل منه منتجا للثروة المعرفية والمادية.
لقد بينت الإحصائيات الرسمية أن نسبة التلاميذ الذين يلجون التعليم التقني الثانوي لا يتعدى 5%. وفي التعليم العالي، لم يتجاوز منذ مدة عدد الطلبة المسجلين في جميع شعب علوم المهندس والتقنيات على المستوى الوطني 11%.
إذن هذه الأرقام تبين بشكل واضح الخلل الكبير والارتجال المتكرر في الاختيارات والقرارات. فطيلة هذه السنوات لم تتساءل السياسة التعليمية عن كيفية حل هذه معضلة عدم ارتقاء نسب الملتحقين بهذه النوع من التعليم إلى النسب المرجوة ولم يتم التفكير في السبل الكفيلة بالخروج من هذه الوضعية المخجلة .
كما توضح هذه المعطيات بإن السياسة المتبعة في تدبير التعليم والتعليم ببلادنا لا تولي التعليم التقني أي اهتمام، وأن نصيبه من سياستها هو التهميش و الإهمال ،ويظهر ذلك جليا على أكثر من صعيد نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
* عدم توفر على أبسط الوسائل الضرورية للعمل (مختبرات تكنولوجيا تطبيقية، قاعة للإعلاميات المتخصصة ، أدوات ديداكتية.......
* تكريس وضعية حاملي الباكالوريا التقنية الذين يجدون أنفسهم خارج النسيج الاقتصادي والصناعي وغير مرغوب فيهم في مؤسسات التعليم العالي، مما يدفع عددا منهم لمتابعة دراستهم الجامعية بشعب بعيدة كل البعد عن تخصصه وفي آخر المطاف يجدون أنفسهم في طابور البطالة، ومنهم من يضطر إلى الاشتغال بوظائف أو أعمال لا علاقة لها بتحصيله الدراسي.
* الخصاص الملحوظ والمتزايد في أساتذة التعليم التقني. نذكر مثلا النقص المسجل في اساتذة مادة علوم المهندس في الجذع المشترك في الثانوي التأهيلي.
* قلة الثانويات التقنية وعدم توفرها في كل المدن المغربية. فهذه المؤسسات التي أصبح أغلبها بنايات قديمة وغير مجهزة بالمعدات والآلات الضرورية، معطلة ومنقطعة عن محيطها الاقتصادي، يلجها التلاميذ بعد سلك الاعدادي ليقضوا فيها ثلاث سنوات في تحصيل مواد تقنية نظريا دون تداريب تطبيقية في المقاولة أو غيرها.
* عدم تخصيص ميزانية خاصة بالتعليم التقني، ويتم التعامل معه كتعليم عام رغم ما يميزه ورغم اختلاف مخرجاته ومدخلاته.
إن التهميش الذي يعاني منه التعليم التقني وبخسه قيمته وعدم إعطائه المكانة التي يستحقها في المنظومة التعليمية ليساهم في الرفع من مستوى المقاولة المغربية، سيجعل منه بدون شك عبئا ماديا وضياعا لأجيال من الطاقات الإبداعية الهائلة التي تتوفر عليها بلادنا.
من المسؤول عن توقف الأشغال بثانوية التقنية بالعيون ؟؟
استبشر سكان جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء ومدينة العيون على وجه الخصوص خيرا بانطلاق الأشغال بالثانوية التقنية ، نظرا للأهمية التي يمثلها هذا المشروع .إلا أن هذه الأشغال سرعان ما توقفت منذ سنة 2006 إلى حد الساعة بعد أن بلغ مجموع الإنجازات نسبة مائوية لا بأس بها وتحولت بفعل الإهمال وعوامل الطبيعة إلى ما يشبه الأطلال بعدما صرفت عليها أموال طائلة، مما حرم العديد من الراغبين في ولوج الشعب التقنية من الاستفادة منها، مما خلق استياء لدى ساكنة هذه المنطقة ولطخ سمعة التعليم التقني وجعل التلاميذ يزهدون في هذا النوع من التعليم .وكان من المفروض أن تستقبل هذه المؤسسة التعليمية المتخصصة الوحيدة من نوعها بجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء أول فوج للتلاميذ في بداية الموسم الدراسي 2006/2007 كما تم الإعلان عن ذلك في عدة مناسبات رسمية .
ولكن شيئا من ذلك لم يكن رغم وعود المسؤولين المتكررة باستئناف الأشغال ، والتي أضاعت على العديد من التلاميذ فرصة الألتحاق بالشعبة التقنية ، وهو ما كان سببا مباشرا في عزوف التلاميذ عن الرغبة في التوجيه إلى هذه الشعبة بسبب عدم توفر مؤسسة جاهزة بالمواصفات المطلوبة بل وأيضا حتى القلة القليلة من الذين الموجهين إلى هذه الشعبة وجدوا انفسهم موزعين وتائهين في عدة مؤسسات للتعليم العام .
وكما هو معلوم فقد فتحت الثانوية التقنية أو بالاحرى بعض أقسام التعليم العام في ورش ما يسمى بالثانوية التقنية ، الواقعة بحي العودة بالعيون (هذا الحي الذي اصبح أقرب إلى المدينة منه إلى الحي بفعل التوسع العمراني الهائل الذي يشهده خصوصا منذ الإنتخابات الأخيرة ) أبوابها في وجه تلاميذ الشعب التقنية خلال الموسم الدراسي الحالي لسنة 2010/2011، بعد عدة احتجاجات من أمهات و آباء وأولياء التلاميذ ، فتحت ابوابها في وجه التلاميذ قصرا وهي عبارة عن ورش مفتوح توقفت فيه الأشغال ولا تحمل من مواصفات مؤسسة تعليمية إلا الإسم ،
ولم تستطع هذه المؤسسة إذا جاز تسميتها كذلك جمع شتات تلاميذ هذه الشعبة وتمكينهم من متابعة دراستهم على أحسن وجه، فحاليا لم يبق بها حاليا سوى حوالي 120 تلميذا وتلميذة، لا يتوفر لهم لا ماء ولا كهرباء، ولا مرافق صحية و لا ولا ملاعب رياضية مجهزة ، ولا قاعات تجريبية للمختبرات ولا مكتبة ولا مخدع لخلع الملابس الرياضية للإناث أو الذكور. و لا حتى ...هذه المؤسسة تعيش ظروفا صعبة للعمل، مما أدى إلى اضطراب الدراسة فيها بشكل مقلق، وحرك احتجاجات الأطر العاملة بها، كما حرك احتجاجات التلاميذ وأوليائهم. ونحن نرى أنه بقليل من الإمكانات المادية والتقنية والتدخل السريع يمكن تجاوز أزمة الماء والكهرباء التي تمثل المشكل الأساسي.هل لا تستطيع دولة بقدها وقديها ربط مؤسسة تعليمية في وسط وسط الوسط الحضري بالماء والكهرباء ؟؟؟ المؤسسة تكتفي بين الفينة والأخرى بتسول التيار الكهربائي من المقاول المكلف بإنجاز أشغال بناء هذه المؤسسة ؟ هذا الأخير الذي قرر مؤخرا قطع هذا التيار نهائيا عن المؤسسة ؟؟
وتناسلت الأسئلة حول الاسباب الثاوية وراء توقف الإشغال وتاخر اتخاذ قرار حاسم في الموضوع فمن قائل بأن الأمر يتعلق بالضريبة على القيمة المضافة ومن قائل بأن بعض الجهات الممولة لم تف بوعدها ومن قائل بان جهات نافذة ترغب في تعطيل هذا المشروع خدمة لمصالح معينة ومن قائل بأن توقف الأشغال بهذه المدرسة سببه عجز المقاولة وإفلاسها وعدم وفائها بالإلتزامات التي عليها و..و....و...و أفلا يكفي أن تجلس الأطراف المعنية بهذا المشروع إلى طاولة الحوار لتحديد المسؤوليات وإنصاف الجهات المتضررة ومعاقبة الجهات المخلة بالتزاماتها .وإذا تعذر ذلك، ويبدو أن ذالك هو واقع الحال في هذه النازلة ألسنا في دولة الحق والقانون . أنصفوا المقاول إذا تبث أنه على حق .... أما أن يبقى الوضع على ما هو عليه في شد ورد بين هذه الاطراف وتلك فإن الخاسر الأكبر هو التلميذ البريء من هذه الوضعية براءة الذئب من دم يوسف .
إن وضعية الثانوية التقنية بالعيون(مع وقف التنفيذ) التي هي جزء من واقع حال المنظومة التربوية بالجهة ، توضح الفرق البين بين الخطاب والشعارات المرفوعة من طرف المسؤولين واسمحوا لنا أن تنبه إلى خطورة استمرار تردي هذه الوضعية في غياب أية إرادة حقيقية للتعامل مع المشاكل المطروحة ، نعم قد يكون المشكل مركبا ومتداخلا ولكن هذا لا يجب أن يكون مدعاة لترك هذه المؤسسة ( تلاميذ ...واساتذة ...وإداريين) يعيشون معاناتهم لوحدهم ويكابدون في غياب ابسط وسائل الاشتغال ....الماء.....يا عباد الله ... لنتجاوز قضية الماء على اعتبار ان كل واحد اصبح يحمل معه قربة من الماء كأننا في سفر طويل إلى صحاري كلاهاري . وماذا عن الكهرباء هل يعلم المسؤولون أن هذا النوع من التعليم لا يتوفر على كتاب مدرسي وحتى النماذج الموجودة باهضة الثمن مما يضطر الاساتذة يوميا إلى استنساخ مئات النسخ من الدروس والرسوم والفروض لتوزيعها على التلاميذ .
لكن يبدو- والله أعلم - أن وضع هذه الثانوية موجود على خارطة الإهمال من قبل القائمين على هذا القطاع .,
و إن المؤسسة المدرسية كبناية بمرافقها المتعددة تعتبر الحجر الأساس في تحقيق المبتغى من التدريس عموما، لكن ما يسمى بالثانوية التقنية تتوفر على حد أدنى من المواصفات المطلوبة؟ أكيد الجواب بالسلب، وقد لا يصدق البعض حقيقة وضعية هذه المؤسسة ، وقد لا يعجبهم الكشف عن الحقائق، وهو أمر لا يمكن أن نكرسه من جانبنا بالسكوت عنه، وعلى من يشكك أن يركب سيارته ليطلع بنفسه ، وأعني بهؤلاء أساسا الذين لم يكتووا بنار المعاناة التي يعيشها التلاميذ والأساتذة والإداريون وما يزالون، يضحون في صمت...
أن المؤشرات الخاصة بالتعلم التقني بالجهة وهو ما يكاد يمثل 0.4% من مجموع التلاميذ بالجهة تبدو جد متواضعة بالنسبة لجهة تطمح إلى تقوية مؤهلاتها التكنولوجية والعلمية وذلك راجع إلى المشاكل البنيوية التي مازال يتخبط فيها هذا النوع من التعليم، ، الأمر الذي يطرح أسئلة كبرى حول تكافؤ الفرص في التعليم التقني بين مختلف الاكاديميات والنيابات و الحقيقة التي يجب أن يعيها المسؤولون هو أن التعليم التقني بهذه الجهة سيبقى بعيد المنال بالنسبة لفئة واسعة من التلاميذ وذلك بسبب تجنب المواد التقنية نظرا للمشاكل التي يواجهها من غياب المنشآت وغياب الماء الشروب والكهرباء والمرافق الصحية وغياب شبه تام للادوات التعليمية وللمعامل والمختبرات خاصة التعليم ( تحدتث جريدة المساء في احد اعدادها بناء على تقرير لمراسلها من العيون عن صفقة بمليار سنتم لشراء الأدوات والمعدات لفائدة هذه المؤسسة ) علامة استفهام . و من جهة أخرى سيطرح التوجيه إلى الشعب التقنية خاصة من السنة الثالثة الثانوي إعدادي إلى جدع مشترك بهذه الجهة في المواسم الدراسية المقبلة ، إشكاليات عميقة،فالتلاميذ وأسرهم الذين سمعوا بمعاناة أقرانهم هذه السنة مما سيكون سببا في انقراض هذا النوع من التعليم بهذه الجهة .
و من باب ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين فقد سبق لتلاميذ الثانوية التقنية ( تجاوزا) أن انتفضوا خلال السنة الدراسية الماضية واحتجوا واضربوا عن الدراسة لما يزيد عن اسبوع كامل ، وعدت بعدها الجهات المعنية في اجتماع رسمي حضره ممثلو الاكاديمية والنيابة والسلطات المحلية وجمعية الاباء وممثلي التلاميذ واعضاء مجلس التدبير بالاضافة الى الطاقم الاداري للمؤسسة ، بإيجاد حلول لمشاكل هذه الثانوية ، من قبيل ربط المؤسسة بمختلف الشبكات (الماء- والكهرباء- الهاتف – الانترنت ......) وتوفير ووسيلة النقل التي سبق ان وعدت بتوفيرها الأكاديمية إبان الدخول المدرسي وإعادة التاكيد على توفرها النائب السابق في مناسبات سابقة من خلال ممثله في الاجتماع المذكور قبل ان يتبخر هذا الوعد من حافلة إلى دراجات هوائية .....وهوائية فعلا لأنها بقيت بدورها حلما معلقا في الهواء . ومع الاسف الشديد بقي الوضع على ما هو عليه لم يتحقق ما تم الوعد به ولم يعد لزيارة المؤسسة أي من اعضاء اللجنة المذكورة لتتبع ما اتفق عليه وكان الإجتماع تمثيلية هزلية وزعت خلالها الأوهام والاحلام والسلام. وما يحز في النفس حقيقة هو أن يقدم مسؤولون بين قوسين وعودا كاذبة لشباب هم عماد الامة ومستقبلها وتتم طمأنتهم بعد الاستماع لمعاناتهم والاقتناع بصدقية ومعقولية مطالبهم ....ويذهب كل مسؤول بين قوسين إلى حال سبيله وهو في قرارة نفسه قد ادى مهمته .....ولكنه للأسف الشديد أدى مهمة عكسية خبيثة ودنيئة تمثلت في اهتزاز صورته وصورة كل مسؤول في أعين هؤلاء التلاميذ الذين لا يرغبون إلا في متابعة دراستهم في ظروف عادية كبقية أترابهم على امتداد رقعة الوطن .
ماكان يجب أن نعطي وعودا أولا، لسنا مؤهلين لإعطائها وثانيا نحن غير قادرين عن الوفاء بها .وأريد هنا أن اذكر بكلمة السيد رئيس المؤسسة خلال هذا اللقاء حيث أكد بصريح العبارة على عدم إعطاء وعود كاذبة للتلاميذ .كما انه ما كان للدراسة ان تستمر بهذه الثانوية في ظل الظروف السالكة ذكرها لولا جهود وتضحيات نساء التعليم ورجاله أساتذة وإداريين .
الذين لم أتطرق لمعاناتهم ولمعاناة الإداريين بالخصوص الذين لم يستفيدوا من السكن ولا من التعويضات التي يخولها له القانون في حالة تعذر إسكانهم رغم المراسلات العديدة الموجهة في الموضوع إلى الاكاديمية عبر السلم الإداري.
* ملحق الإدارة والإقتصاد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.