استقال "حسن بشار" أمين مال جمعية تسير الخيرية الإسلامية قبل شهرين . وقد برّر استقالته باقتضاب باستحالة العمل داخل المكتب المسير لظروف اعتبرها غير متماشية مع قناعاته ومبادئه . ومن يعرف حرص حسن بشار على سمعة الجمعية منذ التحاقه بها، وتحفّظه عن أيّ إثارة إعلاميّة قد تمسّها، يعلم أنّ استقالته كانت، بالنسبة إليه، ذات طابع «اضطراريّ» بكلّ ما للكلمة من معنى، وأنّها تفيد بأنه استنفد مجمل الوسائل لتجاوز ما يعيق تدبير مالية الخيرية بشفافية و وضوح. وتالياً، فهي تطرح، بذاتها وبما استتبعها من أصداء، تساؤلات حول سبب صمت المكتب المسير للخيرية وعدم اصداره بيانا يوضح فيه ملابسات استقالة الامين وموقف المكتب منها؟وحقيقية الاختلاسات التي قدرت بمئات الملايين من السنتيمات؟ إذا صحّ أنّ الاستقالة تضمّنت لوماً مبطّناً لكلّ اعضاء الجمعية بما فيهم رؤساء سابقين تحوم حولهم شبهات فساد واختلاس لميزانيات الخيرية وبيع محلاتها التجارية وأخذ عمولات ..فمن البديهي أن تطرح الاستقالة جديّاً على بساط البحث مدى قدرة هذا المكتب، بتنظيمه الحالي، على ضمان مصالح نزلاء الخيرية من ايتام ومتخلى عنهم،وعن قدرته على تدبير المداخيل الكبيرة للخيرية وفائض الأموال التي تركها امين المال المستقيل بحساب الجمعية .