لعل الزائر لأرجاء مؤسسة النخيل للتعليم الابتدائي بمدينة طاطا صباح يوم السبت 17 يناير 2015 ، سيخال بنفسه في موسم الورود بقلعة مكونة أو بملتقى حب الملوك بصفرو أو بمهرجان درعة بزاكورة... ، تلميذات و تلاميذ يقاربون 740 كلهم في زي تقليدي متنوع يسافر بك إلى أعماق التاريخ و يسقي ظمأك من التراث المغربي الأصيل والحضارات المغربية العريقة ، لا تكاد العيون تبرح مكانها إلا و استفاقت الأذن بزغاريد و موال من اللغة الأمازيغية . فقد استطاعت هذه المؤسسة التعليمية المتواجدة في المغرب النائي المهمش واعتمادا على إمكانياتها المتواضعة والخاصة تنظيم حفل أمازيغي متميز وبهيج ، الذي أعطى عامل الإقليم افتتاح فعالياته ، ، و ذلك بمناسبة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية 2965 ، وتخليدا لذكرى تقديم وثيقة الاستقلال ، إذ قدمت لوحات من التراث المادي و اللامادي فتنوعت المعارض والإبداعات بغنى مخيلة وعبقرية تلاميذ المدرسة وأطرها التربوية والإدارية . علي الكريم أستاذ اللغة الأمازيغية بالمؤسسة تفضل بتقديم مواد المعارض لعامل الإقليم والوفد المرافق له بدءا بتقديم المناسبتين المحتفى بهما ووضع سياق عام للحدث . لينتقل إلى معرض الفن التشكيلي الأمازيغي بعرض بعض لوحات الأستاذ الفنان التشكيلي محمد البشير التوابي ، ثم معرض الأثاث القديم و الأدوات المستعملة قديما ، و معرض الكتاب الأمازيغي فمعرض الحلي و اللباس الأمازيغي و في الأخير لوحات للإنسان الأمازيغي في عمله اليوم كالطحن بالرحى و جمع الأركان و حياكة الصوف و فن الحنان والتي قدمت في الهواء الطلق بساحة مدرسة النخيل . بدوره مدير المؤسسة السيد بنعيسى الكطيبي والذي ساهم ومنذ توليه مسؤولية تدبير هذه المؤسسة منذ سنة ونصف تقريبا في إشعاعها التربوي والثقافي والرياضي والاجتماعي رفقة تلامذتها وأطرها التربوية وجمعية أباء وأمهات وأولياء التلاميذ ، وفي كلمته بالمناسبة سلط الضوء على الأرضية العامة للنشاط والأهداف المتوخاة من هذه المبادرة التربوية الثقافية النبيلة . مؤكدا على ضرورة تضافر جهود جميع المتدخلين والجهات من أجل تخليد مثل هذه المناسبات الخالدة والتي تربي في المتعلمين أجيال الغد الوطنية الصادقة والإحساس بالمسؤولية والمواطنة الحقة ، بعد ذلك أقيمت استراحة شاي على شرف عامل الإقليم و الوفد المرافق والزوار .