لن نتحدث عن تردي الخدمات الصحية وضعف جودتها أو عن العراقيل للولوج للعلاج أو حتى عن ورقة راميد .ما سنتحدث عنه هو مستشفى باوسرد باقليم الداخلة الذي يعتبر وصمة عار على جبين الدولة المغربية نظرا لحجم الاعتمادات المالية التي تتبجح الوزارة الوصية باعتمادها لنهوض بقطاع الصحة بالاقاليم الجنوبية. بناية عتيقة رغم أنها حديثة البناء. جدران مهدمة أبواب محطمة و منزوعة من مكانها, بناية مجهولة لا تحمل اي أسم يشير الي هويتها لولا علم معلق أفقدته أشعة الشمس لونه الاحمر, بداخل البناية ترقد سيارة لنقل الأموات معطلة في إحدى الجنبات ..بناية توحي لزائرها ان المكان مهجور بإحدى أرياف حلب أو من قطاع غزة .. إنها قمة اللامبالاة و الإستهثار بصحة المواطنين الذين يتكبدون عناء السفر إلى مدينة الداخلة التي تبعد ب267 كيلومتر لإجراء بعض العلاجات البسيطة أو لتلقيح الأطفال أما المصابين بأمراض مثل السرطان والقصور الكلوي والسكري وأمراض القلب والشرايين,فقد أوجبروا على الرحيل من أوسرد مكرهين لأنهم يعيشون معاناة حقيقية .مع العلم ان ساكنة أوسرد تتشكل أغلبيتها من النساء والأطفال و المسنين .اد تعد هذه الفئات الأكثر عرضة للأمراض مما يشكل تهديداً خطيراً على صحتهم.الشئ الذي يطرح العديد من التساؤلات عن الأسباب والدوافع الحقيقية الكامنة وراء هذا التهميش الذي يتنافي مع ما جاء في الفصل 31من الدستور المغربي الذي يرمي على عاتق الدولة والمؤسسات العمومية و الجماعات الترابية تعبئة كل الوسائل المتاحة لتيسير استفادة المواطنين على قدم المساواة من الحقوق التالية, العلاج والعناية الصحية,الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية .حيت بتفعيل هذا الفصل سيتم إنهاء مسلسل تراجيدي من الإقصاء و التهميش وإنهاء فصول المعاناة وأهات المرضى المستمرة التي ينعدم معها العيش بكرامة وتتلاشى معها أحلام التنمية المنشودة.