اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم الثلاثاء، بموضوع القضية الفلسطينية في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المواطنين والمقدسات الفلسطينية ، والنزاع اليمني ، والاتفاق النووي الإيراني الغربي. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان (جيش مصر) عن الدور الهام الذي يلعبه الجيش المصري في الدفاع عن الوطن وتحقيق التنمية في البلاد بمناسبة الاحتفالات المقامة بتخريج دفعات من مختلف الكليات العسكرية المصرية. وحول الموضوع نفسه كتبت صحيفة (الجمهورية) في افتتاحيتها بعنوان ( جيش للقتال والبناء) حيث توقفت عند دور الجيش في تنفيذ المشروعات الضخمة والرائدة في القطاع المدني من ذلك حفر قناة السويسالجديدة . ومن جانبها عادت صحيفة (الأخبار) للحديث ، عن قناة السويسالجديدة وقالت إن ما تم يعد " مشروعا وطنيا خالصا ابتداء من الفكرة والتخطيط والاعداد والتنفيذ وحتى تمام الاكتمال وتحوله إلى واقع على أرض القناة" . وأكدت أن ما تم هو عبور مصري جديد، يؤكد قدرة المصريين علي تحقيق طموحاتهم في الغد المشرق. و في قطر ، شجبت صحيفة (الراية) خرق الحوثيين الهدنة التي أعلنها التحالف العربي لإعادة الأمل لليمن لمدة خمسة أيام مبرزة أن الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح "مسؤولون مسؤولية مباشرة عن أي انهيار تتعرض له الهدنة كما أنهم مسؤولون مسؤولية مباشرة عن عرقلة جهود الإغاثة وأن موقفهم الرافض أصلا للهدنة يؤكد عدم رغبتهم في العمل لصالح الشعب اليمني". واعتبرت الصحيفة أن عرقلة الحوثيين وإفشالهم الهدنة الإنسانية "جاء متعمدا وعن قصد بهدف التمسك بالانقلاب والحرب ضد شرعية الدولة اليمنية" مشددة على ضرورة أن يواجه هذا الموقف بمواقف دولية وإقليمية حاسمة وصارمة ". وطالبت الصحيفة المجتمع الدولي "باتخاذ إجراءات صارمة ضد الحوثيين تعيد الشرعية لليمن وتمنع تقسيمه"، مؤكدة أنه يتعين على الحوثيين "أن يدركوا أن ليس لديهم خيار سوى احترام هذه الهدنة والامتناع عن خرقها حفاظا على مصالح الشعب اليمني (..) و الالتزام بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216". أما صحيفة (الشرق) فرصدت في مقال لها تداعيات الاتفاق النووي الإيراني على البلدان العربية ، مشيرة الى انه "مهما كانت مواقعنا الجغرافية أو الايديولوجية من طهران علينا ألا نتوقع الكثير من التطمينات التي قدمتها واشنطن للعرب وألا نضخم من تصريحات الرئيس باراك أوباما حين صرح أن إيران ستبقى رغم الاتفاق دولة معادية وأن السبب هو معاداتها لإسرائيل وللولايات المتحدة وللسامية ومشاركتها في تغذية الفوضى لدى جيرانها". واستطرد صاحب المقال قائلا "مطلوب من العرب التريث وعدم تحميل هذه التصريحات أكثر مما تحتمل، لأنها جاءت مباشرة كرد دبلوماسي قوي على ما قاله المرشد الأعلى لإيران وقائد الحرس الثوري الإيراني هذا الأسبوع"، مشددا على أن العرب "مدعوون اليوم بعد توقيع الاتفاق إلى قطع خطوة دبلوماسية جدية بعقد اجتماع بغاية تنسيق المواقف العربية إزاء إيران دون تصعيد أو مزايدة ". وبالإمارات، سلطت الصحف المحلية الضوء على تطورات القضية الفلسطينية في ارتباط بتصاعد وتيرة اعتداءات المستوطنين الاسرائيليين على المسجد الأقصى. وكتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحية بعنوان"همجية إسرائيلية"، أن هذه التصرفات، تتطابق مع روح الاحتلال الإسرائيلي، وهي روح تسعى دوما لإذلال الفلسطينيين وتحطيم صمودهم الاجتماعي في وطنهم، والسعي لسرقة أرضهم ومصادرة ممتلكاتهم، والزج بهم في سجون الاحتلال. وشددت على أنه لا يمكن للعالم العربي والإسلامي أن يواصل التفرج على هذا المشهد، باعتباره طرفا محايدا، حيث "لا بد من تحرك عالمي، لوقف إسرائيل عن غيها ". ومن جهتها، أبرزت صحيفة (الخليج)، في افتتاحية بعنوان "معركة الأقصى"، أن ما حدث في المسجد الأقصى يوم الأحد الماضي من مواجهات بين المرابطين حماة المسجد والمصلين من جهة وقوات الاحتلال والمستوطنين ، من جهة أخرى، يؤكد أن "معركة الأقصى فتحت وأن العدو يصر على المضي في تهويد المقدسات على طريق تهويد كل فلسطين ، وصولا إلى إعلان الدولة اليهودية العنصرية التي لا مكان فيها للعرب من مسلمين ومسيحيين، ولا مكان فيها لمقدساتهم". وشددت على أن حماية الجيش الإسرائيلي ل" رعاع المستوطنين اليهود"، يؤكد أن الأقصى لا يزال في مرمى العدو وأن استباحته وتدنيسه جزء من خطة تهدف إلى وضع اليد عليه ، وصولا إلى الهدف الأكبر وهو إقامة ما يسمى "الهيكل الثالث". وأشارت الصحيفة إلى أنه في مثل هذ الوضع ، حيث المسجد الأقصى يتعرض لخطر محدق في أي وقت، وفيما الكل من عرب ومسلمين لا يبدون أي اهتمام بمصيره ويتلهون بما هو أقل شأنا من مقدساتهم، "يظل المسجد أمانة في أعناق المقدسيين يذودون عنه ويفدونه بالمهج والأرواح ". أما صحيفة (الوطن)، فتساءلت إلى متى سيبقى الاحتلال الاسرائيلي كيانا فوق المساءلة، وماذا يمكن للعالم الحر والقوى الفاعلة أن تقدم أكثر من بيانات الشجب والاستنكار التي لا تقدم ولا تؤخر، وأشارت إلى أن المواقف الضعيفة للمجتمع الدولي تبدو وكأنها تأتي بنتائج معاكسة لها. وبلبنان، تحدثت صحيفة (الجمهورية) عن الوضع السياسي بالبلد، مشيرة الى أن "تلويح" رئيس الحكومة تمام سلام بالاستقالة "حرك الاتصالات الديبلوماسية الغربية والعربية، في محاولة للاطلاع على موقف رئيس الحكومة، والإعراب عن التأييد الكامل لخطواته، بما يحفظ الاستقرار ولا يسمح بتمدد الشلل إلى مجلس الوزراء". وعلقت الصحيفة على هذه الاتصالات بقولها إنه أظهرت "وجود خشية على الاستقرار السياسي" في حال استقالة الحكومة، خصوصا أن المجتمعين الغربي والعربي يعولان كثيرا على إبقاء لبنان بمنأى عن الأزمات الساخنة في المنطقة". وفي سياق آخر، تطرقت صحيفة (المستقبل) لأزمة النفايات التي تعرفها بيروت، منذ أزيد من عشرة أيام، إذ تطرفت الى الاجتماع الوزاري الذي عقد أمس لهذا الغرض ، معتبرة أنه "نجح في نزع صواعق الأزمة بعدما بلغت حماوتها مستوى لامس حدود الانفجار في الشارع تحت وطأة أعمال الشغب المنظم التي اندلعت وعاثت حرقا وتخريبا في عدد من أحياء ومناطق العاصمة". وفي ذات السياق أشارت (السفير) الى أن الثقة الغامرة التي "غلفت خطاب أهل الحكومة مساء أمس بخصوص النفايات المتراكمة في شوارع العاصمة وضواحيها ومعظم جبل لبنان، لا توحي بأنها سترفع في غضون الساعات المقبلة. ووصفت هذه الأزمة بأنها "عقاب يومي مجنون لعاصمة يتنفس كل أهل لبنان منها علما وعملا وصحة واستشفاء وترفيها ومساحات مشتركة، ولكنها باتت تحتاج الى من يشفق عليها وهي التي لم تبخل على أحد، في تاريخها وحاضرها..." من جانبها تطرقت (النهار) للمخاوف بشأن أن تثير أزمة النفايات "اضطرابات اجتماعية سرعان ما تلبس لبوس الخلفيات الطائفية والمذهبية والمناطقية". وفي سياق آخر تطرقت صحيفة (الأخبار ) الى إعلان إسرائيل، أمس، "بدء مناورة عسكرية واسعة، وصفتها ب"المفاجئة"، للتدرب على مواجهة سيناريوات حرب مع الساحتين اللبنانية والسورية، وتلقي آلاف الصواريخ. ونقلت الصحيفة عن ضابط رفيع في الأركان العامة للجيش الاسرائيلي وصفه المناورة بأنها "الأكبر" بين تلك التي نفذها الجيش في السنوات الاخيرة، حيث ستشارك فيها وحدات جوية وبحرية وبرية، إضافة الى قيادتي المنطقتين الشمالية والجنوبية، وقيادة الجبهة الداخلية.