مازال مرض " الملاريا " يحصد اراوح السائقين المهنيين المغاربة الذين ينقلون السلع بواسطة الشاحنات إلى مجموعة من الدول الإفرقية (مالي ، بوركينا فاصو ، مورطانيا ..). أخر ضحية لهذا المرض «سعيد اعشاري » من جماعة لاخصاص باقليم سيديافني والذي مازال جثمانه بالمستشفى الإقليمي بالداخلة في انتظار نقله إلى مسقط رأسه قصد الدفن . لم يكن «سعيد» وحده من خطفه مرض " الملاريا " لكن وفاته كشفت عن لائحة من الضحايا الذين رحلوا عن عالم السياقة المهنية في صمت ، فقبله كان «عبدالله اوفقير» المتحدر من دوار "تنالت" بإقليم شتوكة أيت بها و« حسن امصيلح» من مدينة الدشيرة بعمالة انزكان أيت ملول و «رضوان بولهرود» من مدينة أيت ملول و« حميد الشرقي » المتحدر من مدينة تكيوين . الفاعل الجمعوي «مبارك قيبوش» رئيس لجنة النقل الافريقي وعضو بجمعية منبر السائق المهني كشف عن معطيات خطيرة تتعلق بظروف عمل مجموعة من السائقين الذين يعبرون الحدود في اتجاه دول افريقية ، حيت قال في تصريح لموقع « تيزبريس» ان النقط الحدودية بين المغرب وتلك الدول تفتقر للمراكز الصحية والأطقم الطبية و سيارات الإسعاف مضيفا أن السلطات المغربية تخاطر بحياة السائقين وكذا بحياة المغاربة بتهاونها في حماية أزيد من 30 سائقا مهنيا يعبرون الحدود يوميا متجهين لأعماق دول جنوب الصحراء التي تعرف انتشارا لمجموعة من الأمراض المتنقلة و الأوبئة الفتاكة و الخطيرة . و في ذات السياق ، سرد «مبارك قيبوش» في تصريحه لموقع « تيزبريس» قصة الضحية «رضوان بولهرود» الملقب بالبهجة عندما نقلت إليه « ذبابة سامة » بدولة "مالي" فيروس " الملاريا " ولم يجد أي مستشفى يستقبله ولا أي سيارة اسعاف تتكفل بنقله الى المغرب ليتم نقله في الصندوق الخلفي لإحدى الشاحنات حيث لفض أنفاسه الإخيرة بعد دخوله الاراضي المغربية جراء عدم تقديم المساعدة الطبية في الوقت المناسب مضيفا أن جل السائقين الذين أصيبوا داخل هذه الدول تم نقلهم بنفس الطريقة. وجدير بالذكر أن مجموعة أخرى من السائقين أصيبوا بنفس الفيروس وتم نقلهم بنفس الطريقة لكن كتب لهم النجاة ومن بينهم «عزيز.ا» و «عبد الرحيم. ب » و «عبد الحق. ه» و «هشام . ا» و «حسن زنكا». بدوره صرح « عبدالله بونكا » رئيس جمعية منبر السائق المهني في حوار خص به موقع " تيزبريس " ،أن السائق المهني المغربي وخاصة السائق الذي يجوب الأدغال الإفريقية يعاني من جملة المشاكل تزداد حدتها مع غياب للمراكز الصحية وسيارات الإسعاف بالنقط الحدودية . وأكد « عبدالله بونكا » في معرض كلامه أنه في ظرف شهرين رُزأت أسرة السائقين المهنيين بفاجعة وفاة أربعة أشخاص بسبب أمراض متفشية بالعمق الإفريقي تاركين وراءهم للمجهول عائلات و أطفالاً أيتام . وناشد « عبدالله بونكا » الجهات الوصية على قطاع الصحة و التجهيز بضرورة التدخل لحماية السائق المهني المغربي من المعانات التي يعيشها بأدغال دول جنوب الصحراء ، وطالب بتجهيز المعبر الحدودي الكركرات بمركز صحي وبسيارات الإسعاف درءا لأي طارئ قد يصيب عابريه سواء القادمين من دول إفريقيا أو المتوجين إليها . وارتباطا بهذه المسألة ، صرح "بونكا" أن جمعيته راسلت كل من وزير الصحة و وزير التجهيز و اللوجيستيك من أجل التدخل العاجل لايجاد الحل وللحد من نزيف الوفيات الذي طال السائقين المهنيين .