لا شك أننا أصبحنا نرى في زمننا هذا مفارقات كبيرة بين من له فكر سليم يرتقي إلى أساليب الحوار والتفاهم من أجل إيصال الرسالة إلى المعنيين بالأمر أو إن صح التعبير المسؤولين عن أحوال وأمور المجتمع من جهة ليقابله هذا الفكر بالريبة وأخذ الإحتياط من أي سلوك حتى أنه في بعض الأحيان يمكن اللجوء إلى العنف لإسكاته وقمعه عن طريق الهراوات وسيل من السب والشتم من من هم مأمورون بذلك لخنق أو إسكات ذلك النفس الذي يحمل معه الحياة إلى جل الأطياف والمجتمعات، تلك هي الأفكار التي لنا الشرف في أن نضعها نصب أعيننا وطريقا لدربنا وخريطة يقتاد بها أبناؤنا ... وبين من له مجون منافي لما هو إنساني ترافقه مجموعة أهازيج لا تليق بما تنبني عليه الشريعة الإسلامية، لتصبح بذلك الوجه الراقي والأصيل عند العامة، وهم لا يدرون على أنها مجرد مساحيق تغشي أعين كل من يراها أو حتى يتلقاها من جهة لتقابل بالتكريم وأحيانا بالحماية وتقدم لها أكاليل الزهور وتصفيقات الجمهور ونقود أولياء الأمور. كنا في قديم الزمان نسمع عن الماكينات الآلية التي تقوم بفرم اللحم، ولا نستغرب من كونها موجودة في الدول الغربية، والتي إنتقلت إلى بلداننا بما يسمى بالماكينات الآدمية ولكن هذه الماكينات لا تقوم بفرم اللحم بل تسويته ليكون موجودا لأي وقت دون وضع أي إعتبار لما يحث عليه ديننا الحنيف من الرفق والسماحة ... وأن من نتعامل معهم هم جزء منا وما يعانون منه قد يأتي اليوم الذي تعاني منه فلذات أكبادكم لأنه وكما يقال ‘‘ كما تدين تدان ‘‘. لقد إنتقلت إلينا عدوى الحروب فكنا نرى حالات الحصار والتهكم والسباب والإختباء من من يمارسون العنف وصمود الشعب الأعزل ... وكل هذا شاهدته بأمي عيني وأنا أمر بقرب معطلين همهم الوحيد هو إيصال الصوت إلى المسؤولين بمنطق السلم والحوار والبعد كل البعد عما هو عنفواني وخارج عن أدبيات الوقفات النضالية السليمة، لأفاجأ بشبه حصار أمني مفروض عليهم وصوت المعطلين يدوي من فوق ردهة المقر يختبئون من ما هم مهددين منه في الأسفل والذي لا يمكن التوقع عما تسفرعنه ردة الفعل وأخذ الإحتياط من عواقبها. فهنيئا للأشاوش والأبطال سواء منهم الذكور والإناث، الذين عودونا دائما على السلسلة التالية : -- الأحداث متسلسلة... أساسها القوة، والعزيمة، والإرادة، وروابط الجأش. -- الصراع مع الزمن... أساسه الممارسة، والحنكة، والتجربة، وتراكم الحدث. -- الخطوة إلى الوراء من أجل خطوات إلى الأمام ... مفادها تسجيل المواقف. -- البداية صراع... والنهاية إنتصار وأخيرا نهيب إلى كافة الجموع المعطلة سواء منها الأطر... السير قدما في نضالاتها وكما يقال : ** ما ضاع حق وراءه مطالب ** و ** الحق ينتزع ولا يعطى ** فبنضالاتكم نضمن لقاطرة الركب المضي قدما نحو تحقيق هدفها المنشود.