نظمت جمعية جمعية إنصاف للمرأة والطفل والأسرة بتيزنيت ، اليوم السبت 02 يناير الجاري ، بدار الشباب تيزنيت ندوة في موضوع "دور الوساطة في حل النزاعات الأسرية". الندوة التي عرفت حضور عدد من المهتمين بعدة قطاعات وتخصصات ، عرفت مجموعة من المداخلات حول الدور الكبير الذي تلعبه الوساطة في إصلاح مجموعة من المشاكل الأسرية التي قد تؤدي إلى تفكك الأسرة، حيث هدفت الندوة بالأساس إلى تفعيل دور الوساطة قبل اللجوء إلى القضاء، وتوسيع دائرة الوساطة الأسرية لتصبح وساطة مجتمعية، وإشراك مختلف القطاعات والمؤسسات لتحقيق وساطة ناجحة، والبحث عن آليات مجتمعية لتطوير تقنيات الوساطة، والعمل على إيجاد إطار قانوني لمؤسسات الوساطة المجتمعية. وقد ساهم في تأطير هذا النشاط الأستاذ "أحمد السَّاخِي" القاضي بالمحكمة الابتدائية بتيزنيت ، الذي تطرق في مداخلته لرهانات الوساطة الأسرية في القضاء المغربي وآليات تطويره حاول من خلالها الوقوف على تحديد ماهية الوساطة وخصائصها وتمييزها عن المؤسسات المشابهة لها وخاصة مؤسستي الصلح و التحكيم ثم استعرض في مداخلته بعض التجارب الدولية في هذا الباب وخاصة التجربة الفرنسية و الأمريكية وتجربة ولاية كبيك واكد على أنه اصبح مطلوبا الاطلاع على آليات ومنهجية مأسسة الوساطة الأسرية في التجارب الدولية هذا وتحدث عن أطراف الوساطة ليخلص في الأخير إلى طرح سؤال أساسي وجوهري " هل يمكن تطبيق مؤسسة الوساطة في النزاعات الأسرية ؟" الندوة عرفت أيضا مداخلة للأستاذ الدكتور "البشير عدي"، أستاذ بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة ابن زهر بأكادير ، الذي تحدث عن تجارب مقارنة في الوساطة الأسرية، من خلال إلقائه الضوء على التجارب المقارنة سواء على مستوى الغرب ( كندا ، فرنسا ، أمريكا ..) أوعلى مستوى تجربة بعض الدول العربية ( دبي، الإمارات العربية المتحدة، مصر، فلسطين ،الأردن ، الكويت ..) وهي تجارب ،قال عنها "البشير عدي" أنها أبانت على نجاعة هذه المؤسسة وأعطت ثمار في بعض البلدان، فمحاكم دبي مثلا وصلت فيها نسبة التسوية 64 بالمائة وبعض المحاكم بالعربية السعودية وصلت فيها نسبة التسوية 80 بالمائة، فيما قضايا الصلح بالمغرب لا تتجاوز في أحسن الأحوال نسبة 20 بالمئة من الملفات المعروضة على القضاء . وفي موضوع دور المساعد الاجتماعي لحل النزاعات الواقع والاكراهات ،تحدث الأستاذ "محمد العبدلاوي" المساعد الاجتماعي بالمحكمة الابتدائية بتيزنيت ، عن الأجهزة المرصودة للصلح كمؤسسة الحكمين محاكم قضاء الأسرة ، مجلس العائلة ، مؤسسة المساعدة الإجتماعية ، وتطرق للهدف من هذه المساعدة الإجتماعية ، وأقال أن هذه المساعدة جاءت تبعا في المؤسسات المرصودة للصلح ولم تأتي أصالة ، هذا وحاول الأستاذ "محمد العبدلاوي" في مداخلة الإحاطة ببعض قواعد الصلح بواسطة المساعد الإجتماعي القضائي ( الآليات ، الوسائل …) وفي المجال الشرعي جاءت مداخلة الأستاذ "مراد تَرضَا" إمام وخطيب، وأستاذ للعلوم الشرعية بثانوية الحسن الثاني بتيزنيت ، لتلقي الضوء على الوساطة الأسرية في التشريع القرآني ، حيث حاول " تَرضَا" أن يسرد حقبة من الزمن الإسلامي وكيف ثم تفعيل الوساطة الأسرية آنذاك ، وأكد أن الرسول ( ص ) كان أول الوسطاء الأسريين بحيث كان يحل النزاعات بين الأزواج من صحابة وصحابيات وسلك نفس هذا المنهج خلفاؤه الراشدون .