تافراوت جوهرة الأطلس الصغير.. ففي قلب سلسلة جبال الأطلس الصغير، تتواجد منطقة "تافراوت" التي تبعد عن شرق مدينة تيزنيت بحوالي 100 كيلومتر، فيما تبعد عن جنوبأكادير عبر منطقة أيت باها ب130 كيلومتر، وهي منطقة غنية ثقافيا وفنيا و معروفة بالعديد من الشخصيات التي لمع نجمها وسطع إشعاعها في مجالات السياسة والسلطة، كما في ميادين المال والأعمال، لتكتسب المنطقة بذلك خاصية تميزها عن باقي مناطق البلاد. وهي منطقة رائعة جمالها الساحق ألزم زائروها بوصفها بالأميرة الحسناء فعشقوا المجيء إليها و التجول في جبالها التي يفوح بين ثناياها الجمال الأخاد و بمناظرها الطبيعية الخلابة. تافراوت التي أنجبت العشراء من الوزراء و النخب السياسية من أبرز الشخصيات التي قدمت من تافراوت والنواحي، لتحتل مكانا بارزا في المشهد السياسي بالمغرب خلال أغلب الحكومات المتعاقبة بعد استقلال البلاد، هناك المختار السوسي، وصالح المزيلي،ٍو أحمد رمزي ، وعبد الرحمان بوفتاس، وعبد الله أزماني،و محمد بيجعاد ، وحسن أبو أيوب، ومحمد حصاد، و سعد الدين العثماني ، وأيضا عزيز أخنوش.. تافراوتيون يجلسون على عرش التجارة بالدار البيضاء وهناك تجار تافراوتيون بدأوا تجارتهم من الصفر و الآن أصبحوا يحركون أو يشلون تجارة العاصمة الإقتصادية يوفرون حاجيات وخدمات تجارية للدار البيضاء ولباقي مدن المملكة من منتجات غذائية ومنسوجات وألبسة وأثاث وأجهزة منزلية وديكورات وأوان ومنتجات بلاستيكية. ويعتبر الحاج عابد السوسي الذي ترك تافروات ليهاجر إلى الدارالبيضاء للعمل في مهن متعددة، من أبرز هؤلاء ،حيث استطاع أن يفرض إسمه في مجال التبادل التجاري على الصعيدين الوطني والدولي ، حيث صار فيما بعد يملك سلسلة من الدكاكين تبلغ المائتين، واتخذ له شركاء عديدين، إلى درجة أن الباحث الأمريكي جان واتربوري نوّه بمسار هذا الرجل وقال عنه" إن الحاج عابدا أصبح شخصية شبه أسطورية في عالم التجارة والمال". فكان، على سبيل المثال لا الحصر، المستورد المغربي لأجود أنواع السكر، وصار أمينا للتجار في البيضاء لعقود، ليصبح فيما بعد رئيسا للغرفة التجارية والصناعية بالعاصمة الاقتصادية. رغم كلما قيل …العزلة والتهميش يجثم على صدر ساكنة المنطقة لكن رغم ذلك تعاني ساكنة هذه المنطقة من جملة من مشاكل في مجالات مختلفة رغم المجهودات المهمة التي تبذلها بعض الفعاليات الجمعوية بالمنطقة للرقي بالمنطقة إلى مرتبة سمعتها وطنيا و دوليا . حيث تتظافر العوامل البشرية والطبيعية لترسم واقعا مريرا لألآف المواطنين من ساكنة المنطقة التي يمتد غالبية مجالها الجغرافي فوق جزء كبير من جبال الأطلس الصغير. لاشك أن من ساقته الأقدار للمرور في الطريق الرابطة بين تيزنيت و تافراوت ، سيكتشف حجم الاهمال والتقصير الدي طال هذا المسلك المتهالك و الذي أصبح في حالة يرثى لها. فالطريق في حالة اهتراء تام عن آخره، "طريق مرقع" و العديد من الحفر في أقل من كلومترين ، التي عرت على الواقع المزري بالإضافة وهي تعرف وضعية كارثية جد مزرية بسبب الإهمال والتهميش وعدم قيام المسؤولين بالترميمات والإصلاحات الضرورية لإعادة تقويتها و تأهيلها، مما جعل حالتها تزداد سوأ مع مرور الوقت حيث تلاشت البنية المشكلة لها و تآكلت جوانبها وازدادت سواء مع مرور فيضانات سنة 2014 وأصبحت ضيقة يصعب معها التجاوز و المرور بشكل مريح وبالتالي أصبحت تشكل عرقلة حقيقية لمستعمليها مما خلق متاعب ومحن كبيرة للسائقين الذين أصبحوا يجدون صعوبة كبيرة في التنقل عبرها وسبق أن وقعت فيها حوادث سير كثيرة أودت بحياة العديد من المواطنين . تافراوت ..عزلة و صعوبة المسالك حيث تعيش بعض الدواوير بالمنطقة، في عزلة قاتلة بفعل انعدام تهيئة الطرق المؤدية إليها والانقطاع المستمر للمسالك التي تسلكها الساكنة، كلما حلّ موسم الأمطار والثلوج جراء هطول أولى قطرات المطر او تساقط الثلوج.. وتزداد معاناة الساكنة أيضا خلال فترات الصيف و الجفاف مع نضوب الفرشة المائية ، حيث لم تنفع زيارات وزير الفلاحة عزيز اخنوش، ابن المنطقة، إلى عين المكان في التخفيف من معاناتهم، كما لم تفلح وعود النواب البرلمانيين الذين يطلون على الساكنة بين الفينة والاخرى لكن بدون جدوى… وعود في وعود… انعدام التغطية الهاتفية يعمق عزلة الآف المواطنين ففي الوقت الذي تفكر فيه شركات الإتصال الوطنية في اطلاق الجيل الخامس من الأنترنيت العالي الجودة لازالت العديد من الدواوير بتافراوت ترزح تحت وطأة ضعف وانعدام شبكة التغطية الوطنية للهاتف النقال بمختلف ربوع هذا الإقليم و تزداد معاناة الساكنة كلما ازداد المرء توغلا داخل الدواوير المشكلة لمنطقة تافراوت . تافراوت و المعركة الأبدية مع رعب الأفاعي و العقارب مع بداية كل فصل صيف ، تبدأ المعركة الأزلية لساكنة المنطقة مع الأفاعي و العقارب في ظل غياب الأمصال بالمركز الصحي لتافراوت ، حيث اضطرت الساكنة في غير ما مرة إلى التنقل للمستشفى الإقليمي لتيزنيت أو إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير لتلقي العلاجات الضرورية وقد سبق أن فارق مواطنون تافراوتيون حياتتهم جراء لسعات هذه الآفاعي و العقارب بسبب افتقار المركز الصحي الحضري لتافراوت للإمكانيات الضرورية لإنعاش المصابين . مركز تافراوت ليس بأحسن من الدواوير وليس حال مركز تافراوت بأحسن من الدواوير فهو مركز غارق في الأزبال، مهترء البنيات يعرف انقطاعات متكررة للمياه ولا يليق بمكانة هذه المنطقة التي علت صورتها ، هذا و يشق المدينة واد تحول إلى مطرح للنفايات تزكم رائحتها أنوف الزوار . تصريحات غاضبة على لسان تافروتيون و تافراوتيات عبر مجموعة من المواطنين و المواطنات بمنطقة تافراوت في تصريحاتهم لموقع " تيزبريس " عن امتعاضهم لما تعيشه المنطقة من تهميش و عزلة و انعدام البنيات التحتية الضروية ، حيث تحدث البعض منهم و خصوصا النساء عن عدم معارضتهن للفيستفال لكن من الضروري على المسؤولين النظر بعين الرحمة للمعاناة التي تعيشها الساكنة سواء مع نذرة المياه الصالحة للشرب أو مع معاناة النساء الحوامل في ظروف غياب الاطر الطبية الضرورية و التجهيزات الطبية الكفيلة لضمان العلاج الضروري للساكنة . و اعرب بعض المستجوبون أنهم لايرون الشخصيات السياسية المتحدرة من منطقتهم إلا في موسم الإستحقاقات الإنتخابية حيث ما ان تنفض إلا ويغادرون المنطقة تاركين التافراوتيون مع معاناتهم التي لا تنتهي .