اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم الإثنين، بجملة مواضيع منها تطورات الأزمة اليمنية وسقوط قتلى من القوات المسلحة الإماراتية في المعارك هناك، فضلا عن مواضيع محلية أخرى. ففي مصر، واصلت الصحف اهتمامها بافتتاح قناة السويسالجديدة وآثارها المحتملة والإيجابية على البلاد، فكتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان (بشائر الخير بعد القناة الجديدة) أن مصر بدأت مرحلة جديدة بعد افتتاح قناة السويسالجديدة، وذلك بعبور 63 سفينة من الاتجاهين في اليوم الأول بعد الافتتاح، بحمولات بلغت 3,3 مليون طن. وقالت إن القناة الجديدة قدمت دليلا عمليا على كفاءتها وجاهزيتها للتعامل مع الظروف الصعبة، حيث عبرت، وللمرة الأولى أكبر سفينة حاويات في العالم، وهي السفينة الدنماركية (ميرسك مارستال) بحمولة قدرها 300 ألف و360 طنا، وبغاطس عمقه 49.6 قدم وذلك رغم الظروف الجوية الصعبة. وفى الوقت نفسه، تقول (الأهرام)، تحرص القيادة السياسية المصرية على استغلال قوة الدفع الكبرى التي فجرها إنجاز القناة الجديدة في الإسراع بعملية التنمية في مصر، مشيرة في هذا الصدد إلى أن القيادة السياسية تكثف الجهود من أجل إطلاق مشروع "المليون فدان"، الذي سيمثل إضافة هائلة للرقعة الزراعية وتأمين الغذاء وتوفير فرص عمل. أما صحيفة (الجمهورية) فكتبت، من جهتها، في افتتاحيتها بعنوان (الدور على المليون فدان) أنه بعد افتتاح القناة الجديدة تتأهب مصر لتنفيذ استصلاح وتنمية مليون فدان كمرحلة أولى من مشروعها القومي الثاني المأمول فيه توسيع مساحة الاستصلاح إلى 4 ملايين فدان مما يعني توسعا كبيرا في الرقعة الخضراء عوضا عن الأراضي الزراعية التي شهدت انحسارا رهيبا في السنوات الأخيرة. وأكدت على أن "مصر 30 يونيو تخطو بثقة على طريق المستقبل بالعمل والجهد والعرق والدم إن لزم الأمر لتعويض ما فات واللحاق بركب الدول المتقدمة". وفي البحرين، قالت صحيفة (أخبار الخليج) إن انتصارات تلو انتصارات تحدث في اليمن بعد أن تعاون الجميع في "مواجهة المخططات الخبيثة"، معتبرة أن العمل الجاد والمشترك والتنسيق المتواصل بين دول مجلس التعاون الخليجي يمكن أن يساعد بشكل فعال على حماية أمنها واستقرارها، وهو ما حدث بالفعل مع انقلاب الحوثيين الذي "لم يكن المقصود به اليمن فقط، وإنما الانطلاق من اليمن لزعزعة أمن واستقرار الشقيقة السعودية ودول مجلس التعاون كافة". وبعد أن أكدت الصحيفة أنه "تم صد الانقلابيين وهجمتهم الفاشلة وتمت مواجهة خياناتهم للمبادرة الخليجية واختطافهم للسلطة (...)"، خلصت إلى القول إنه "بقي أن نحمي داخلنا من الإرهابيين وغدرهم بكل وسائل الحيطة والحذر لأن المنهزمين لا يجدون إلا الغدر وسيلة للانتقام". وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (الوطن) أنه "حين تحرر اليمن ويندحر الحوثيون وخونة صالح، ستشرق أرض اليمن من جديد، وسيعمر اليمن، وسيصبح مساندا قويا للخليج"، موضحة أن مجريات الأحداث في اليمن وتحولاتها السريعة باتجاه تحريرها من الحوثيين حتى يعود اليمن عربيا كما كان وسيبقى، ستفرز معطيات جديدة على الساحة العربية وتحديدا على الملف السوري. وترى الصحيفة أن التحولات السريعة باليمن تبشر بالخير، ذلك أن استسلام الحوثيين وهروبهم يظهر حالة الفشل والخوف، واليقين أنهم خاسرون أمام المقاومة والجيش اليمني والتحالف، وأنه كلما تحررت محافظات ومدن اليمن، أدرك الحوثيون أن كرة الثلج تتدحرج وتكبر باتجاه صعدة، متسائلة : "من وزع الحلوى في البحرين احتفالا بانتصارات الحوثيين ماذا عساه يوزع اليوم مع كل هذه الهزائم النكراء وكل هذه الخسائر الموجعة¿". وبالإمارات، أفردت الصحف المحلية الحيز الأوفر من افتتاحياتها لموضوع مصرع ثلاثة جنود إماراتيين عاملين في إطار قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن. وكتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، في هذا السياق "لا يجرحنا سقوط مزيد من الشهداء الإماراتيين الذين يؤدون واجبهم القومي تجاه إخوة لهم، يتعرضون للبطش والجور، وهم بهذه التضحيات إنما يؤدون واجبا قوميا لإخوة لهم، وواجبا إنسانيا"، مضيفة أن هؤلاء الجنود يدافعون في الوقت ذاته عن أمن بلادهم، لأن "الخطر القادم واحد، وما يهدد اليمن يمس من قريب وبعيد سائر الأقطار العربية في المنطقة". ومن جانبها، أكدت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها أن الجنود الثلاثة سقطوا "في واجبهم المشرف لإنقاذ الشعب اليمني من مأساته، واختطافه على يد الإرهابيين". وشددت الصحيفة على أن قدر الإمارات العربية المتحدة، وقواتها المسلحة، أن تقدم الشهداء، وذلك في سبيل "تحرير الشعب اليمني من الإرهاب والاختطاف". وأوضحت في هذا الصدد أنه "ما من مهمة عظيمة مثل تحرير الشعوب من الإرهاب والاختطاف والقتل والتجويع، على يد ميليشيات مارقة، لا تحسب حسابا لحياة الناس". أما صحيفة (الوطن) فأكدت في افتتاحيتها أن اليمن أصبح على موعد مع التحرير، وهو "ما تؤكده الانتصارات الكبيرة التي تحققها قوات التحالف العربي والجيش الوطني والمقاومة الشعبية، ضد مليشيات الحوثي وصالح". وأبرزت أن التاريخ سيسطر بأحرف من نور الموقف العربي الشجاع، والذي تمخض عنه تشكيل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية " بأن الأشقاء دافعوا عن كرامة الأمة وأرضها، وفوتوا الفرصة أمام الأطماع الدنيئة والتي حاولت النيل من وحدة وسيادة اليمن، وقدموا كوكبة من الشهداء الأبرار"، من أجل أن يبقى اليمن عربيا لكل اليمنيين، وآمنا مستقرا.