في الوقت التي تداولت فيه منابر إعلامية وطنية خبر تخصيص وزارة الصحة أزيد من 20 مليار سنتيم لبناء مركز استشفائي بمدينة كليميم، الأول من نوعه بالأقاليم الجنوبية من حيث المعايير و المواصفات ما تزال تقبع بالمستوصف الصحي الوحيد غير بعيد عن كلميم بمدينة بويزكارن حجرات لاستقبال المرضى ولعلاجهم وكذلك لإيواء الطاقم الطبي والشبه الطبي الذي يسهر ومنذ إغلاق المستشفى العسكري – ذو ملكية مدنية- بعدته وبناءه الذي يتهالك شيئا فشيئا في وجه ساكنة تتجاوز 50 ألف نسمة من بويزكارن والنواحي . يعود بناء هذا المستوصف الذي يحمل اسم "حضاري " ولا علاقة له بذلك إلى أوائل السبعينيات من القرن الماضي ويتكون من حجرات من البناء المفكك مخصصة ل " التطبيب " وهي قاعة تستقبل في ظروف مهنية صعبة – ودون تعويض مادي - عشرات المرضى من المدينة والمناطق المجاورة على مدار الساعة وطيلة العطلة الأسبوعية بفضل تضحيات وتطوع ممرضين وأطباء هدفهم مد يد المساعدة للحالات المستعجلة الوافدة على المركز . هناك أيضا قاعات للمتابعة الطبية الأسرية وأخرى للفحص ولإيواء الطاقم المداوم. حالة هذه البناية جد سيئة لأنها من البناء المفكك بحيث أصبح يشكل عائقا أمام الأطر الطبية للعمل في ظروف مواتية إذ تعرف هذه الحجرات ارتفاعا مهولا في درجة الحرارة في الأيام الحارة وبرودة قاسية في فصل الشتاء ناهيك عن خطر تساقط الألواح من سقوفها الكرتونية المكونة من طبقتين قد تحتمي بها العصافير وتبني فيها أعشاشها مما يمكن أن يخلق روائح كريهة كما تتسرب منها الحشرات المضرة على أنواعها ومياه الأمطار ويؤكد خبراء البناء أن الحجرات المتكونة من القطع المفككة التي يركب بعضها على بعض تصلح للاستعمال خلال عشر سنوات فقط ،وبعدها تتحول إلى مصدر خطورة بسبب ما تنفثه من مادة الاميونت المسببة للسرطان والحساسية. آن الأوان يا وزارة الصحة أن تهدم هذه البنايات بعد أزيد من 40 سنة على تواجدها وتعويضها بأخرى تستجيب للمعايير الصحية خاصة والقضية تهم صحة العاملين والمرضى الوافدين على حد السواء.فكما تلاحظون في الصور المرفقة بالموضوع فقد يحكم على المرضى بالجلوس في الشمس وفي الأجواء الباردة في فترة انتظارهم كما تصعب مسالك وولوجيات الدخول والخروج من هذا المستوصف مع ضرورة إحداث مستوصفات بأحياء أخرى بالمدينة.
تحية إنسانية للطاقم العامل بهذا المركز الصحي ووجب على المسئولين المحللين والإقليمين وحتى النسيج الجمعوي العمل على استعادة المستشفى العسكري المغلق في وجه المدنييين والذي كان سيوفر خدمة طبية في المستوى كما كان معهودا فيه خاصة "المستعجلات" أو تحويله اليوم مستشفى جهويا للأمراض التنفسية و / أو النفسية عوض تركه يتساقط شيئا فشيئا.