ما حصل أول أمس في مجلس جهة كلميم وادنون لم يكن مفاجئاً. المؤشرات كلها، التي سبقت جلسة الخميس 5 ابريل،ورافقتها منذ سنة تقريبا، كانت تشي بأن «المسرحية» متواصلة، وأن فصلها الأخير لم يُكتب بعد، وبالتالي لن تُسدل الستارة. المفاجئ حقاً كان في تردّي «الإخراج» الى مستوى غير مسبوق. هذه المرّة، لم يجري «سحب النصاب» بالمعنى الدقيق، على العكس تماماً، حضر الجميع تقريبا. لكن كل ما احتاج إليه لنسف الجلسة، أمس، هو ببساطة شديدة: الكثير من الوقاحة، لن نخوض في التفاصيل ما دمنا مغيّبين بالإكراه عن متابعة من يدّعون زورا تمثيلنا،لكن ما يلفت الانتباه في كل مرة ،هو محاولة البعض إلصاق ما يحدث بهذه الجهة بالمواطن البسيط،وأن المجلس الحالي أغلبية ومعارضة نتاج تصويت الساكنة ،وعليها تحمّل مسؤولية إخفاقها فالاختيار .طبعا هي حالة من التعبير عن الغضب من مواقف المستشارين بالجهة المعاكسة تماما لمصالح الساكنة،وقد يكون كذلك محاولة للتضليل والتهرب من المسؤولية . الحقيقة الساطعة التي لا يستطيع أن ينكرها أحد هي أن السواد الأعظم من أعضاء مجلس الجهة وبقية المجالس التمثيلية،جاءوا على ظهر القبيلة والمال الفاسد،حيث يلعب المال السياسي دورا هاما في الانتخابات، خصوصا في ظل الوضع الاقتصادي الصعب للمواطنين، وغياب الوعي بأهمية ودور المجالس المنتخبة. كما أن طبيعة المجتمع القبلي تلعب هي الأخرى دورا هاما في إنتاج المجالس التمثيلية، أيضا في غياب الوعي بأهمية ودور المجالس في حياة المواطنين، إذ يلعب عامل القبيلة دورا رئيسيا في اختيار المرشح الذي سيتم التصويت له.إذن هل يصح القول أن مجلس الجهة مثلاً هو خيار الساكنة على الحقيقة ؟ ختاماً، إن ما يجري في الجهة اليوم هو مخاض ضروري، وإن كان مؤلما جدا، وذلك حتى تنتقل إلى المرحلة التالية، وهي التي كانت قد وصلت إلى مرحلة الاختناق والتدهور الواضح السريع، فقدت معها كل ما يمكن أن يحسب على السياسة. آخر الكلام: سأظل متفائلا بغد أجمل، رغم كل هذه الألم، لأن الوقت في مصلحتنا، نحن عشاق هذه المنطقة الجميلة في قلوبنا وخيالنا وأحلامنا، نحن الذين نرفض أن يتم اختطافه على يد الفاسدين ، ولذلك سنظل صامدين ما دام في العمر بقية..