اختتمت أشغال الملتقى الربيعي لليافعين لجهة الجنوب المنعقد بموكادور الصويرة تحت شعار: «المدرسة فضاء للتربية على الحقوق والحريات» الذي نظمته الشبيبة المدرسية ما بين 28 مارس و4 أبريل 2010 بالقاعة الكبرى لمقر فرع حزب الاستقلال . وتميز الحفل الختامي للملتقى الذي ترأسه الكاتب الوطني لجمعية الشبيبة المدرسية عبد القادر الكيحل والمفتش الإقليمي للحزب بمدينة الصويرة عبد القادر العدلاوي وحفيظة جدلي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب ومنظمة المرأة الاستقلالية، وحضره ممثل النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالصويرة. وعرف الحفل الاختتامي تقديم عروض مسرحية وأنشطة موسيقية وفنية وسكيتشات هزلية، أبرزت جميعها تعدد وتنوع مواهب شبيبة الجمعية، واستوعبت الغنى والتنوع الثقافي المغربي في جهة الجنوب المغربي. وأشرف خلال هذا الحفل الأخ عبد القادر الكيحل الكاتب الوطني للشبيبة المدرسية وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال على توزيع الجوائز على الفائزين بدوري الزعيم علال الفاسي لكرة القدم المصغرة. وحول الأجواء التي مر فيها الملتقى استقت جريدة العلم ارتسامات بعض المستفيدين، قالت «سكينة كمبا» من فرع سيدي افني: «أغتنمها فرصة لتحية مدير الملتقى الجهوي الأخ عمر عباسي ومقتصد الملتقى الأخ سعيد حركوك وكل أطر الملتقى الذين كان لهم الفضل في نجاح الملتقى بما تضمنه من أنشطة فكرية ونقاشات سياسية واحتفالات فنية أغنت رصيدنا الفكري والثقافي وأكيد أنها أسهمت في بلورة شخصيتنا بايجابية». وقال «منير السملالي» من فرع كليميم: «أنا مسرور لجو الانسجام والالتحام بين أفراد كل فروع الشبيبة المدرسية، وأعتقد أن ذلك راجع إلى جودة تدبير الأنشطة التي ميزت الملتقى، ولذلك فإني أتوجه بالشكر الجزيل نيابة عن فرع كلميم إلى كل الإخوة الذين أطروا سير هذا الملتقى». وكان المستفيدون قبل اختتام الملتقى مع لقاءات فكرية وسياسية أطرها كل من الأستاذة رحمة وقاري والأستاذ العربي الشرقاوي ومصطفى عكيدي. وأوضحت رحمة وقاري في لقائها التأطيري حول موضوع الحقوق السياسية والمرأة المغربية أن نضال المرأة المغربية برز بقوة مع نضالات الحركة الوطنية، ونبهت إلى الأدوار التقدمية والتاريخية التي قامت بها المرأة الاستقلالية من أجل قضية المرأة، وذكرت بمساهمات المجاهدة مليكة الفاسية وزهور الزرقاء وفاطمة حصار... وأكدت الأستاذة رحمة على أن هذه النضالات كانت طويلة توجت بتحقيق عدد من المكتسبات منها مدونة الأسرة، وتطبيق نظام الاقتراع المتعلق بانتخاب مجلس النواب واعتماد مفهوم اللائحة الوطنية الذي أدى إلى انتخاب 35 امرأة لعضوية المجلس. وأضافت أن هناك نضالا حثيثا للمساواة خاصة في مجال ولوج المرأة المغربية إلى مراكز القرار السياسي والإداري...، مذكرة بإصلاح أوضاع المرأة من خلال نتائج تطبيق مضامين مدونة الأسرة الجديدة، خاصة فيما يتعلق برفع الحيف عنها. في مداخلة الأستاذ العربي الشرقاوي الكاتب الوطني السابق للشبيبة المدرسية حول الشبيبة المدرسية والتنظيم الداخلي لحزب الاستقلال، استعرض بداية المسار الكرونولوجي والتاريخي للجمعية والأحداث التي واكبتها، وأبرز المواقف التي عبرت عنها الشبيبة المدرسية تفاعلا مع المحطات الإصلاحية الكبرى التي عرفتها السياسة التعليمية في المغرب. وذكر العربي الشرقاوي أن شباب الجمعية ظل يمثل بؤرة العمل السياسي الميداني المغربي، حيث كان الوعي السياسي لدى التلاميذ قويا جسده حضورهم القوي في الحراك السياسي الداخلي والدولي من خلال الانتماءات إلى عدد من التنظيمات السياسية الدولية وكان التلميذ المغربي مهموما بقضايا وطنه. وأكد أن الجمعية كانت مواكبة عبر شبيبتها للنقاشات الوطنية، من منطلق اختصاصاتها كأول جمعية وطنية تهتم بالشأن التعليمي الوطني، وبالنظر إلى حجم تمثيليتها بحسب فروعها المنتشرة في مختلف مناطق المملكة. ودعا العربي الشرقاوي إلى ضرورة تمتين الروابط بين الأجيال داخل الجمعية ومع باقي روافد المنظمات الموازية للحزب، واغتنمها مناسبة لدعوة الشباب إلى تحمل مسؤولياتهم للانخراط الإيجابي عبر الاجتهاد والمثابرة والصمود حتى تحقق الجمعية كامل أهدافها المسطرة، مشيرا إلى الارتباط العفوي والوجداني للشبيبة المدرسية مع حزب الاستقلال، موضحا ذلك بالحضور البارز لأعضاء الشبيبة الاستقلالية في كل محطات الحزب، كما أن أعضاء الشبيبة المدرسية اليوم يتبوؤون مهام كبرى في دواليب الدولة. في محاضرة مصطفى عكيدي حول المشاركة السياسية للشباب استعرض عوائق مشاركة الشباب في العمل السياسي، مؤكدا على الدور الهام للشباب في الممارسة السياسية من خلال الانخراط في هياكل وتنظيمات الأحزاب السياسية الوطنية. واعتبر أن الشبيبة المدرسية كانت على الدوام ولا تزال العمود الفقري للشبيبة الاستقلالية، حيث أن معظم أطر الشبيبة الاستقلالية كانوا قيادات في الشبيبة المدرسية. وشدد الأخ العكيدي على ضرورة تعبئة الشبيبة المدرسية في أفق إنجاح المؤتمر الوطني الحادي عشر للشبيبة الاستقلالية.