بقلم : عبدالله العبضلاوي ...عجبا ما هذا الصوت يا بنت بني الأصفر أيرفع الآذان في بلادكم ؟ نعم إنه يرفع, وكلما سمعت هذا الغناء الصادر من هذه المكبرات حتى تسري قشعريرة كذبيب النمل في جسمي ,أبشري أيتها الفتاة الطاهرة القلب إنك تسيرين في نفس المسار الذي أسير فيه وها أنت على مرمى حجر واحد من لقاء حبيبتك, فاستمري في قراءة برقيتي هاته الى النهاية لنكتشف جميعا من هي الحبيبة التي ستجمعنا في صعيد واحد يوم ألقي الخطاب من على قمة جبل توبقال الأشم في الجموع الغفيرة التي بدأت تتشكل والتي أنت واحدة منهم. أيتها الحسناء هناك بعض المناطق الهامة في أمريكا التي أريد زيارتها : هوليود ,وال ستريت ,المراكز البحثية للناسة ,هل ترافقينني في هذه الرحلة لأنني صراحة لن أجد من هو أثقف منك وأوسع صدرا لأسئلتي الكثيرة ؟ , نعم سأصحبك فيما تبقى من أشواط هذه الرحلة لكن لا تنسى أن هناك رفقاء آخرون هم الآن يراقبوننا من بعيد, من تقصدين ؟ ,إنهم عناصر إف ب أي ,سي أي أي والموساد الإسرائيلي , لابد أنهم الآن قد أرسلوا صورتك الى وطنك وأفادوهم مخابرات بلادك بما يحتاجونه من معلومات. نعم لابد أنه قد حصل ذلك لكن الحمد لله ملفي في وطني خال من أي شبهة يمكن أن تعرقل هذه الرحلة ,أتعلمين يا بنت بني الأصفر أن الشعب المغربي كله مخابراتي أي أن أفراده يراقب بعضهم بعضا وهذه في حد ذاتها ليست سلبية بل هي من أعظم ما يجب أن تتحلى به الشعوب حتى تتفادى الكثير من المؤامرات التي تحاك في الخفاء وخاصة في أيام الناس هاته فالكثير من العمليات الإرهابية يمكن أن يتفاداها الشعب المغربي بهذه الميزة التي حباه الله بها, أي أن أي شخص رأى ما يريبه في جاره أو في أي شخص آخر فبإمكانه تركيب رقم هاتف المصالح المختصة وها قد تم اعتقال المشتبه فيه. لنترك المخابرات تقوم بعملها ولنواصل رحلة البحث عن حبيبة القلوب ,ها أنا ذا ودليلتي نقف في عالم من أهم العوالم التي صيرت الشعب الأمريكي من أسذج شعوب العالم, ها نحن على أبواب هوليود, إنها صانعة القرار الحقيقي في أمريكا, ها هي ذي أمريكا قد ألقت اليكم بفلذات أكبادها, ها هم شباب أمريكا منقادون كما تقاد السائمة البلهاء دون تحليل لما ينتج في عالم الأفلام هنا, إنه سوق حقيقية للمفاتن ,إنه مركز حقيقي للمكر والخداع وغسل الأدمغة. ها أنا ذا أقف وجها لوجه أمام باتمان وسوبرمان ولا أحدا منهما يجرؤ على مواجهتي, هاهو سوبرمان يكرر المشهد مرات ومرات دون أن يثقنه إنه يتعرض الآن للإهانة من المخرج والمنتج, كما أن تجاكيشان بدوره وكولومبو وهلم جرة من الممثلين يكررون المشاهد مرات ومرات وفي المرة المائة فقط يتقنون المشهد ,إنه عالم غريب فعلا ,دبابات ,صواريخ ,طائرات, راجمات الطائرات ,سفن عملاقة ,كلاب ,دببة ,أطفال صغار, نساء جميلات يتهيأن للقيام بأدوارهن, راقصات ,مجسمات غربية الأشكال, حواسب وآلات مختلفة ومتعددة. يا للغرابة من يكون هذا الشخص يا ذات الحسن والجمال أليس شخصا عربيا ؟,بلا إنه عربي بلحمه ودمه يضع كوفية على رأسه ويرتدي قميصا أبيضا ويحمل سيفا في يده يريد مبارزة أمريكيا يحمل مسدسا, لكن أي مشهد مثير للسخرية هذا أيتها الأمريكية ,كيف سيواجه هذا العربي بسيفه ذلك الأمريكي الذي يحمل مسدسا محشوا رصاصات ما هي الرسالة التي يريدون تمريرها من خلال هذا المشهد؟ إن السينما الأمريكية يا صديقي مليئة بمثل هذه المشاهد فلما القلق إنه شيء عادي ,لا يا بنت بني الأصفر ليس عاديا أبدا بل إنها سخرية ما بعدها سخرية, إنهم يصوروننا للأمريكيين السدج على أننا شعوب متخلفة همجية لازلنا نحارب أعدائنا بأسلحة عتيقة مهترئة كالسيوف والعصي وما شابهها, بل هناك ما هو أعظم من ذلك أيها الشاب الفطن, فقد تجد في بعض المشاهد الأمريكيين البيض يغتصبون النساء العربيات أمام أزواجهن دون أن يحرك هؤلاء الرجال ساكنا. أف لكم من أمة أيها الأمريكيون أتعتقدون أنكم فوق الناس جميعا تفعلون ما يحلو لكم, كيف تستهزؤون من أمم فاقتكم حضارة, وخلفت للعالم علوما وآثارا ما خلفتم أنتم معشارها ؟,تمالك نفسك يا صديقي ولا تغضب فليس الأمريكيون كلهم متشابهون ,فهناك فئة معروفة بعدائها للعرب لها الحظوة الكاملة وأنت تعرفها وهي التي تدفع نحو هذا الاتجاه, لغاية في نفسها ,أتقصدين اليهود والصهاينة ؟ نعم ومن غيرهم . أتدرون مع من التقيت في هوليود ؟ إنني صادفت توم وجيري يستعدان للقيام بمشهد وكما تعلمون فأنا أحب طرح الأسئلة فتوجهت اليهما دون تردد, فسألت الفأر لماذا دائما ما ينهزم القط أمامك ؟ فضحك الاثنان حتى استلقيا على ظهريهما فقالا لي أيها الأحمق أصدقت ما تشاهده على شاشة التلفاز, منذ متى كان القط ينهزم أمام الفأر؟ فأحسست بالعرق يتصبب من على جبهتي كأنه أنهار ,لو انفرجت الأرض في تلك اللحظة لما ترددت في الغوص في أعماقها ولفضلت الموت على هذه الهزيمة النكراء. استرجعت قواي وحاولت أن أبدو متماسكا فقلت لهما اشرحا لي القصة ,فقالا إن هؤلاء الناس لا يفرقون بين طفل ولا كبير الكل يمكن غسل دماغه وخاصة الأطفال الصغار لأنهم رجال الغد, فالطفل عندما يدمن مشاهدة الانهزام واللامنطق ستكبر في عقله الباطني أي في اللاوعي تلك الصورة الانهزامية ويصبح فيما بعد انهزاميا غير ممانع ولا مقاوم فمثلا لماذا لم يقاوم الشيعة الجيش الأمريكي في العراق وقاومه السنة ؟ أتريدان الجواب اسألوا الشيعة أنفسهم؟. ثم هناك أمر آخر أيها العربي- هذه المرة لن ندعوك بالأحمق لأنه على ما يبدوا بدأت تفهم الخطة- ألم تتابع يوما ما مع أطفالك في سلسلة توم وجيري الفأر اللعين وهو يغازل القطة والفقاعات الحمراء تتطاير على شكل قلب دالة على استجابة القطة الحمقاء لإغراءات الفأر المحتال ؟ في نظرك ما السموم التي يحاول مخرجوا هذه السلسلة تمريرها الى الأطفال الأبرياء, ألا يريدون أن يكبر هؤلاء الأطفال ديوتيون لا غيرة لهم على أعراضهم كما هو الحال بالنسبة لشيعة العراق مع الجنود الأمريكيون الذين وهبوا لهم نساءهم يفعلون فيهن ما يحلو لهم باسم المتعة ؟ آه من أين لكما هذا الكم الهائل من المعلومات أيها المخلوقين العجيبين أأنتما كليلة ودمنة ؟. لا نحن توم وجيري.