مسؤول أمريكي: تجديد تأكيد أمريكا دعمها لسيادة المغرب على صحرائه" "قوي" و"لا لبس فيه"    ماء العينين تنتقد "تخوين" المغاربة المحتجين على رسو السفن الحاملة للعتاد العسكري الإسرائيلي بموانئ المغرب    يهم الناظوريين الراغبين في أداء المناسك.. السعودية تشدد إجراءات حج 2025    أرباب سيارات الإسعاف ونقل الأموات يطالبون بتنظيم القطاع وتحسين ظروف العمل    بورصة البيضاء .. أداء أسبوعي على وقع الأخضر    إطلاق أول شهادة مغربية في صيانة بطاريات السيارات الكهربائية بشراكة مع رشيد اليزمي    حملة مراقبة في إكنيون بسبب السل    هل تعود لغة الحوار بين المغرب والجزائر بوساطة أمريكية؟    المتقاعدون يحتجون بالرباط للمطالبة برفع معاشاتهم مراعاة للغلاء وتدهور الأوضاع المعيشية    "ميرسك" تنفي نقل السلاح لإسرائيل عبر موانئ مغربية    "البرلمانات الداعمة لفلسطین" تعتزم إنشاء مجموعة للدفاع عن حقوق الفلسطينيين    جبهة: ميناء طنجة يستقبل فجر الإثنين سفينة "ميرسك" المحمّلة بمعدات طائرات "إف 35" المتجهة لإسرائيل    كأس "الكاف".. نهضة بركان يواصل سعيه نحو ثالث تتويج قاري    كأس افريقيا للأمم لأقل من 17 سنة.. لقجع يحث المنتخب الوطني على خوض النهائي أمام مالي بعزيمة وتنافسية    ضحايا زلزال الحوز ينتقدون خروقات توزيع الدعم ويحملون الحكومة مسؤولية استمرار معاناتهم    طقس السبت حار بأقصى الجنوب وممطر في باقي المناطق    توقيف مواطن نرويجي مبحوث عنه دوليًا بالدار البيضاء    كيوسك السبت | أشغال إنشاء وإعادة تأهيل الملاعب "الكان" تسير بشكل جيد    لماذا قررت أن أكتب الآن؟    معهد أمريكي يقدم حججًا قوية تدعو واشنطن إلى تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية    لقجع يساند الأشبال قبل نهائي كأس إفريقيا لأقل من 17 سنة    المنتخب الإيفواري يظفر بالمركز الثالث بتغلبه على نظيره البوركينابي بركلات الترجيح (4-1)    ملف التازي يُطوى في مرحلته الاستئنافية.. البراءة من الاتجار بالبشر والزوجة خارج أسوار السجن    المحكمة تدين المتورطة في الاعتداء على سلمى بتسعة أشهر نافذة    العربية للطيران تدشن خطا جويا جديدا بين الرباط والصويرة    الإفراج عن 10 آلاف صفحة من سجلات اغتيال روبرت كينيدي عام 1968    وداعا للورق.. المغرب يدخل عصر رقمنة وثائق الحالة المدنية    تونس تُصدر أحكاما ثقيلة على معارضين    اعترافات قضائية خطيرة.. هشام جيراندو "مسخوط الوالدين" وعائلته تتبرأ من جرائمه    هل يفوز برشلونة بدوري أبطال أوروبا؟ .. الذكاء الاصطناعي يجيب    بالأرقام.. وزير الفلاحة يفند مزاعم "المعارضة" بشأن استنزاف الفلاحة السقوية للثروة المائية    القنصل العام الفرنسي يزور مركز التقاء الشباب بحي القصبة بطنجة ويؤكد استعداده لدعم التعاون الثقافي والاجتماعي    "كان" الفتيان.. كوت ديفوار ثالثا    تكريم عمر أمرير بمعرض الكتاب.. رائدٌ صان الآداب الأمازيغيّة المغربية    الشارقة تضيء سماء الرباط: احتفاء ثقافي إماراتي مغربي في معرض الكتاب الدولي 2025    احتفالية "رمز الثقافة العربية ل2025" تكرم الشاعر بنيس والفنان الفخراني    ‪ بكتيريا وراء إغلاق محلات فروع "بلبن" الشهيرة بمصر‬    عمر مورو: مشاريع البنيات التحتية لكأس إفريقيا 2025 تسير بوتيرة متقدمة بمدن الشمال    وفد رفيع من سفارة رومانيا بالمغرب يزور ENCG طنجة ويوقع بروتوكول تعاون أكاديمي    الأبيض والأسود من تقرير دي ميستورا: إن موعدهم نونبر؟ -3-    الحوامض المغربية تلج السوق اليابانية    خلال 2024.. المركز الجهوي للاستثمار بجهة الشمال وافق على مشاريع استثمارية بقيمة 85 مليار درهم قد تخلق حوالي 70 ألف فرصة شغل    وفاة الفنان المصري سليمان عيد    تزايد حالات السل اللمفاوي يسائل ضعف مراقبة سلاسل توزيع الحليب    مهرجان "جازابلانكا".. 26 حفلا موسيقيا يحييها 180 فنانا    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    "حماس" تدعو إلى إنهاء حصار غزة    دعم إنتاج الأعمال السينمائية.. الكشف عن مشاريع الأفلام المستفيدة برسم الدورة الأولى من 2025    بيانات تكشف ارتفاع الإصابة بالتوحد وكذلك زيادة معدلات تشخيصه    أكادير يحتضن مؤتمر التنظير عنق الرحم وجوف الرحم والجهاز التناسلي    الارتفاع العالمي لسعر الذهب ينعكس على محلات المجوهرات في المغرب    أولمبيك خريبكة يوضّح واقعة محاولة انتحار أحد لاعبيه    مهرجان "تيم آرتي" يختار مواهب الراب الشابة في دورة جديدة    وزارة الصحة تخلّد اليوم العالمي للهيموفيليا وتطلق حملة تحسيسية وطنية لمكافحة هذا المرض    قصة الخطاب القرآني    المجلس العلمي للناظور يواصل دورات تأطير حجاج الإقليم    أجواء روحانية في صلاة العيد بالعيون    طواسينُ الخير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حمدي ولد الرشيد : حقيقة ماجرى في مدينة العيون (الجزء الاول)
نشر في صحراء بريس يوم 11 - 12 - 2010


صحراء بريس / العلم
كشف حمدي ولد الرشيد رئيس مجلس مدينة العيون حقيقة ماجرى في مدينة العيون خلال السنتين الأخيرتين. وأكد ولد الرشيد في حديث صحفي خص به «العلم»،أن الأحداث التي عرفتها العيون خلال المدة الأخيرة أضرت بالمجهود الذي بذل لسنوات طويلة،وفي مايلي الجزء الأول من نص الحوار:
س: أسالت أحداث العيون المتعلقة بمخيم أكديم إيزيك الكثير من المداد وخلفت ردود فعل متضاربة، هل من توضيح في هذا الأمر باعتباركم رئيسا لمجلس مدينة العيون؟
ج: لابد من العودة إلى الوراء قليلا لمعرفة حقيقة ما حصل داخل هذه المدينة المجاهدة بمواطنيها الشرفاء خلال السنتين الأخيرتين، فقبل الانتخابات الجماعية الأخيرة بستة أشهر، ابتليت المدينة بوالي جديد ناصب العداء المجاني للمجلس البلدي الذي كان يقوده حزب الاستقلال، وانطلق في ممارسة العديد من الضغوطات والمناورات ضد الفريق الاستقلالي الذي راكم تجربة متميزة في تدبير الشأن المحلي، بهدف منع تجديد الثقة فيه من قبل المواطنين، في الوقت الذي كان من الضروري أن يقف موقف الحياد الإيجابي لتكريس الديمقراطية الحق وحماية المؤسسات المنتخبة وضمان التنافس الشريف، ووصل به الأمر إلى اعتماد بعض الوسائل التي يعاقب عليها القانون من خلال تشجيع اللوائح الانتخابية المبنية على القبلية وزرع الفتنة في صفوف المواطنين، وزاد حقده وكراهيته لحزب الاستقلال بعدما استطاع هذا الأخير أن يحصل على الأغلبية المطلقة من الأصوات والمقاعد، ولم يكن الأمر غريبا أو مجرد صدفة، فالمواطنون تجاوبوا مع البرنامج الطموح الذي اعتمدناه في حملتنا الانتخابية، والحصيلة التي حققناها في الولاية السابقة كانت إيجابية، وكان من المفترض أن يلتقط الوالي هذه الإشارة ويحترم إرادة المواطنين، ويغلب منطق الحكمة والتبصر، ويشرع في التعاون والتشاور مع المجلس المنتخب خدمة للمصلحة العليا للبلاد، إلا أن شيئا من ذلك لم يحصل، بل إن السيد الوالي أصر على أسلوبه القديم، معتمدا على إغلاق باب مكتبه أمام الجميع، فلم يعمل على التنسيق مع المصالح اللاممركزة، ولم يتخذ أي إجراء أو قرار من أجل دعم المجهودات التي يقوم بها المنتخبون والفاعلون الاقتصاديون المحليون، ولم ينفتح على المجتمع المدني الحقيقي، ولم ينصت للمواطنين من أجل العمل على إيجاد الحلول لمشاكلهم وتلبية انتظاراتهم.
ان الوالي السابق، بخلاصة عامة، كان ضد المفهوم الجديد للسلطة الذي أبدعه جلالة الملك محمد السادس نصره الله، والذي يرتكز بالأساس على خدمة المواطنين والاقتراب منهم والاهتمام بانشغالاتهم.
س: ألم تبادروا الى فتح الحوار والتواصل مع السيد الوالي؟
ج: لقد كان على الوالي، بالأحرى، ان يجعل من المجلس البلدي لمدينة العيون شريكاً أساسيا في المشاريع التي تباشرها الحكومة على الصعيد المحلي والإقليمي والجهوي، وذلك في إطار مقاربة قوامها التعاون والتشارك والتشاور المتبادل والتنسيق المستمر بين ممثلي السكان المنتخبين، وممثلي الإدارة الترابية، إلا أن الوالي مع الأسف الشديد، واصل أسلوب التشويش على العمل الذي يقوم به المجلس وعرقلة مسيرة التنمية داخل المدينة ووصل الأمر إلى وضعية مقلقة جداً وغير مسبوقة منذ عودة هذه الأقاليم إلى الوطن الأم.
إن من مهام الوالي، العمل على توفير الشروط الضرورية لتحقيق الإقلاع الاقتصادي والتنمية الاجتماعية والثقافية بالجهة، وذلك بتنسيق تام مع مختلف القطاعات الوزارية والمجالس المنتخبة والمجتمع المدني الفاعل، ولكن مع كامل الأسف، كل ذلك لم يتحقق على أرض الواقع، فهذا المسؤول منذ وصوله إلى مدينة العيون، اختار إغلاق أبواب مكتبه أمام الجميع، وفي مقدمتهم المنتخبون، وكان علينا كمنتخبين وكخدام صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، أن نتدبر أمرنا بإمكانياتنا ووسائلنا المتواضعة، ونعمل بإخلاص ووفاء ونكران للذات وقبل ذلك بوطنية عالية، من أجل تنفيذ تعليمات وتوجيهات جلالة الملك وبلورة اختيارات الحكومة على أرض الواقع، حيث باشرنا عمليات إنجاز أوراش مندمجة تهم مجالات التطهير السائل والصلب والإنارة العمومية والمساحات الخضراء والتجهيزات الجماعية، الأمر الذي كان له وقع إيجابي على السكان.
س: تحدثت بعض وسائل الإعلام عن وجود تجادب شخصي بينكم وبين الوالي السابق هل من توضيح بهذا الخصوص؟
ج: أولا لابد من توضيح الأمور، لم تكن لي أي مشاكل شخصية مع الوالي السابق، بالنسبة إليه ربما كان الأمر كذلك، بل أكثر من ذلك لم يسبق لنا كمنتخبين أن قدمنا أي تصريح ضد الوالي بالرغم من الضغوطات الكبيرة التي مارسها علينا كما سبق أن أشرت إلى ذلك، لأننا نمثل حزبا منظما شارك في الانتخابات وحصل على الأغلبية بشكل ديمقراطي، لأن المواطنين مقتنعون بأدائه وحصيلته، وذلك لا يضر الوالي ولا غيره، بل بعد انتهاء العملية الانتخابية وتشكيل الهيئات المنتخبة كان من المفروض على الوالي أن يتعامل مع هذه الهيئات وفق مقتضيات وأحكام القانون، إلا أننا فوجئنا باستمراره في نهج أسلوب العداء، والأدهى تعطيل كافة المشاريع التنموية وعرقلة العمل الذي يقوم به المجلس.
س: طيب أين تتجلى مظاهر هذه العرقلة؟
-ج: لقد أشرت إليها في السابق، ولكن لا بأس من تقديم بعض التفاصيل، إن السيد أجلموس كمسؤول عن جهة العيون سابقا لم يسبق له أن عقد أي لقاء أو اجتماع مع المنتخبين حول القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي تهم السكان، واتجه إلى زرع الفتنة في المدينة من خلال إثارته للنعرة القبلية، وكأن القبائل وجدت للتناحر والتصادم وليس للتعاون والتضامن خدمة للمصالح العليا للبلاد، وساهم في ركود المدينة وتوقف كافة المشاريع، وحتى الاعتمادات المالية المخصصة للدعم برسم 2009 و 2010 لا نعرف عنها أي شيء، مثلاً كيف تم صرف مليار سنتيم المخصصة للعجزة، وماهو مصير البقع الأرضية التي كان من المفروض أن توزع على الأرامل والمطلقات والسكان المحتاجين الذين تتوفر فيهم شروط الاستفادة، وكذلك الأمر بالنسبة لعدد مهم من الشقق الجاهزة، أما بخصوص المساعدات الشهرية التي تخصصها الدولة للمحتاجين فيلفها غموض كبير، إضافة إلى ذلك رفض تطبيق القرارات التي تمت المصادقة عليها من قبل السلطات الإقليمية.
ومن المعروف أن المجلس البلدي لمدينة العيون عقد الدورة العادية لشهر أبريل الماضي، وكان من ضمن جدول أعماله النقط التي تحدثت عنها، حيث قدمنا التماساً إلى السيد الوالي من أجل النظر في هذه الجوانب بهدف إيجاد الحلول المناسبة، إلا أنه لم يف بالتزاماته بهذا الخصوص، وتهرب من القيام بدوره كممثل لجلالة الملك نصره الله وللحكومة على مستوى الجهة.
ألا يمكن اعتبار كل ما سبق ذكره من مظاهر عرقلة النهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في هذه المناطق الغالية؟ ألا يمكن اعتبار هذه الممارسات ضد توجيهات وتعليمات صاحب الجلالة الذي يولي أعزه الله عناية خاصة بهذه الأقاليم، ويعطف عطفاً خاصاً على مواطنيها.
الواقع أن هذه العوامل مجتمعة أدت إلى بناء «مخيم كديم ازيك» الذي نتجت عنه الأعمال الإرهابية والتخريبية وسقوط ضحايا في صفوف القوات العمومية، وبشكل عام وقوع الأحداث الأليمة التي عرفتها مدينة العيون.
س: طيب ماذا عن مسؤولية المجلس في هذه الأحداث؟
ج: المجلس لا علاقة له بالموضوع وهو بعيد كل البعد عن أية مسؤولية بهذا الخصوص، فالمخيم أولا تم بناؤه خارج المدار الحضري لمدينة العيون، كما أن بناء أي خيمة كان من المفروض أن يخضع لترخيص مسبق من قبل السلطات العمومية التي يمثلها ويرأسها الوالي، في البداية كان الأمر يتعلق بأقل من عشرين خيمة، تفاوض الوالي مع أصحابها على أساس تلبية مطالبهم الاجتماعية، إلا أنه لم يف بالالتزامات التي قطعها على نفسه، وهو ما أدى إلى تفاقم الوضعية، وتزايد عدد الذين أقدموا على بناء خيام جديدة، والغريب في الأمر أن ذلك تم تحت أنظار سعادة الوالي الذي لم يتخذ أي إجراء وقائي لتجنب المشاكل التي قد تنتج عن تدفق أعداد هائلة من المواطنين على المخيم المذكور، ولم يتخذ أي قرار بوقف عملية بناء الخيام. إذن فالمسؤولية كاملة يتحملها الوالي لوحده باعتباره المسؤول الأول عن الجهة، وهو الذي كان عليه أن يتخذ القرارات الصائبة والإجراءات الضرورية لتلافي ما لا يحمد عقباه، وهو بالتالي الذي تسبب في الأضرار المادية والمعنوية الكبيرة التي لحقت بالمملكة المغربية داخليا وخارجيا بسبب سوء تسييره. ومن هذا المنطلق نؤكد أن جميع المسؤولين الآخرين أبرياء مما حصل ولا يمكن أن يتحملوا الوزر الذي ارتكبه الوالي، وهو المسؤول عن سقوط الضحايا ووقوع التخريب والخسائر.
ويمكن القول دون مبالغة إن كل ما تم بناؤه خلال أكثر من 30 سنة من قبل السلطات العمومية والمنتخبين والفاعلين الاقتصاديين والمجتمع المدني حاول الوالي السابق، بسوء تسييره، الإجهاز عليه، حيث شل الحركة داخل المدينة على جميع المستويات الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وبدأ التذمر والقلق يتسرب إلى نفوس المواطنين.
س: كيف واجه المجلس هذه الوضعية؟
ج: بطبيعة الحال كان علينا، كما قلت سابقا، أن نتحلى بالرزانة، وألا تتحكم فينا ردود الفعل الانفعالية، وأن نأخذ بعين الاعتبار المصالح العليا لبلادنا، ولذلك لم ندخر أي جهد من أجل ضمان التطور والإشعاع الذي حققته مدينة العيون خلال السنوات المتتالية، وحرصنا، بالرغم من إمكانياتنا المتواضعة، على توفير الخدمات الضرورية لفائدة المواطنين، وهكذا سهر المجلس على إنجاز مشاريع هيكلية كبرى مست جميع الجوانب والقطاعات داخل المدينة، مثل البنيات التحتية والطرق والصرف الصحي والإنارة العمومية والنظافة وتطوير نظام الحالة المدنية والتعمير وتصحيح الامضاءات وهي المصالح التي لحقتها أضرار جسيمة جراء العمليات التخريبية التي أعقبت تفكيك مخيم «كديم إزيك» الذي كما قلت سابقا يتحمل الوالي السابق كامل المسؤولية لما نتج عنه.
إن العمل الجبار الذي قام به المجلس في الولاية السابقة والذي مازال يقوم به إلى جانب مختلف الهيئات المنتخبة على مستوى الجهة ينطلق أولا وقبل كل شيء من التزامنا بقيم المواطنة التي لن نسمح لأي كان أن يشكك فيها، ومن التزامنا القوي بتوجيهات وتعليمات جلالة الملك محمد السادس نصره الله الذي يؤكد باستمرار على تعزيز المسار الديمقراطي في بلادنا والعمل من أجل تحقيق الرفاه الاقتصادي والاجتماعي في مختلف جهات المملكة وفي مقدمتها أقاليمنا الجنوبية.
ولذلك نؤكد من جديد أن الأحداث التي عرفتها العيون خلال المدة الأخيرة أضرت بالمجهود الذي بذلناه لسنوات طويلة، بسبب التصرفات المتهورة للسيد الوالي الذي يعتبر، بمنطق الأشياء، مسؤولا عن سقوط ضحايا من القوات العمومية، فهو الذي يتحمل مسؤولية مظاهر التخريب التي عرفتها العديد من المرافق العمومية ، التي استثمرت فيها الدولة أموالا طائلة قصد تقريب الإدارة من المواطنين.
فالمعروف أن أي عمل لا يمكن القيام به داخل المدينة أو خارجها إلا بأمر منه، إذن فالمسؤولية عما وقع، يتحملها الوالي وحده، كما قلت سابقا، ولا مجال للحديث عن مسؤولية الدرك أو الأمن أو الوقاية المدنية أو أي طرف آخر أو قوة عمومية أخرى..
س: وماذا عن الحديث حول وقوع تجاوزات من قبل القوات العمومية داخل المدينة، بعد تفكيك المخيم؟
ج : يجب أن نوضح الأمور. ان المسؤول الأول عن الجهات والأقاليم هم الولاة والعمال سواء تعلق الأمر بالعيون أو الدار البيضاء أو غيرهما، فأي مشكل أمني حصل داخل هذه الولاية أو تلك ، من المفروض أن يتحمل مسؤوليته هذا الوالي أو ذاك، وعلى هذا الأساس، فإن أي تجاوز أو خطأ ارتكب أثناء تفكيك المخيم خارج المدار الحضري، أو بعد ذلك داخل مدينة العيون ، يتحمل مسؤوليته والي الجهة السيد محمد أجلموس، و نقولها بصراحة ودون منمقات، إنه لا يفقه شيئا في السياسة، وجاء لمدينة العيون لخدمة أجندة حددتها له أطراف معروفة بمواقفها الشعبوية التي أضرت بمصالح المغرب في السابق، وتواصل الإضرار بهذه المصالح في الوقت الراهن.
إن هذا الشخص كان من المفروض أن يُقدم أمام القضاء ليقول كلمته فيه بخصوص العمل الإجرامي الذي تعرضت مدينة العيون بشكل خاص والمملكة المغربية بشكل عام.
س: تحدثت بعض وسائل الإعلام عن وجود تجادب شخصي بينكم وبين الوالي السابق هل من توضيح بهذا الخصوص؟
ج: أولا لابد من توضيح الأمور، لم تكن لي أي مشاكل شخصية مع الوالي السابق، بالنسبة إليه ربما كان الأمر كذلك، بل أكثر من ذلك لم يسبق لنا كمنتخبين أن قدمنا أي تصريح ضد الوالي بالرغم من الضغوطات الكبيرة التي مارسها علينا كما سبق أن أشرت إلى ذلك، لأننا نمثل حزبا منظما شارك في الانتخابات وحصل على الأغلبية بشكل ديمقراطي، لأن المواطنين مقتنعون بأدائه وحصيلته، وذلك لا يضر الوالي ولا غيره، بل بعد انتهاء العملية الانتخابية وتشكيل الهيئات المنتخبة كان من المفروض على الوالي أن يتعامل مع هذه الهيئات وفق مقتضيات وأحكام القانون، إلا أننا فوجئنا باستمراره في نهج أسلوب العداء، والأدهى تعطيل كافة المشاريع التنموية وعرقلة العمل الذي يقوم به المجلس.
س: طيب أين تتجلى مظاهر هذه العرقلة؟
ج: لقد أشرت إليها في السابق، ولكن لا بأس من تقديم بعض التفاصيل، إن السيد أجلموس كمسؤول عن جهة العيون سابقا لم يسبق له أن عقد أي لقاء أو اجتماع مع المنتخبين حول القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي تهم السكان، واتجه إلى زرع الفتنة في المدينة من خلال إثارته للنعرة القبلية، وكأن القبائل وجدت للتناحر والتصادم وليس للتعاون والتضامن خدمة للمصالح العليا للبلاد، وساهم في ركود المدينة وتوقف كافة المشاريع، وحتى الاعتمادات المالية المخصصة للدعم برسم 2009 و 2010 لا نعرف عنها أي شيء، مثلاً كيف تم صرف مليار سنتيم المخصصة للعجزة، وماهو مصير البقع الأرضية التي كان من المفروض أن توزع على الأرامل والمطلقات والسكان المحتاجين الذين تتوفر فيهم شروط الاستفادة، وكذلك الأمر بالنسبة لعدد مهم من الشقق الجاهزة، أما بخصوص المساعدات الشهرية التي تخصصها الدولة للمحتاجين فيلفها غموض كبير، إضافة إلى ذلك رفض تطبيق القرارات التي تمت المصادقة عليها من قبل السلطات الإقليمية.
ومن المعروف أن المجلس البلدي لمدينة العيون عقد الدورة العادية لشهر أبريل الماضي، وكان من ضمن جدول أعماله النقط التي تحدثت عنها، حيث قدمنا التماساً إلى السيد الوالي من أجل النظر في هذه الجوانب بهدف إيجاد الحلول المناسبة، إلا أنه لم يف بالتزاماته بهذا الخصوص، وتهرب من القيام بدوره كممثل لجلالة الملك نصره الله وللحكومة على مستوى الجهة.
ألا يمكن اعتبار كل ما سبق ذكره من مظاهر عرقلة النهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في هذه المناطق الغالية؟ ألا يمكن اعتبار هذه الممارسات ضد توجيهات وتعليمات صاحب الجلالة الذي يولي أعزه الله عناية خاصة بهذه الأقاليم، ويعطف عطفاً خاصاً على مواطنيها.
الواقع أن هذه العوامل مجتمعة أدت إلى بناء «مخيم كديم ازيك» الذي نتجت عنه الأعمال الإرهابية والتخريبية وسقوط ضحايا في صفوف القوات العمومية، وبشكل عام وقوع الأحداث الأليمة التي عرفتها مدينة العيون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.