ردّ التّنظيم الإرهابي لما يعرف بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، على تسليم السلطات الموريتانية الإرهابي عمر الصحراوي للسلطات المالية، واستلامه له، بعملية إرهابية انتحارية استهدفت قاعدة عسكرية بمنطقة "النعمة" الموريتانية، خلفت مقتل الانتحاري وجرح أربعة جنود. وكان التنظيم قد هدد نهاية الشهر الماضي بالرد على العملية العسكرية التي قامت بها القوات العسكرية الموريتانية، بدعم من الفرنسية في 22 جويلية الماضي، بسبب ما قالت الحكومة الموريتانية أنها ضربة استباقية ضدّ التنظيم، غير أنّها تريثت إلى أن ضمنت استلام رجلها "عمر الصحراوي" في صفقة تسليم الرعايا الإسبان أمس الأول. ونقلت وسائل الإعلام الموريتانية؛ أنّ الأمر يتعلق بسيارة رباعية الدفع حاولت اقتحام الثكنة، غير أن حراس الثكنة بادروها بالهجوم، بعدما تأكدّوا من نوايا صاحبها لدى اقتحامه بوابة الثكنة العسكرية، وهو ما قلّل من الخسائر. وقال مصدر عسكري لوسائل الإعلام الموريتانية، إن المعلومات الأولية لدى الأجهزة الأمنية تفيد بتورط عناصر من تنظيم القاعدة في عملية "النعمة"، وإن البحث جار عن عناصر يعتقد أنّها دخلت الأراضي الموريتانية، وأضاف أن السّيارة المفخّخة دخلت الأراضي الموريتانية من الجارة مالي، وإن ثغرات أمنية ما تزال قائمة على الحدود سمحت للإرهابيين بالقيام بعملية من هذا الحجم، دون أن تكون الجهات الأمنية على علم بها، لافتا إلى أن الأجهزة الأمنية المكلفة بضبط الحدود اكتشفت الطريقة التي تم بها إدخال شحنة المتفجرات والسيارة، والأشخاص المحتمل مشاركتهم في العملية أو التغطية العسكرية، باعتبار أنّه يصعب أن يكون شخص واحد نفّذ العملية. وبهذا تكون موريتانيا قد وقعت في شباك فخ نصبته لها كل من مالي وإسبانيا، بعد أن بادرت لمد يدها للعناصر الإرهابية، وقبلت الإفراج عن إرهابي خطير المالي عمر الصحراوي، نظير تحرير الرعايا الإسبان.