لتقريب القارئ أكثر من شبكة تنمية السياحة القروية، اتصلت "الجنوبية للإعلام" بحسن أبوالطيب، رئيس الشبكة، وهو سليل منطقة سوس، باحث جامعي وخبير في السياحة المستدامة خصوصا القروية منها، اشتغل مع عدة منظمات وطنية ودولية من أجل تنمية السياحة المستدامة خصوصا في جنوب المغرب. وكان له الفضل في الانطلاقة القوية للمجلس الإقليمي للسياحة بإقليم اشتوكة أيت بها. اليوم يدير حسن مشروع سياحي ايكولوجي "أطلس قصبة" بمنطقة مسكينة بضواحي أكادير. وبمعية أبو الطيب، أسس مجموعة من المهنيين والمهتمين بالسياحة القروية الإكولوجية بجهة سوس ماسة درعة، ماي 2011، إطار جمعوي يؤطرهم ويوحد مجهوذاتهم، يحمل اسم "شبكة تنمية السياحة القروية"، وذلك بدعم قوي من المجلس الجهوي لجهة سوس ماسة درعة في شخص الدكتور، ابراهيم حافيدي، ومجموعة من الفاعلين السياحيين على صعيد الجهة. وخلال الجمع العام التأسيسي، اختار المجتمعون حسن أبوالطيب رئيسا لإطارهم الجمعوي "RDTR"، وتضم هذه الشبكة مشاريع المآوي السياحية في المناطق القروية وجمعيات مهنية (مطاعم، مآوي) وفضاءات الاستقبال السياحي. الجنوبية للإعلام: كيف جاءت فكرة تأسيس الشبكة؟ حسن أبوالطيب: تكمن الفكرة الأولى للمجتمعين ضم حاملي المشاريع السياحية خصوصا المآوي منها في للعالم القروي المستفيدة من دعم المجلس الجهوي لجهة سوس ماسة درعة ثم تطورت الفكرة من طرف حاملي المشاريع بدعم أيضا من السيد ابراهيم حافيدي رئيس جهة سوس ماسة درعة لكي تضم جميع الفاعلين السياحيين بالعالم القروي بالجهة بما فيهم الجمعيات المهنية. الجنوبية للإعلام: ما هي أهم الملتقيات الوطنية والدولية التي شاركتم فيها من أجل تمثيل السياحة القروية المغربية؟ حسن أبوالطيب: رغم حداثتها، كان حضور شبكة تنمية السياحة القروية قويا، جهويا ووطنيا ودوليا، بفعل تظافر مجهودات جميع الأعضاء، وفي هذا الصدد، شاركنا في ملتقى زاكورة للسياحة المستدامة 2012 وموسم العسل في نسخته 2011 و 2012 والمعرض الدولي للسياحة بفرنسا 2012 والمعرض الدولي لتنمية المناطق الخلفية بتارودانت 2012. الجنوبية للإعلام: في إطار النهوض بالسياحة القروية، كيف تقيمون مساهمة المجلس الجهوي لجهة سوس ماسة درعة في هذا المجال؟ حسن أبوالطيب: المجلس الجهوي لجهة سوس ماسة درعة لا يتردد في أية مناسبة ليتدخل بشكل كبير في النهوض بالسياحة القروية وذلك من خلال مجموعة من الشراكات والمشاريع كمنح المنحات لحاملي المشاريع الصغرى. بالإضافة إلى الأفكار والمقترحات التي يزودنا بها رئيس المجلس الدكتور ابراهيم حافيدي، خاصة أن فكرة الشبكة يتقاسمها مع أعضائها قبل التأسيس. كما تتجلى مساهمات المجلس الجهوي لجهة سوس ماسة درعة في الدعم المالي المباشر الذي يمنحا المجلس للمجالس الإقليمية للسياحة التي تتوفر على هذه الجمعيات. الجنوبية للإعلام: خلال السنين الأخيرة، وُجهت انتقادات قوية لرئيس المجلس الجهوي للسياحة من طرف جميع المهتمين، من المهنيين والمنتخبين، وهو ما دفع مجلس جهة سوس ماسة درعة، خلال إحدى دوراته السابقة، إلى تخفيض قيمة المنحة الممنوحة له ومنعه من مليون درهما قبل العدول عن هذا القرار في دورات لاحقة للمجلس، كيف تقيمون اهتمام المجلس الجهوي للسياحة بأكادير إزاء السياحة القروية؟ حسن أبو الطيب: كما تعلمون الشبكة عضو في المجلس الجهوي للسياحة وهذه المؤسسة لها أهميتها في التنمية السياحية ونكن لها كامل الاحترام والتقدير، ولكن في نفس الوقت نرى أن المجلس الجهوي للسياحة(CRT) لم يدعم تنمية السياحة القروية بالجهة بما فيه الكفاية، خصوصا أننا نرى أن السياحة القروية تعتبر قاطرة للتنمية المحلية. كما تعلمون ما يقارب 90% من جهتنا مجال قروي لهذا يجب علينا دعمه لأسباب اقتصادية واجتماعية. وفي نفس الوقت يجب أن نعلم أن السياحة القروية فرصة مهمة جدا لتنمية الوجهة السياحية لأكادير، خاصة أنه مع الأسف هذه المدينة تعاني أزمة سياحية خصوصا في السنتين الأخيرتين. الجنوبية للإعلام: ما هي مقترحات وتصور الشبكة التي تترأسونها من أجل الإقلاع السياحي بالجهة، خاصة فيما له علاقة بالتعريف بالمؤهلات السياحية القروية للجهة وجلب إستثمارات أجنبية والتنشيط السياحية وجلب السياح؟ حسن أبوالطيب: هذا سؤال وجيه وعميق وللإجابة عليه أو لإعطاء بعض عناصر الإجابة نحتاج إلى جميع صفحات هذه الصحيفة، ولكن في نظري يجب أولا الاهتمام والحفاظ على الموارد السياحية بما فيها الاجتماعية والتاريخية والثقافية. كما يمكن إدراج تطوير البنيات التحتية خصوصا المواصلات والنقل الجوي الذي يعتبر عصب السياحة الدولية وأيضا تكوين الموارد البشرية ومعاهد التكوين والبحث العلمي ثم القيام بوضع استراتيجية كاملة للترويج السياحي خصوصا عبر الانترنيت، وأخيرا يجب وضع حكامة جيدة في مختلف الهيئات السياحية، وأخيرا يجب على الجماعات المحلية أن تكون المحرك الرئيس للتنمية السياحية وتجعل السياحة رافعة للتنمية المحلية. الجنوبية للإعلام: تزخر جهة سوس ماسة درعة بمجموعة من المآثر والآثار التاريخية، خاصة بتيزنيت وتارودانت وزاكورة وورزازات وتينغير، إلا أنه للأسف الشديد، فهذه "الثروة السياحية" تتعرض للإهمال والاندثار، ما هي تصورات الشبكة من أجل الحفاظ على هذا الموروث الثقافي التاريخي من جهة وتنميته وتسويقه سياحيا من جهة أخرى؟ حسن أبوالطيب: كما تعرفون، تعتبر السياحة الثقافية من أهم الركائز التنمية السياحية خصوصا المستدامة منها من قبيل المآثر المعمارية والتاريخية، وجهتنا كما ذكرتم تزخر بهذه المآثر التاريخية التي يمكن تصنيفها كتراث عالمي وإنساني كإكودار والقصبات والأبراج والأسوار والثكنات العسكرية القديمة. لهذا نرى أن من الواجب على جميع الفاعلين جهويا ومحليا إنقاذ هذا الموروث الذي هو آيل للسقوط. وحسب علمنا هناك برنامج في هذا الإطار بدعم من مجلس جهة سوس ماسة درعة ونحن على ثقة أنه سيعطي ثماره على المدى المتوسط. الجنوبية للإعلام: وقعت جمعيتكم، نونبر الماضي، اتفاق تعاون وشراكة مع "جيت" فرنسا لمدة سنتين 2012 إلى 2014، ما هي الخطوط العريضة وأهداف هذه الاتفاقية؟ حسن أبو الطيب: تتجلى الخطوط العريضة للاتفاقية الشبكة مع جيت فرنسا في المساعدة على تسويق منتوجات الشبكة والمرافقة في جودة المشاريع السياحية وتعزيز القدرات المؤسساتية للشبكة. الجنوبية للإعلام: ما تقيمكم للمنتدى الذي نظمته الشبكة خلال يونيو 2012 حول التغيرات المناخية وتأثيرها على السياحة بمحيط البحر الأبيض المتوسط؟ حسن أبوالطيب: تحت شعار "السياحة والتغيرات المناخية في المغرب وفي منطقة البحر الأبيض المتوسط: تحديات عالمية وحلول محلية"، تباحث خبراء وطنيون ودوليون حول التغيرات المناخية وتداعياتها وانعكاساتها المحتملة على السياحة في المغرب ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، مطالبين بوضع استراتيجية واضحة المعالم لمواجهة التغيرات المناخية. هذا اللقاء المنظم بشراكة وتعاون بين شبكة تنمية السياحة القروية وجامعة ابن زهر وتحت رعاية الوزارة المغربية للسياحة، وبحضور ممثلي منظمات وطنية ودولية كالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، المنظمة العالمية للسياحة، منظمة التعاون والتنمية ألاقتصادية، برنامج الأممالمتحدة للبيئة، المكتب الوطني للسياحة، ومؤسسة محمد الخامس للبيئ، وكالة الجنوب، منظمة البحث الاقتصادي لعالم البحر الأبيض المتوسط، المجلس الجهوي لجهة سوس ماسة درعة، معهد البحث والتنمية، برنامج الأممالمتحدة للتنمية، الجمعية الجهوية لوكالات السياحة، مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، الجمعية الألمانية للتعاون الدولي، المعهد الدولي للسلام من خلال السياحة. في الحقيقة وبشهادة الحضور، تنظيم المنتدى خلال يونيو 2012 حول التغيرات المناخية أعطى نتائج أكثر من المتوقع من جهة عدد الحاضرين من مسوؤولين كبار ومنظمات محلية ووطنية ودولية. ولأول مرة في المغرب يتم طرح هذه الإشكالية بعمق ولأن هذه التغيرات المناخية تعتبر من أكبر تحديات السياحة في المغرب وخصوصا في جهة سوس ماسة درعة، وبشهادة جميع المسؤولين كانت انجح تظاهرة سياحية لسنة 2012، زيادة على ذلك، بلورنا اقتراحات عملية للتأقلم مع خطر التغيرات المناخية وقد توصل جميع الفاعلين بهذه المقترحات التي نتمنى أن تأخذ بعين الاعتبار. الجنوبية للإعلام: خلال سنة 2012، منحت وزارة السياحة والمكتب الوطني المغربي للسياحة تذكارا عربونا على الإنجازات والمجهودات التي أشرفت عليها شبكة التنمية السياحية القروية، على أي أساس تم اختياركم لهذا الفوز؟ حسن أبوالطيب: اختيار الشبكة ومنحها هذا التذكار من طرف ووزارة السياحة والمكتب الوطني المغربي للسياحة، اعتراف وطني بالمجهوذات التي حققتها جمعيتنا الفتية، وأيضا اعتراف بنجاح سياسة جهة سوس ماسة درعة التي ساندت بشكل كبير السياحة القروية خلال السنوات الأخيرة والتي أعطت مشعل التنمية للشبكة ونظن أن الشبكة نموذج يستحق الاقتداء به، وأخيرا فهذا التتويج مفخرة ليس فقط لجهتة سوس ماسة درعة، ولكن للمغرب بصفة عامة. الجنوبية للإعلام: كلمة أخيرة. حسن أبوالطيب: نشكر جريدة "الجنوبية للإعلام" على التفاتتها لجمعيتنا ونقدر جهوذها الدائمة على تتبع الأنشطة الجهوية والجنوبية، ومن خلالها، فإن جميع أعضاء الشبكة يشكرون جميع وسائل الإعلام الجهوية والوطنية، ورقية ورقمية وإذاعية ومرئية، لمساندتها الدائمة لتجربة شبكة تنمية السياحة القروية. كما أشكر جميع الفاعلين السياحيين على الصعيد الوطني والدولي الذين ساندونا في هذا المشروع النموذجي، خصوصا رئيس مجلس جهة سوس ماسة درعة والمجلس الموقر. وإن شاء الله، مستقبل هذا المشروع جد متفائل وسيكون مثالا يقتدى في المغرب وشمال إفريقيا. وفي الأخير، ندعو جميع أصحاب المشاريع السياحية والفاعلين في السياحة القروية بجهة سوس ماسة درعة الانضمام لهذه الشبكة ودعم مشاريعها، لأن ذك سيعود بالنفع عليهم وعلى جهتنا على العموم.