مما لا شك فيه أن تركيز مباريات التوظيف بمدينة الرباط تقف أكبر حجر عثر أمام المئات من أصحاب الدراسات العليا و المجازين و حاملي الدبلومات الصحراويين لاجتياز مباريات التوظيف و ذلك لصعوبة التنقل و كثرة المصاريف بحيث لا يمكن الإحاطة الكاملة بها و سنذكر بعضا منها و التي تبتدئ من أن بعض مباريات التوظيف تطلب من المشارك أن يقوم بوضع الملف في عين المكان شخصيا و هذا يعتبر أول عائق أمام المرشحين، فلماذا لا يتم العمل بنظام استقبال الملفات الكترونيا و نحن الآن في عصر الإدارة الالكترونية أو على الأقل عن طريق البريد المضمون . فالإشكال الذي يطرح هو هل يجهل أو يتجاهل أصحاب القرار مصاريف التنقل إذا وجدت أصلا من مدن بعيد جدا كالداخلة و بوجدور والعيون التي تبعد عن الرباط مئات الكيلومترات بحيث أن المسافر يمضي أكثر من يوم و نصف في الحافلة و السكن لمدة تتجاوز ثلاثين يوما على الأقل بالفندق في انتظار إعلان لائحة المقبولين في الانتقاء الأولي و بعد ذلك انتظار اجتياز الاختبار الكتابي، و عند إعلان النتائج يتم انتظار الاختبار الشفوي، فبعد هذه المرحلة يتم ترقب النتائج النهائية، فكل هاته المراحل تمر ببطء شديد قد تصل إلى شهر تقريبا أو تتجاوزه في حالات أخرى . هذا كله إن دل على شيء فإنه يدل على تنافي تطابق اشتغال الإدارات مع التوجهات الجديدة للبلاد، و التي تتمثل في الجهوية الموسعة و تقريب الإدارة من المواطنين و اشتغال أبناء الأقاليم بمناطقهم، لان "أهل مكة أدرى بشعابها". بدل تعيينهم في أماكن بعيدة جدا عن المدار الحضري، و عن عاداتهم و تقاليدهم. كما أن هذا المشكل يعتبر إعاقة واضحة لالتحاقهم بالشغل في حال نجاحهم. فأول ما يجب على أصحاب القرار القيام به هو إنشاء مراكز الامتحانات بمدن الصحراء ثم إعلان مباريات التوظيف بالموازاة مع المدن الأخرى و عدم جعل الصحراء دائما استثناء خصوصا في مجال التوظيف مع العلم أن هناك العديد من المتفوقين في كل المجالات، بحيث يجب الاستفادة من رأس المال البشري الذي يعتبر من بين أهم الثروات التي طورت العديد من الدول لعل أبرزها الصين و اليابان . فتجاهل هاته الفئة النشيطة من المجتمع سيؤدي لا محالة إلى هجرة الأدمغة إلى دول مثل أمريكا و كندا في إطار القرعة السنوية التي يتم تنظيمها كل سنة، فالغرب وحده من يقدر مكانتهم العلمية و المعرفية.