تعيش الدواوير التابعة لجماعة "افلّا إغير" بتافراوت، في عزلة قاتلة بفعل انعدام الطرق المؤدية إليها والانقطاع المستمر للمسلك الوحيد الذي تسلكه الساكنة، جراء هطول أولى قطرات المطر او تساقط الثلوج..
ويعاني سكان هذه المنطقة المنسية بفعل انقطاع هذا المسلك الطرقي، غير المعبد، كلما حلّ موسم الأمطار والثلوج، بل أن الأمر لا يقتصر على هذه الفترة من السنة فقط، كما هو الأمر حاليا بعد انقطاع الطريق على مستوى جماعة "أفلا إغير" لتعزل باقي الدواوير عن الجماعة التي تعتبر مركزا للتسوق وقضاء بعض الحاجيات رغم افتقارها للبنيات التحتية الضرورية..
وتزداد محنة ساكنة هذه الدواوير، التي يبلغ تعدادها 6000 نسمة، بفعل انعدام البنيات التحتية والتجهيزات الضرورية للحياة، حيث أن المستوصف الوحيد الذي يوجد بجماعة "أفلّا إغير" لا يتوفر إلا على ممرض واحد وبعض الأدوية التي لا تنفع مع الأمراض والأزمات الصحية التي تصيب السكان، وكذا حالات الولادة مما يضطر المرضى والنساء الحوامل إلى قطع مسافة 160 كلمتر، الفاصلة بين الدواوير ومدينة تيزنيت، في الحالات التي يستعصي على مستشفى تافراوت معالجتها..
أما التعليم فلا شيء يوحي بوجود مدارس او مؤسسات تعليمية، إذ الامر ينحصر في مدرسة وحيدة بدوار "تاوريرت" بها أربعة أقسام تتكلف أستاذة واحدة بتدريس التلاميذ بكل المستويات من الأول ابتدائي إلى المستوى السادس، فيما تضم جماعة "أفلا إغير" مدرسة أخرى واعدادية لا تجدي نفعا مع حاجيات الساكنة في غياب وسائل النقل التي تمكن التلاميذ من الالتحاق بالجماعة..
ويعاني السكان من نقص شبكة التغطية الهاتفية الوحيدة المتوفرة بالمنطقة، فيما تنعدم كليا شبكة التطهير والمياه الصالحة للشرب والكهرباء، حيث يضطر السكان إلى استعمال مياه الآبار والوديان مما يؤثر سلبا على صحتهم..
وتزداد معاناة الساكنة خلال فترات الجفاف مع نضوب الفرشة المائية ونقص صبيب مياه الوادي، حيث لم تنفع زيارات وزير الفلاحة عزيز اخنوش، ابن المنطقة، إلى عين المكان في التخفيف من معاناتهم، كما لم تفلح وعود النائبة البرلمانية فاطمة تاباعمرانت التي تطلّ على الساكنة بين الفينة والاخرى لكن بدون جدوى... وعود في وعود...
معاناة الساكنة يجب أن تُحرّك ضمائر المسؤولين في وزارة النقل والتجهيز ووزارة الفلاحة بعد ان تخلى المنتخبون المحليون عن مسؤولياتهم تجاه الساكنة، رغم أن الشركة المستغلة لمنجم الذهب تضُخّ الملايين في خزينة الجماعة كضريبة مستحقة.... فهل من منصت لهؤلاء المغاربة المنسيون في جبال الأطلس الصغير.