ترددت كثيرا قبل الخوض في حالة شاذة على مستوى الكتابة الصحفية يعرفها المشهد المحلي للمنطقة ، فمنذ مدة قصيرة أنشأ موقعا إلكترونيا من طرف منتخب نافذ متهم بشبهة فساد في محاولة منه لقلب بوصلة العمل النضالي في إتجاه يعفيه من مسؤولية تدبير منطقة لأكثر من عقد من الزمن ، وقد إختار لإدارته أحد الوجوه التي دخلت لعالم الإعلام السمعي بأكادير من بوابة نعرفها جميعا أيام كنا طلبة في جامعة إبن زهر بأكادير..ولا أريد أن أكون في موقع الهجوم على أحد بل من باب الإحترام الذي تفرضه علينا قيمنا الإنسانية ، وإخترت هذا العنوان " دعوة للإنفصال " عن واقع يريدون بقاءه كرها بدعم من لوبيات لها مصالح خاصة تريد لنا أن نعيش تحت رحمة الريع أو مقولة :"أعطيه كارطية غادي يسكت" ونحن نقول لهم جميعا مايقوله الصينيون " لا تعطيني سمكة بل علمني كيف أصطادها" ..دعوة الإنفصال هاته عن واقع الظلم ، والتهميش ، والنسيان ، والتجاهل لحقوق مشروعة لمواطنين ذنبهم أنهم جزء من وطن يعيش فيه اللصوص ويعبثون بمقدراته ، بإسم القانون ..وعندما تعارض أو تقول : لا ..تجد نفسك قبليا أو إنفصاليا وهذه الأخيرة أثرت كثيرا في النسيج المحلي للمنطقة حيث كان الولاة وخاصة المتعصبين منهم وبعض الأجهزة الأمنية يلعبون على وترها عندما يتعلق الأمر بحركة إحتجاجية تطالب بالعيش الكريم . دعوة الإنفصال أوجهها كذلك إلى نقابة الصحفيين بالجنوب والصحراء ، وكل الشرفاء يجب الإنفصال عن هذا الجسم الغريب عليكم الذي يسئ إلى مهنتكم التي حملت على كاهلها قضايا الإنسانية ، فكانت فاضحة للطغيان ، وناشرة لقيم الإخاء والتسامح ، ومساهمة في نشر الوعي بالمسؤولية وإحترام حقوق الإنسان ..إني أريدكم كباقي فعاليات المجتمع المدني أن توضحوا موقفكم من هذا الجسم الغريب الذي إنحرف عن النقذ الهادف والبناء إلى إثارة التعصب والبغضاء . دعوة الإنفصال أوجهها إلى الهيئات الحقوقية التي كانت في مقدمة الذين رفعوا شعار:"الإنفصال عن الفساد.. الفساد يخوي لبلاد" فكانوا بحق مدافعين عن الحقوق المشروعة لساكنة المنطقة وفاضحين لكل الأساليب الملتوية في التعامل مع قضايا الناس..رافضين لسياسة الوجهين التي يتعامل بها بعض المسؤولين مع قضايانا المصيرية ، ففي واقعة معروفة بتهريب دورة فبراير 2013 خارج مقر البلدية بمباركة السلطة أيام الوالي عبد الفتاح البجيوي كانت بالنسبة لنا القطرة التي أفاضت الكأس فتبين لنا بشكل واضح أن نهب مقدراتنا يتجاوز الرئيس وحده وأن هناك جهات سيادية تساعده في ذلك ، وكان من المفروض علينا من باب المسؤولية التاريخية أن نقف في وجه هذا النوع من الإستهثاروالإختلاس والإختلال وسوء التسيير ..ومعروف أن الجسم الحقوقي في منطقة وادنون ليس كما ينعته البعض بالضبابية في المواقف أو محاباة البعض والهجوم على البعض الآخر ..وهنا لابد من توضيح بعض المفاهيم التي إختلطت على البعض من الذين يتحدثون عن المدافعين عن حقوق الإنسان دون أن يستحضروا واقع حقوق الإنسان ككل ، ولابد كذلك من إطار تاريخي لنشأة الجسم الحقوقي بكليميم والمنطقة ..ومعروف أن العمل الحقوقي يبدأ بنشر ثقافة حقوق الإنسان ، ورصد الإنتهاكات والتشهير بها ، وذلك عبر أمرين وسائل الإعلام والقضاء من خلال تقديم الإستشارة والمساعدة القانونيتين..وكل ذلك في أفق القطيعة النهائية مع هذه التجاوزات ، ونحن هنا نعمل بإمكانيات ذاتية محدودة ففي الوقت الذي تحرم فيه الهيئات الحقوقية من القاعات والدعم العموميين ، كنا نشاهد المجالس المنتخبة تغدق الاموال والقاعات على بعض الهيئات التي تسبح في فلكهم هذا من جهة ، ومن جهة أخرى كنا وحدنا عندما تغولت السلطة إرضاءا للوبيات الفساد وقادت أجهزة الأمن حملة إعتقالات عشوائية في صفوف بعض الشباب على إثر الأحداث الأليمة التي عقبت تفكيك مخيم تيزيمي ، وهي الأحداث التي خلقتها هذه اللوبيات التي إتجهت شرقا لأراضي الناس بعد أن حصلت على صكوك عقارية لأراضي مواطنين أغلبهم بسطاء في وقائع مختلفة بمنطقة وادنون . إن البعض يعيب علينا الخلط بين ماهو سياسي وحقوقي ، وحجته في ذلك إنخراطنا في مجابهة كافة أشكال الفساد بكليميم ، متناسيا أن محاربة الفساد هو مطلب حقوقي بالأساس ، ويتناوله الحقوقي من زاوية تقديم فاعليه للعدالة مع كافة ضمانات المحاكمة العادلة وهو ما نطالبه ونشدد عليه في مختلف المناسبات ..على عكس السياسي الذي يطالب بإزاحته بكل الوسائل لايهم إن كانت مشروعة أم لا في إطار الصراع المستمر بين مختلف الهيئات الحزبية. تبقى رسالتي الأخيرة إلى مختلف الفعاليات وساكنة المنطقة ، فالإنفصال إبداء موقف واضح ضد كل الذين يستغلون ثرواتنا لمصالحهم الشخصية يقول غيفارا:"لن يكون لدينا ما نحيا من أجله , إلا إذا كنا على استعداد للموت من أجله .. يجب أنْ نبدأ العيْش بطريقة لها معنى الآن"