لم يكن سهلا علي إختيار موضوع كهذا للكتابة فيه ، وذلك لصعوبة وتداخل مواقف ، ورموز ، ومرايا ، وصور ، وعلامات إستفهام ، ومفاهيم ، ومصطلحات ، وأشياء لها إرث طويل لخصت في جملة واحدة " سندافع عنك أيها الحرامي بكل ما أوتينا من تحريض ، فأنت مصدر رزقنا ، وولي نعمتنا ، فلا وطن غيرك ولاهوية لنا إلا بك ، فبقاءك به نحيا ونعيش.. سيدي ناهب كليميم ونواحيها " ...هذه الجملة في لغة الإسترزاق تعني إعطني من المال العام أعطيك كلمات تهاجم بها منتقذيك ، وتدافع عن طرق نهبك وتدميرك لأرض تأبى على الإستسلام ، فمند التغييرات التي طرأت على الولاة ، بقدوم السيد عمر الحضرمي واليا على جهة كليميم السمارة ..خرج الرئيس بقناعة مفادها .. وجود إشارة حمراء تؤكد أنه لم يعد الأمر كما كان ، وهو مادفعه أولا إلى إنشاء جريدة صفراء ، ثم الإتصال ببعض المأجورين بهدف تصوير مواجهة أشكال الفساد الذي تعرفه أرض وادنون على أنه تحامل وصراع بين مكونات هذا المجتمع المتماسك عبر التاريخ وليس هذا الأمر وليد اليوم ، فأصحاب المآرب الخاصة لجؤوا إليه مرات عديدة .. وأنكسروا ، وخرجت أرضنا موحدة بمختلف مكوناتها ، والرئيس اليوم يعيد هذا النهج المدمر.. القبيح بهدف جلب التعاطف في خطوة وصفها مقربون منه على أنها غبية ، محملينه مسؤولية فشل تجربة المجلس في النهوض بالأوضاع الإقتصادية والإجتماعية الكارثية التي بات يعرفها الإقليم ، ومساهمته في إنهيار المنظومة الأخلاقية التي كانت أساس التعامل بين مختلف مكونات المجتمع الوادنوني ، فقد ظهرت في السنوات العشر الماضية لوبيات وسماسرة ومافيات في مختلف مجالات الحياة أنهكت الإنسان البسيط ، وأفقدته الثقة في علاقته بالمؤسسات . إن الصحافة مهنة الشرفاء ومرآت الشعوب ، وناقلة هموم البشر ، وضمير الإنسانية مهددة بوجود هذا المرض الخبيث ، فهؤلاء لايعرفون غير الزعيق ، وكيل أقذع الشتائم ، وتغيير وقائع وأحداث هدفهم في ذلك بقاء منطقة عريقة بإمكانياتها العالية عرضة للنهب والنسيان ، وحرمان أجيال متلاحقة من حقوقهم في التعليم والصحة ، والشغل ، وبيئة نظيفة ، وسكن و خدمات أخرى هي حقوق أساسية مجهز عليها بقرار مدعوم من لوبيات في مناطق محادية لا تريد لهذه الأرض أن يكون لها وجود ، وشعارهم في ذلك التطاول على عموم الشرفاء الذين يهدفون إلى تغييرهذا المسار المؤلم ..إن أصحاب سطورالتحريض غرضهم دق الأسافين في ملامح التغيير وضرب التعايش والإخاء ، ناسين أو متناسين أن أقلامهم التي وصلت إلى هذا الحد من الإنحدار ستفشل في حرف هيئاتنا المحلية المناضلة عن مسارها ، وهذه الأقلام الرخيصة الهابطة مهنيا حتما ستفشل لأن في الصحافة سيل لا ينضب من الشرفاء الذين لن يقبلوا التحريض ..فالفساد لادين ولا لغة ولا عرق ولاجنس له ، والرئيس بقدرة قادر أصبح ملياردير مستحوذ على مختلف مجالات الحياة بل متحكم في مختلف المصالح الحكومية ، فلم يعد لهذه الأرض إسمها المعروف . إن الدفاع عن الرئيس لا يعفيه من المحاسبة ، فهو اليوم يتحرك في مختلف الإتجاهات مدعوم من بعض النافذين لكي يتوقف التحقيق في ملفات فساد سماها النائب البرلماني عن العدالة والتنمية بعصابات على شاكلة المافيا ، وذلك داخل قبة البرلمان.. عند تقديمه ملفات تجاوزات الرئيس(هامان وقارون) لبعض وزراء الحكومة من أجل التحقيق ، وبدورنا لا نطالب بأكثر من التحقيق وفق القانون .. إن المؤسسات لايمكن أن تكون في خدمة شخص معين ، فوجودها نضال مستمر لأبناء الشعب من شهداء ومعتقلين ، ومجهولي المصير، ووجودها مكسب لا تنازل عنه وكل الذين يريدون تسخيرها لأغراض شخصية سينهزمون ، فالتاريخ له قاموس واحد وموحد مفتاحه النضال من أجل التغيير الحقيقي ..أما نحن هنا فنضالنا مزدوج ، وشعارنا نحن لحمة واحدة سنعيش كما عاش أجدادنا ، وأن النعرات لامكان لها ، ودعاتها ضعاف مرتدين ..فأهل وادنون أدرى بشعابها .