كشفت وثيقة صادرة عن وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي على أن حصيلة البرنامج الاستعجالي قد بلغت 70 بالمائة خلال النصف الأول من سنة .2010 واعتبرت وثيقة معنونة ب الحصيلة المرحلية للبرنامج الاستعجالي للموسم الدراسي 2009/2010 ومؤرخة في 27 يوليوز,2010 أن كل مشاريع البرنامج الاستعجالي الخاصة بالقطاع من أجل إعطاء نفس جديد للإصلاح 2009 - 2012 (25 مشروعا و129 إجراءا و721 مؤشرا للتتبع) ب ألف خير وتحقق نسباً متقدمة من النجاح. لكن بعد يومين من لقاء جمع أقطاب وزارة التربية الوطنية من أجل اقتسام جوائز نجاح البرنامج الاستعجالي، تأتي مفاجأة كبرى. ففي خطاب العرش ليوم 30 يوليوز ,2010 دعا جلالة الملك محمد السادس إلى اتخاذ قرارات شجاعة في التعليم، واصفا وضع التربية والتكوين ببلادنا بقوله إن النظام التعليمي الذي طالما واجه عراقيل ديماغوجية، حالت دون تفعيل الإصلاحات البناءة، سيظل يستنزف طاقات الدولة، ومواهب الفئات الشعبية، في أنماط عقيمة من التعليم تنذر بجعل رصيدنا البشري عائقا للتنمية، بدل أن يكون قاطرة لها. جلالة الملك يصف وضع المنظومة التربوية ب الكارثية، وأرقام وزارة التربية الوطنية تشدد على تقدم منظومة البرنامج الاستعجالي ب 70 بالمائة. أين يكمن الخلل إذن؟ هل في منظومة سيران المعلومة في بلادنا؟ أم في منظومة التقييم بكواليس وزارة التربية الوطنية؟ ثم إلى أي حد يمكن الحديث عن نزاهة الحصيلة والأرقام الرسمية، لاسيما في وضع يتماهى فيه المخطط والمنفذ والمراقب والمتابع والمكلف بالتقييم؟ لنبحث عن جزء من حقيقة حصيلة البرنامج الاستعجالي خلال الستة أشهر الأولى من ,2010 من خلال هذا التحقيق.