في منطقة الشرق الاوسط هنالك حاليا تصور لتحقيق خمس امارات بداخل جغرافية دولة العراق و سوريا، و في منطقة شمال افريقيا الاجهزة الامنية الحذرة هي ربما وحدها من يعلم كم هي عدد الامارات المخصصة لجغرافية ليبيا و الجزائر؛ خصوصا و يومه الاربعاء 12 نونبر 2014 اعلنت تنظيمات داعش بان منطقة درنة الليبية هي امارة مركزية لها في افريقيا و من غريب الصدف في نفس اليوم الذي اعلنت فيه تنظيمات داعش اعتبار منطقة درنة الليبية امارة لها في افريقيا حامت شبهات حول الكيفية التي تم بها اسقاط المقاتلة الجزائرية ميغ، خصوصا و ان مجموعة من خبراء الطيران الحربي أكدوا بان مقاتلة من نوع الميك من الصعب اسقاطها بسبب خطا فني. طائرة الميغ الروسية الصنع هي المقاتلة الوحيدة التي سبق لتنظيمات داعش اسقاطها في المعارك الدائرة في سوريا. داعش ليس تنظيما ثوريا محكما بل هو مجموعة تنظيمات عنقودية يتم توجيهها لتفكيك دول بعينها و منطقة الشرق الاوسط و شمال افريقيا ليست كل دولها سهلة المنال من طرف هذه التنظيمات. هذه الجماعات العنقودية حسب شهود عيان قامت يوم الاحد التاسع من نونبر2014 باستعراض عسكري في منطقة درنة الليبية و من الممكن ان يكون هذا الاستعراض بهذه المنطقة الليبية بداية مسلسل ارهابي يمس امن و سلام دولا اخرى في المنطقة. افعال الجماعات العنقودية المدعوة بداعش سواء في سوريا و العراق او في درنة الليبية و غيرها هي ليست افعالا معزولة عن المنظور الاستراتيجي المخصص لمنطقة الشرق الاوسط و شمال افريقيا. هذه الافعال البشعة هي فقط اجراءات تقنية لتحقيق اهداف هذه الاستراتيجية و هذه الطريقة البشعة و الغير انسانية لتحقيق هذه الاهداف سبق لنفس الجهات تطبيقها في منطقة البلقان و الغريب في الامر حتى المنظمات الدولية المختصة في الدفاع عن حقوق الانسان تهيئ لمثل هذه الافعال. تقول الحكمة بأنه ليس في الامكان ابدع مما كان لهذا السبب فالمهارات الاستراتيجية و التقاطيع الجغرافية المميزة التي اثبتت نجاعتها في خلق اشباه دول بمنطقة البلقان هي نفسها المهارات التي تم نقلها اليوم الى منطقة الشرق الاوسط و شمال افريقيا. خريطة البلقان بكل تقاطيعها المميزة و تفاصيلها الدقيقة نزلت حروبا و عواصف على منطقة الشرق الاوسط و شمال افريقيا و ما كان خلال شهر فبراير 2013 عبارة فقط على تقديرات تحليلية صادرة عن محللة امريكية اسمها رالف بيترس، تابعة للمعهد الامريكي للسلام الممول من طرف وزارة الدفاع الأمريكية، اصبح اليوم، خلال شهر نونبر 2014، سيناريو حقيقي ليس فقط لمنطقة الشرق الاوسط بل حتى لمنطقة شمال افريقيا، لأنه انطلاقا من تاريخ كتابة هذا المقال بدأت عملية نقل هذا السيناريو الى منطقة شمال افريقيا. دائما عبر التاريخ تقوم الامبراطوريات بصيانة حدودها و مصالحها المترامية الاطراف و لكي تحقق هذا تلجا هذه الامبراطوريات الى تفكيك الدول التي تتواجد على تماس الحدود و المصالح و تعمل على وضع بدل هذه الدول امارات؛ و بحكم ان الدول العظمى الحالية هي عبارة على امبراطوريات فقد اختارت هذه الامبراطوريات تقسيم دولة سوريا و العراق الى خمس امارات و الخريطة الموضحة لهاته الخمس امارات هي الخريطة التي كشفت عنها المحللة الامريكية رالف بيتيريس في مقالها المشهور الذي نشرته يوم 28 شتنبر 2013 على صفحات جريدة نيوورك تايمز. الى حدود اليوم ظهرت خريطتان الى الوجود و هاتان الخريطتان هما اللتان تحددان حاليا ملامح مستقبل المجال الجغرافي لمنطقة الشرق الاوسط و شمال افريقيا و هاتان الخريطتان هما خريطة رالف بيترس و خريطة روبين ورايت. الأولى اي خريطة رالف بيترس، تحمل هذا الاسم نسبة الى اسم العقيد الامريكي المتقاعد الذي عمل على تسريب هذه الخريطة للإعلام الدولي خلال شهر يونيو 2006 و عبر جريدة القوات المسلحة الامريكية و الخريطة الثانية هي الخريطة التي تحمل اسم المحللة الامريكية رالف بيترس التي تشتغل لصالح المعهد الامريكي للسلام التابع لوزارة الدفاع الامريكية و الذي يوجد من بين اعضاء مكتبه الاداري وزير الدفاع الامريكي شيك هاغل و السيدة كيري كنيدي الصديقة الحميمة للسيدة امنتو حيدر.