كشفت مصادر ل»المساء» عن وقوع حالة وفاة لسائق مغربي يسمى حسن مصيليح يعمل سائقا بشركة تؤمن نقل البضائع بين المملكة ودول إفريقية جنوب الصحراء، جراء إصابته بالملاريا (حمى المستنقعات) قبل أسبوعين، وهو ما استدعى إدخاله مستشفى الحسن الثاني بأكادير حيث خضع للعلاج مدة 10 أيام قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. وقالت زوجة السائق، الذي يبلغ من العمر 49 سنة، إن زوجها، الذي عاد من رحلة قادته إلى «كوت ديفوار»، أصيب بحالة إعياء شديد وارتفاع في درجة الحرارة لم تنفع معها وصفة أدوية وصفها طبيب خاص، فاضطرت إلى نقله، الأحد ما قبل الماضي، إلى مستشفى الحسن الثاني حيث أخبرها الطبيب المشرف على حالته بإصابته بالملاريا، مضيفة أن الأمر تفاقم بشكل سريع وتم تشخيص إصابته بفشل كلوي مزمن مما سبب وفاته. وهي المعطيات التي أكدها الدكتور محمد الإسماعيلي، المدير الجهوي لوزارة الصحة بأكادير، إذ قال: «إن مستشفى الحسن الثاني بأكادير استقبل المريض في حالة صحية متدهورة جدا، وأٌخضع للعلاجات الاستعجالية وتفاعل معها، قبل أن تتدهور حالته الصحية بشكل مفاجئ بسبب المضاعفات التي طالت كليتيه». الإسماعيلي قال، أيضا، إن المصالح الطبية بعمالة أكادير استقبلت مؤخرا 3 حالات لسائقين مغاربة يعملون في الخطوط البرية الرابطة بين المغرب ودول إفريقية مصابين بالملاريا، اختار اثنان منهم العلاج في مصحات خاصة، توفي أحدهما، ليستقر عدد الوفيات إلى حدود اليوم في حالتين فقط، في حين ما تزال الحالة الثالثة تتابع علاجها. من جهته، أكد الدكتور عزيز مارس، مسؤول المراقبة الطبية وتتبع الحالات الوبائية في عمالة أكادير، «أن الضحية حسن مصيليح ولج في حالة خطيرة وفاقدا للوعي، وأخضع لحصص علاج مكثفة إلى أن تأكد الطاقم المشرف على حالته من شفائه من الملاريا، لكن، للأسف ظهرت أعراض جانبية بسبب تأخره في تلقي العلاج واكتشفنا إصابة كليتيه بتلف أدى إلى وفاته». المصدر ذاته أضاف أن السائق قضى مدة 8 أيام في الداخلة، ورغم أنه كان يعاني حمى إلا أنه اعتقد أن الأمر يتعلق فقط بالتعب الذي تسببه المسافة الطويلة التي يقطعها السائقون ولهذا تعقدت حالته الصحية مما أدى إلى وفاته، مشددا على أن السائقين المغاربة الذي يختارون الطريق البري للعبور إلى الدول الإفريقية غالبا ما يتجاهلون أخذ الاحتياطات الضرورية، وأساسا التلقيح ضد حمى الملاريا واستعمال الأدوية خلال فترة إقامتهم في تلك الدول. بالإضافة إلى إجراء تحاليل استباقية بمجرد العودة إلى المغرب. وإلى اليوم، يضيف، تم تسجيل 7 حالات إصابة، في حين تسجل سنويا ما بين 18 و30 حالة إصابة». على صعيد متصل، قال رضى الحسناوي- رئيس المجلس الوطني لجمعية ملتقى السائق المهني، إن حالة السائق حسن مصيليح ليست الأولى ولا الأخيرة التي يتم تسجيلها في المغرب، وأن عددا كبيرا من السائقين المغاربة يصابون بعدد من الأمراض جراء اشتغالهم في الخطوط الرابطة بين المغرب وبعض الدول الإفريقية التي تعرف انتشار أوبئة وأمراض خطيرة. مضيفا أن الخطر يتعاظم بسبب لجوء عدد من السائقين، الذين يعملون في القطاع غير المهيكل، إلى تأمين العملية دون الخضوع لعملية التلقيح بسبب كلفتها المرتفعة وضرورة الانتقال إلى مدينة الدارالبيضاء لإجرائها، مفضلين العبور إلى هذه الدول مباشرة عبر العيون وهو ما يفرض تشديد المراقبة على المعابر لمنع خطر انتقال بعض الأمراض المعدية إلى المملكة.