إعداد : عبد الجليل ادريوش ينطلق الموسم الدراسي لهذا العام 2010 2011على إيقاع المخطط ألاستعجالي الذي طرحته وزارة التربية والتكوين سنة 2009وراهنت على أن يكون مدخلا للخروج من الأزمة التي انتهت إليها المنظومة التعليمية ببلادنا ،ومن أجل الوقوف على حظوظ نجاح هذا المخطط استطلعنا رأي أحد الفاعلين التربويين والسياسيين المغاربة هو الأستاذ مصطفى المسعودي فجاء تصريحه على الشكل الأتي : د مصطفى المسعودي فاعل تربوي وسياسي بالفعل اقترحت الدولة عبر المجلس الأعلى للتعليم سنة 2009 ما سمته بالمخطط ألاستعجالي لإصلاح المنظومة التربوية ببلادنا هذا المخطط جاء، كما هو معلوم، بعد استنفاذ الميثاق الوطني للتربية والتكوين كل أغراضه دون تقديم إجابات حقيقية لأزمة التعليم ببلادنا فكان مصير المشروع ( الميثاق)الفشل الواضح مثل كثير من المبادرات التي تمت من قبل .. جاء المخطط ألاستعجالي استجابة مباشرة ومستعجلة للوضع المتردي الذي آلت إليه المدرسة المغربية بفعل توالي السياسات الفاشلة ، وبعد صدور تقارير دولية تصنف المغرب ضمن الصفوف المتأخرة في مجال التربية والتكوين ، وبعد أن أصبحت الأزمة غير قابلة للتمويه. المخطط قدم نفسه كما لوأنه البلسَم الشافي الذي سينقذ التعليم المغربي من ارتكاسه المزمن ، ينطلق من قراءة مستعجلة لواقع المدرسة المغربية محاولا تحديد اختلالات المنظومة التربوية بعد تعداد ما سماه ” بالنتائج الواعدة ” ثم يقف وبعجالة أيضا عند ما سماه ” بعض المحددات المفسرة لأهم اختلالات المنظومة التربوية ” مختصرا إياها في : إشكالية الحكامة وظروف مزاولة التدريس وملائمة النموذج البيداغوجي ومشكل الموارد المالية وضعف التعبئة حول المدرسة ، ليخلص إلى اقتراح ” مداخل العمل من أجل إنجاح مدرسة للجميع “مع التركيز على فضاءات ثلاث يرى أنها ذات الأولوية وهي على التوالي : جبهة تكافؤ الفرص بالتفعيل الحقيقي لإلزامية التعليم جبهة استقلالية الجامعة .. جبهة القضايا الأفقية : ويقصد قضايا تتعلق بالمدرسين والحكامة المسؤولة والتحكم في اللغات ... على أساس هذه الأرضية انطلق السيد أحمد اخشيشن وزير التربية الوطنية والتعليم العالي مع مستهل الموسم الدراسي لسنة 2009في تنزيل مخططه ألاستعجالي بكثير من التفاؤل والحماس وصدور عدد لأبأس به من المذكرات الوزارية وبالموازاة شهدت المدرسة المغربية حركية تمثلت في خطوات من قبيل : التأكيد على توحيد الزي المدرسي تدشين حملة واسعة للتعريف بفكرة مدرسة النجاح تنظيم دورات تكوينية في إطار بيداغوجيا الإدماج تنظيم دورات تكوينية لفائدة الإداريين ...الخ كانت هذه البداية على أمل أن يشرع المخطط في انجاز أهدافه الكبرى المحددة : تحقيق إلزامية التعليم توفير الموارد اللازمة تأهيل المؤسسات التعليمية محاربة الهدر المدرسي تشجيع البحث العلمي ...ألخ وعلى أمل أن تكون سنة 2010مناسبة لإعلان إنقاذ المدرسة المغربية من أزمتها وتحقيق النجاح الباهر.. ربما كان ينبغي الانتظار إلى حين اكتمال الأجل المحدد للحكم على الخطة الإنقاذية المقترحة إلا أن كل متتبع نزيه لمسار الفعل التربوي ببلادنا لاشك أنه سيسجل مجموعة من الملاحظات الجوهرية المتعلقة بالفكرة ككل وفيما يلي بعضها: يندرج المخطط ألاستعجالي في نفس النظرة الترقيعية التي تنظر إلى الأشياء (الأزمة ) في آنيتها دون استحضار خلفيتها التاريخية العميقة . المشروع في عمقه هروب نحو الأمام من سؤال الفشل الذي مُني به الميثاق الوطني للتربية والتكوين المخطط اقتراح فوقي يقفز على كل العناصر التكوينية لجسم المنظومة التعليمية ببلادنا ويقترح نفسه القادر وحده على تشخيص الأزمة وتقديم العلاج . لا يريد المخطط أن يفهم أن مشكل التعليم بالمغرب أكبر من أن يعالج بوصفات استعجاليه هي أقرب إلى مسكنات الألم منها إلى العلاج . يقفز المخطط على العوامل الكبرى لأزمة التعليم والمتمثلة أساسا في غياب الإرادة السياسية الحقيقية من أجل مباشرة إصلاح عميق يعيد بناء أهداف المدرسة العمومية المغربية بما ينسجم مع مشروع مجتمعي قوي لا نجد له صدى في نظرة المخطط الاستعجالية. لا يريد واضعو المخطط أن يفهموا أنه لا مدرسة ناجحة بدون ديمقراطية وأن التعليم لا يعطي ثماره ضمن بنية لازالت أسيرة الكوابح السلطوية العتيقة التي لا تؤمن سوى بالرأي الواحد والحزب الواحد. سيكتشف واضعو المخطط ومنفذوه أن واقع المدرسة المغربية أكثر تعقيدا مما كانوا يعتقدون وأن بنيات المؤسسات التعليمية تعرف من الاهتراء والخصاص ما يفرض إعادة النظر في كل شيء . وفي الختام المغرب اليوم ليس في حاجة إلى استعجال فكثير من الوقت قد ضاع هدرا نتيجة العقلية الارتجالية المستعجلة نحن في أمس الحاجة إلى الرؤية المتزنة الهادئة والجريئة من أجل الإجابة عن أسئلة بحجم المسألة التعليمية. إعداد : عبد الجليل ادريوش / دنيا بريس