اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الأحد، بجملة مواضيع منها قضية الإرهاب، وقرب افتتاح قناة السويسالجديدة، وتطورات الأزمة اليمنية بعد تحرير قوات التحالف العربي لمدينة عدن. ففي مصر، أجمعت الصحف على أهمية مشروع القناة الجديدة التي تمت أمس بنجاح من خلال عملية عبور تجريبية ووصفتها بالحلم الذي تحقق. وكتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحية بعنوان (شريان جديد للعالم) أنه فضلا عن الفائدة الاقتصادية المباشرة، فإن الفائدة الأكبر تتمثل في إعادة تخطيط إقليم قناة السويس بكامله ليتحول إلى مركز صناعي ولوجستي دولي. لكن الدرس الأهم من تنفيذ مشروع حفر القناة الجديدة في وقت قياسي لا يتعدى سنة، تقول الأهرام، هو "أننا نملك المقومات اللازمة للنهوض بمصر في مختلف المجالات، وفي زمن قياسي لا يتوقعه أحد، إذا توافر حسن الإدارة والإرادة والاستغلال الامثل للموارد". أما صحيفة (الجمهورية)، فكتبت من جهتها في افتتاحيتها بعنوان (العبور إلى المستقبل) أن عبور ثلاث من السفن العملاقة أمس القناة الجديدة في عبور تجريبي يعد تعبيرا عن "الإرادة الوطنية القادرة على تحقيق المعجزات في أقل من عام". واعتبرت أن نجاح التشغيل التجريبي للقناة الجديدة هو إشارة البدء للاحتفال على المستويين المحلي والعالمي في 6 غشت القادم بافتتاح إنجاز هائل له آثاره بعيدة المدى السياسية والاقتصادية والاجتماعية. من جهتها، كتبت صحيفة (اليوم السابع) في افتتاحيتها بعنوان (الحلم يتحقق) أنه يحق لمصر وقيادتها أن تفخر بإنجاز أول مشروع عملاق تنتهي منه وتدشنه في احتفال عالمي خلال أيام، معربة عن الأمل في أن تكون بمثابة "انطلاقة لنهضة مصرية فعلية جديدة". وبالإمارات، أبرزت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، في أعقاب انتصار عدن، أن تحالف الإمارات والسعودية من أجل نصرة الشعب اليمني "دليل ساطع على أن الإرادة تقهر كل محاولات التسلل إلى وحدة اليمن وبنيته، وهي محاولات بشعة تريد قتل الإنسان اليمني وتحويله إلى رهينة بل وتجويع اليمنيين وتعريض عائلاتهم إلى الأمراض والتشرد". وشددت على أن في هذا التحالف نصرة لليمن، ليس مجرد حرب ضد الانقلابيين، بل إن استرداد الأمن والاستقرار في عدن يثبت أن هذا يفتح الباب لإغاثة اليمنيين. ومن جهتها، كتبت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، عن تحرير عدن، مشيرة إلى أن "شعلة الحرية بدأت تنتقل إلى المناطق المحيطة لتعم كافة أنحاء اليمن". وأضافت أن "الحوثيين ومليشيات الرئيس السابق صالح يعرفون تماما، كغيرهم، ما معنى تحرير زهرة الجنوب اليمني، فهي في الوقت الذي كانت محاصرة وتتعرض لجميع أنواع القصف صمدت، وعندما حاول الانقلابيون تجويعها لإجبارها على الرضوخ صمدت، ويوم كانت الأحياء والتجمعات السكنية والمستشفيات تحت نيران حقد المخذولين صمدت". وأكدت الافتتاحية أنه بفشل الحوثيين وانتصار المقاومة، تكون "الأحلام الخبيثة والمرامي الانقلابية بالسيطرة على السلطة من الذين باعوا ضميرهم وحاولوا رهن بلدهم للأجندات قد انهارت". واعتبرت صحيفة (الخليج) في افتتاحيتها، أنه "من السابق لأوانه الجزم بوجود منحى نحو بداية مراجعة للسياسة التركية تجاه الارهاب، وإعادة نظر في الموقف التركي تجاه الدول العربية"، وذلك في أعقاب العملية الإرهابية التي نفذها تنظيم (داعش) في مدينة سوروج التركية الحدودية وراح ضحيتها أكثر من ثلاثين شخصا. وشددت الصحيفة على ضرورة أن يحدد الرئيس التركي أردوغان بشكل واضح أن الإرهاب هو الذي يهدد الأمن القومي التركي، كما يهدد كل دول المنطقة والعالم، وليس تنظيم (داعش) فقط. وأبرزت الافتتاحية أن مراجعة السياسات الخارجية تحتاج إلى "جرأة للاعتراف بالأخطاء والخطايا التي ارتكبتها القيادة التركية في حق العرب والأتراك معا". وفي قطر، أولت الصحف اهتماما بالزيارة التي قام بها امس وزير الخارجية السعودي عادل الجبير للدوحة ، حيث ابرزت صحيفة ( الشرق) في افتتاحيتها ان هذه الزيارة تكمن أهميتها في كونها "تأتي مع حراك سياسي اقليمي ودولي تشهده الدوحة خلال الايام القادمة، حيث ستكون العاصمة القطرية محل زيارات لوزراء خارجية دول واجتماعات أمريكية خليجية". وأوضحت الصحيفة أن المحادثات القطرية السعودية التي جاءت قبل يوم واحد من زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للدوحة "تؤكد أهمية الملفات المطروحة للبحث في هذه المرحلة ومن ابرزها بالطبع الملف النووي الإيراني ، إلى جانب الملف السوري والملفات المتعلقة بمكافحة ظاهرة الإرهاب في الشرق الأوسط"، مضيفة أن هذه الملفات "ستكون على طاولة البحث خلال الزيارة المرتقبة لكل من وزير الخارجية الأمريكي، ونظيره الروسي، تزامنا مع الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الأسبوع المقبل في الدوحة". بدورها ، اعتبرت صحيفة ( الراية) أن زيارة الجبير لقطر "لها مدلول مهم و إستراتيجي في علاقات البلدين" ، خاصة أنها جاءت متزامنة مع الاستعدادات الجارية للاجتماع الوزاري الخليجي مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في الثالث من غشت المقبل بالدوحة وأيضا اللقاء المرتقب بين كيري ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في الدوحة ، مشيرة إلى أن هذا الأمر "يؤكد على الدور المحوري الذي ظلت تلعبه دولة قطرإقليميا ودوليا ". وأكدت الصحيفة في افتتاحيتها أن زيارة وزير الخارجية السعودي إلى الدوحة ونتائج المباحثات التي أجراها مع أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "ستسهم في تعزيز هذه العلاقات والدفع بها إلى مجالات أرحب وتحويلها من علاقات تعاون ثنائي إلى شراكة إستراتيجية ليس لصالح الشعبين القطري والسعودي فحسب وإنما لصالح منطقة الخليج والأمتين العربية والإسلامية".