تأسست نهاية الأسبوع الماضي بمدينة باريس الفرنسية، جمعية أنزي للمغاربة المقيمين بالخارج. وقد جاء هذا الإطار تتويجا لسلسلة من اللقاءات التحضيرية التي عقدتها الفعاليات الأنزوية بالمغرب وفرنسا من أجل إطلاق مبادرة جمعوية تستهدف تعبئة مغاربة العالم للانخراط في تنمية منطقة أنزي. وقد عقد الجمع العام التأسيسي بحضور عدد من المهاجرين المنحدرين من منطقة أنزي من مختلف الأعمار، حيث ضمت الجمعية أجيالا مختلفة من أبناء الجالية، كما إلتئمت فيها كفاءات من مختلف المجالات. وتهدف جمعية أنزي إلى تعبئة أبناء الجالية المقيمة بالخارج من أجل الانخراط في تنمية منطقة أنزي من خلال عدد من المبادرات والمشاريع التي تبلورت عبر لقاءات تشاورية مع الفاعلين المحليين بأنزي، من أجل الاستجابات لحاجيات الساكنة المحلية في مجالات التربية والتعليم والصحة وغيرها من المجالات المتصلة بالتنمية المحلية. يذكر أن الجالية المحلية المقيمة بالخارج، وبالأخص فرنسا، لعبت أدوارا تنموية عدة منذ عقود، حيث ساهمت بعائداتها وروحها التضامنية في إنجاز عدد من مشاريع البنى التحتية من طرق وكهرباء وماء، كما كانت عطلتها الصيفية غشت من كل عام مناسبة لإنعاش الحياة الإقتصادية بالمنطقة. وقد تراجع هذا الدور بشكل كبير جراء التغييرات السوسيوثقافية التي طالت أجيال المهاجرين. ويعول الفاعلون المحليون اليوم على تعبئة هذه الشريحة الهامة لدفع عجلة التنمية بالمنطقة وفق تصور حديث يستهدف بالأساس تحديث المنطقة وإخراجها من براثن الجهل والتخلف، من خلال جعل الإنسان المحلي في قلب الإهتمام واعتباره مركز العملية التنموية، حيث يتطلع الجميع إلى الاستفادة من الكفاءات المهاجرة لبلورة مشاريع تصب في هذا المنحى، خصوصا في مجالات التربية والتكوين والصحة وغيرها من الخدمات الإجتماعية الأساسية.