مراكش: عبدالرزاق موحد كانت مراكش صبيحة الأحد 29 مارس 2009 على موعد مع لقاء تواصلي وتأطيري نظمه فرع منظمة المرأة الاستقلالية بجليز بتنسيق مع مكتب فرع الحزب جليز والمكتب الاقليمي. ورغم برودة الطقس ونزول الأمطار فإن ذلك لم يُؤثر على نجاح اللقاء حيث وصلت قبل الموعد مئات من الأطر ومناضلات خلايا المرأة الاستقلالية الى مفتشية حزب الاستقلال بالمدينة وغصت قاعة المجاهد المرحوم عبدالقادر حسن لتمتد حشود الأطر والمناضلات الى ساحة المفتشية وتتحول برودة الطقس الى حرارة نضالية عالية. وفي أجواء حماسية ممزوجة بالهتاف والزغاريد انطلقت أشغال هذا الملتقى التواصلي والتأطيري الذي ترأسته الأخت نعيمة خلدون رئيسة منظمة المرأة الاستقلالية وعضو اللجنة التنفيذية للحزب بحضور الأخ عبداللطيف أبدوح عضو اللجنة التنفيذية للحزب والكاتب الإقليمي والأخت سعيدة آيت بوعلي المنسقة الجهوية لمنظمة المرأة الاستقلالية بجهة مراكش وكاتب فرع الحزب بجليز الأخ محمد بنشقرون وكاتبة فرع المنظمة بجليز الأخت مريم العرابي. وتميز الاجتماع بالكلمة القيمة التي ارتجلتها الأخت نعيمة خلدون رئيسة منظمة المرأة الاستقلالية استهلتها بإبلاغ تحيات المشاعر النبيلة والمحبة الصادقة لكل الاستقلاليات وأهل مراكش من طرف الأخ الأمين العام والوزير الأول الاستاذ عباس الفاسي ومن طرف الأخوات في المكتب التنفيذي لمنظمة المرأة الاستقلالية. وأشارت إلى أن الأخ الأمين العام والإخوة في قيادة الحزب، وبالنظر لدقة المرحلة، يتتبعون كل لحظاتها وكل ما يتعلق بها وبخاصة فيما يتعلق بعمل وتحركات المناضلات الإستقلاليات اللواتي ينتظر أن يؤدين واجبهن على مستويين: الأول مرتبط بالمشاركة في الإنتخابات المقبلة التي يريدها الحزب أن تشكل تحولا نوعيا وكميا في الممارسة الديمقراطية بالمغرب، أما المستوى الثاني فيرتبط باللوائح الإنتخابية حيث يريدها الحزب أن تتضمن عددا هاما من المناضلات الإستقلاليات ليبقى الحزب في ريادة مناصرة المرأة. وتوقفت الأخت نعيمة خلدون عند الحضور المكثف والقوي المسجل خلال هذا اللقاء لتبدي ملاحظة هامة مفادها أنه لو كان حضور المرأة بهذا الشكل القوي وفي مختلف اجتماعات الهيئات السياسية لكان الخطاب اليوم مختلفا وموقع المرأة أفضل وأحسن معتبرة هذا الحضور النوعي بمثابة قطرات الغيث التي تسبق المطر الغزير. ونوهت الأخت خلدون بهذا الحضور النوعي والقوي في هذا اللقاء لتثمن كل الأعمال والمجهودات التي يقوم بها و يبذلها فرع منظمة المرأة الاستقلالية بانسجام متكامل وتام مع القيادة ومختلف الهياكل الاستقلالية الأخرى بالمدينة متمنية أن يبقى هذا الانسجام والتناغم مستمرا والى حين تحقيق النتيجة الايجابية المرجوة في انتخابات 12 يونيو القادم. وأوضحت أن هذا اللقاء يتوخى بالأساس تحفيز المواطنات والمواطنين للمشاركة بكثافة في الانتخابات الجماعية القادمة مؤكة على أن من واجب جميع الأطر والمناضلين والمناضلات الإنطلاق في العمل على هذا الأساس لدعوة جميع المواطنين والمواطنات وبمختلف المقاطعات والفروع بالمدينة حيث الهدف الأساسي، والذي يسعى له حزب الاستقلال دائما، هو المصلحة العامة للبلاد والمصلحة الوطنية أولا وقبل كل شيء. وبعد أن عبرت عن الصدى الطيب والأثر الجيد الذي عكسه هذا الحضور الوازن والقوي خلال هذا اللقاء انتقلت للحديث بشكل مدقق ومفصل عن مواضيع مرتبطة بالمرأة في صفوف حزب الاستقلال ومنظمة المرأة الاستقلالية ثم أهمية مشاركة المرأة في انتخابات 12 يونيو المقبل. ولفتت الانتباه لمسألة تنامي الحديث في الآونة الأخيرة عن النساء من طرف عدة جهات تدعي الدفاع عن حقوق المرأة لترجع بأذهان الحاضرات الى فترة زمنية كانت فيها الحقوق مجرد أحلام كما كانت مزاولة أنشطة مرتبطة بمجال المرأة تلقى كل الصعوبات والمضايقات لتخلص في حديثها بالقول الى أن من كان دائما بجانب المرأة وفي مختلف هذه المحطات هو أخوها الرجل في حزب الاستقلال. وقالت بأن القادة والزعماء المؤسسين لحزب الاستقلال، على هدى من الله، آمنوا واستوعبوا منذ اليوم الأول، قيمة المرأة، واشتغلوا على أن تمنح لها فرصة لتلعب الأدوار التي ينبغي أن تلعبها في المجتمع مشيرة الى أن الحزب قد ناضل بامتياز من أجل أن تتمتع المرأة بالحق في التعليم وفي الشغل بدون تفريط في الهوية والثوابت. وأشارت الى أن عددا كبيرا من المنظمات والجمعيات تدعو الى تقدم المرأة غير أن من بينها من تريد أن يكون ثمن ذلك غاليا. واسترسلت قائلة: «نحن لانريد تقدما يكون ثمنه هو ديننا، نحن نريد التقدم المنطلق أساسا، وكما قال سيدي علال رحمه الله، من الدين الاسلامي. وكل دعوة تأتينا من أي طرف لاتجعل الاسلام هو المنطلق نحن نرفضها، وفي نفس الوقت نرفض من يتاجر بالدين ويسترزق به سياسيا أو يجعل منه مطية للوصول الى أهداف سياسية ». وأكدت على أن حزب الاستقلال هو الحزب الذي بقدر ما يدافع عن الاسلام والثوابت بقدرما يدفع الى الانفتاح على الآخر والتزود من الثقافة الانسانية دون نسيان الأصول والجذور. وأشارت الى أن حزب الاستقلال إذا كان قد فتح باب العلم والشغل أمام المرأة فقد فتح أيضا في وجهها باب السياسة وشجعها على خوض غمار المقاومة وحمل ونقل السلاح والأخبار الى الوطنيين لتشكل بذلك صلة الوصل بين القيادات الوطنية والخلايا النسائية وتأخذ مكانة هامة وتبرز بشكل قوي ولافت في عدة قرى ومدن مغربية كمراكش والدار البيضاء وغيرها. واستشهدت في هذا الإطار بالسيدة مليكة الفاسي باعتبارها إحدى الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال والديمقراطية التي قدمتها الحركة الوطنية إلى جلالة المغفور له محمد الخامس. وأكدت على أن حزب الاستقلال قد فتح كل مؤسساته بعد الاستقلال في وجه النساء، وعمل على تسهيل إدماجهن في صفوفه ليتمظهر ذلك جليا مع مرور الزمن وتعاقب الأجيال حيث نجد في المقدمة المرحومة السيدة زهور الأزرق والسيدة فاطمة حصار أطار الله في عمرها. وانتقلت الأخت نعيمة خلدون بعد ذلك لإعطاء الحاضرات فكرة مقتضبة عن ظروف تأسيس منظمة المرأة الاستقلالية كفضاء لاشتغال المرأة والتعبير عن همومها ومعاناتها وطموحاتها وآمالها ولتشجيعها على الانخراط في العمل السياسي مشيرة الى ان المنظمة كانت بذلك أول تنظيم سياسي صريح يحمل اسم الحزب الذي ينتمي إليه. وتحدثت بعد ذلك عن مسألة المشاركة في استحقاقات 12 يونيو باعتبارها محطة بمكتسبات جديدة حصلت عليها المرأة مشددة على ضرورة تكثيف الجهود بهذا الخصوص لضمان مشاركة مشرفة تحطم كل التكهنات ومن طرف المرأة والرجل على حد سواء. وتوقفت عندما تتداوله بعض الأطراف بخصوص مسألة العزوف موضحة بهذا الخصوص أن عدم الذهاب للتصويت لايعد في حد ذاته موقفا واضحا، وهذا التصرف لايسمح بإجراء قراءة حقيقية في العملية الانتخابية. وأوضحت بأن المشاركة في الانتخابات من شأنها أن تسمح بالتصويت على الشخص أو اللائحة المختارة والأهم من ذلك مزاولة حق في ظل ممارسة ديمقراطية. وفي معرض حديثها أطلعت الحاضرات على مطلب تقدمت به المنظمة والحزب للدوائر المسؤولة والمرتبط بفتح ومنح فرصة أخرى للمواطنين للتسجيل في اللوائح الانتخابية داعية الى تكثيف الجهود بهذا الخصوص حتى تتم الاستفادة والتجاوب مع هذا المطلب من خلال إعداد قوائم أسماء بغير المسجلين وبمختلف نقط المدينة. ووجهت الدعوة من جديد الى النساء للمشاركة بكثافة في انتخابات 12 يونيو على اعتبار أن هذه الانتخابات مختلفة عن سابقاتها لكونها تحققت بفضل تجاوب جلالة الملك محمد السادس مع مطالب المرأة، وتجاوبه أيضا مع مطالب الهيئات السياسية حيث أعطى جلالته توجيهاته للحكومة برئاسة الأمين العام لحزب الاستقلال الاستاذ عباس الفاسي لسن تدابير من شأنها تمكين حضور نسبة هامة للمرأة في المجالس المنتخبة مشيرة الى أن هذه النسبة ارتفعت لتبلغ 12 بالمائة وانتقال عدد المقاعد المخصصة للنساء من 127 الى 3260 مقعد. وأوضحت أن هذا المكسب ليس الوحيد في هذه العملية حيث انضاف إليه مكسب يتعلق بتخصيص وتشكيل لجنة استشارية في كل مجلس جماعي جديد من مهامها ملاحظة ما إذا كانت سياسة المجلس الجماعي تأخذ بعين الاعتبار حاجيات النساء، أضف الى ذلك أن من واجب كل مجلس الأخذ بعين الاعتبار في مخطط التنمية حاجيات النساء. كما أن هذه المقتضيات تضيف جاءت بصندوق الدعم للنساء بهدف الرفع من تمثيليتهن لأنه في حال نجاح امرأة في اللائحة الإقليمية لأي حزب فإن هذا الأخير يتوصل بحكم من الحكومة يمثل 5 أضعاف ما سيتم التوصل به من دعم عن الرجل الناجح في هذه الانتخابات. ودعت في ختام كلمتها كل الأخوات الاستقلاليات الى العمل على تحميس المواطنين والمواطنات حتى تكون المشاركة وازنة ومكثفة. كما أكدت على تقديم كل الدعم والمساندة لقوائم المرشحين والمرشحات الاستقلاليين بهدف تحقيق النتيجة المرجوة في انتخابات 12 يونيو القادم. وفي كلمتها أوضحت الأخت سعيدة آيت بوعلي المنسقة الجهوية لمنظمة المرأة الاستقلالية بجهة مراكش أن القاعة التي تعرف هذا الاجتماع مازالت تشهد على النضال الذي خاضته المنظمة لنصرة المرأة والمتمثل في حدثين أولهما مرتبط بجمع التوقيعات الخاصة بطلب إنصاف المرأة لتدخل غمار الحياة السياسية ليس كرقم وصوت يرمى به في صندوق الانتخابات ولكن ككيان له الحق ليتصارع ويقرر. أما الحدث الثاني الذي شهدته القاعة فيتمثل في اجتماع المراكشيات لجمع التوقيعات المنادية بتغيير مدونة الأحوال الشخصية، وفي وقت كان الحديث فيها وعنها صعبا. وقالت بأن ذلك ما تم الصراع من أجله ليتوج ذلك العمل بنتيجة إيجابية تم اعتبارها ليس فقط بالمغرب بل حتى في الخارج ثورة اجتماعية هادئة. وأكدت على ضرورة عمل وتواجد المرأة والرجل جنبا الى جنب مستشهدة بقوله تعالى: «إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم» حيث التقوى ودرجة الإيمان مطلوبة لدى الرجل والمرأة على حد سواء. ودعت الاستقلاليات المراكشيات إلى المحافظة على الإرث الذي بحوزتهن على اعتبار أن مراكش كانت الرائدة عندما تم فتح باب الترشيح أمام المرأة حيث تمكنت امرأتان من النجاح بالمغرب إحداهن تحملت المسؤولية بالمجلس البلدي لمراكش وهي الاستاذة مالكة العصمي. وأوضحت بأن التجربة الجماعية لسنة 1983 عرفت حضور 5 نساء في المجالس الجماعية المغربية من بينهن 3 نساء بمراكش لتتحمل وتشارك استقلاليتان في تسيير مدينة مراكش حيث مازالت تحتفظ لهما بالذكر الطيب وهما الأستاذنان مالكة العاصمي وسعيدة آيت بوعلي. وأكدت على عدم تفويت الفرصة المتاحة الجديدة والعمل على محو الصورة السيئة التي يحاول البعض إلصاقها بالمرأة الناخبة من خلال القيام بعملية تصويت بضمير حي ومسؤولية تامة وأن تتَّقي الله في نفسها وفي أبنائها ووطنها. وأوضحت بأن عدم المشاركة في الانتخابات يعني السماح للآخرين ممن لايستحقون بالمرور ومع ذلك تمر العديد من المحطات مؤكدة بأن السجل التاريخي الخاص بالتسيير الجماعي بمدينة مراكش يحفل بالعديد من المنجزات والأوراش الكبرى والتي غيرت وجه ومعالم مراكش عندما كان الاشاوس الأحرار لحزب الاستقلال المشبعون بالروح الوطنية يزاولون مهام التسيير بالمدينة. وقالت بأن لا أحد يتسطيع أن ينكر خاصيات التجارب الاستقلالية سواء في سنة 1976 أو تجربة 1983 أو خلال نظام المقاطعات والمجالس البلدية لتخلص الى القول بأنه في حال عدم الذهاب للتصويت ستمنح الفرصة لمن لايستحق ودعت إلى ضرورة مناصرة الأخوات اللواتي يردن الدخول في غمار الاستحقاقات المقبلة. ومن جهته لفت الأخ عبد اللطيف أبدوح عضو اللجنة التنفيذية في كلمته المقتضبة والمركزة، الانتباه للظرفية الحاسمة المرتبطة بالاستحقاقات المقبلة مبرزا أهمية ربط جسور التواصل مع القواعد. وبعد أن ذكر بأهمية وقيمة هذا اللقاء التواصلي مع خلايا المرأة الاستقلالية بمراكش، لفت الانتباه الى الاستمرار ومزاولة العديد من الأساليب والممارسات الخاطئة والمسيئة للتجربة الانتخابية والتي تزيغ بها عن هدفها الأساس وتحول دون الارتقاء بالوعي الانتخابي لدى المواطن. وقال بأن مزاولة السياسة تقتضي الالتزام بقواعدها وأسسها وضوابطها السليمة والحقيقية من خلال انتماء والتزام حزبي يسمح بالاتصال والحديث مع المواطنين بصدق وشفافية. ولفت الانتباه إلى مسألة الترحال الحزبي التي ميزت انتخابات سنة 2003 مشيرا إلى أنه وبقدرة قادر يصبح المرشح في صفوف حزب آخر. وأضاف قائلا بهذا الخصوص: «أتحدى أيا كان يمكنه القول بأن شخصا ما في صفوف حزب الاستقلال صوت عليه المواطنون ونجح برمز الميزان وغير وجهته إلى حزب آخر». واعتبر الانتخابات مناسبة للنقاش الجاد والتذاكر في مشاكل تهم المدينة ومستقبلها داعيا إلى خلق جو من التعبئة والدينامية اللازمة لتقوية أواصر الثقة بين الناخبين والمنتخبين من خلال اختيار المرشحين الأكفاء المتميزين بمواصفات الجدية والكفاءة والالتزام. وكانت الأخت مريم العرابي كاتبة منظمة المرأة الاستقلالية فرع جليز قد أشارت في كلمة ألقتها في مستهل هذا اللقاء أن الغاية من تنظيمه تحقيق التواصل والتأطير من خلال برنامج عمل معقلن يسعى الى اعتبار المرأة الاستقلالية كفاعلة سياسية واجتماعية ووضعها أمام مسؤوليتها وأيضا لفتح المجال لإبراز مدى قدرتها علي التواصل وتحمل المسؤولية بشرف، ومساهمتها الفعلية في التنمية المستدامة محليا وجهويا ووطنيا مشيرة إلى أن المرأة الاستقلالية لها من التجربة ما يؤهلها لتتحمل مسؤوليتها كاملة في تدبير الشأن المحلي. وفي نفس السياق جاءت كلمة كاتب فرع الحزب بجليز الأخ محمد بنشقرون حيث تمت الاشارة إلى أن المرأة الاستقلالية أضحت تعي كل الوعي مكونات المشهد السياسي العام بكل إشكالاته ومتغيراته ممايفرض عليها اليوم لعب ادوار إضافية في المجتمع كانت محصورة فقط على الرجل.