اختتمت يومه السبت 18 أبريل 2015 بدار الجماعة القروية لأنزي، فعاليات يوم الصناعة التقليدية الذي نظمته جمعية كنوز للتنشيط الثقافي والسياحي بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وبدعم من المجلس الجماعي لأنزي و المجلس الإقليمي لعمالة تيزنيت، وبمشاركة مندوبية الصناعة التقليدية بتزنيت وقسم العمل الاجتماعي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة تيزنيت إلى جانب تعاونية إمي أوكني لصياغة الفضة وجمعية أدرار لصناعة وتطوير الفخار وبحضور أزيد من 80 مشاركا أغلبهم من حرفي دائرة أنزي من مختلف الحرف المتواجدة بأنزي والمناطق المجاورة )أيت إسافن، تيغمي، أداي، أيت أحمد …( وقد عرفت الجلسة الأولى عدة مداخلات استهلت بعرض للسيد المندوب الإقليمي لوزارة الصناعة التقليدية بتزنيت ذ محمد بنعسيلة، والذي استعرض أمام الحاضرين المخطط الجهوي للصناعة التقليدية بجهة سوس، حيث عرض برامج الوزارة الوصية وحصيلة المنجزات في مختلف مناطق الجهة. أما السيد رئيس المجلس الإقليمي لعمالة تيزنيت ذ عبد الله الغازي فقد تطرق في مداخلته إلى مخطط المجلس الإقليمي لتزنيت بشأن إحداث أقطاب اقتصادية بالإقليم، حيث أكد على أهمية هذا القطاع بدائرة أنزي على مستوى توفير فرص الشغل وخلق الثروة، فضلا عن أبعاده الثقافية والحضارية والقيمية. مؤكدا على أهمية تأطير الحرفيين وهيكلة عملهم في إطار جمعيات وتعاونيات قادرة على تطوير القطاع وتأمين نقل المهارات والخبرات بين الأجيال، داعيا في ختام كلمته إلى إعلان منطقة أنزي مجالا للتميز والإبداع في مجال الحرف التقليدية. ومن جهته استعرض مسؤول التواصل بقسم العمل الاجتماعي بتزنيت ذ عبد الرحمن طيصا مختلف الأوراش التي فتحتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وما تحقق من منجزات في مجال تثمين المنتوجات المحلية ودعم الأنشطة المدرة للدخل، مستعرضا جملة من التجارب والخلاصات المستقاة من واقع التجربة المعاشة، حيث أكد على أهمية المقاربة التشاركية في نجاح أي مشروع. وقد استعرضت مداخلات الحرفيين والفاعلين المشاركين في جلسة المناقشة واقع الصناعة التقليدية المحلية وما تعانيه من مشاكل وإكراهات، أجملها المتدخلون في غياب الدعم من قبل مختلف أجهزة الدولة، كما أشاروا إلى معانات الحرفيين مع مخلفات السيول والأمطار التي عصفت بمنتوجاتهم و ورشاتهم التي توقفت كليا عن العمل لأشهر. كما تطرق المتدخلون لتحديات الهيكلة والتأطير والتكوين واستدامة هذا الموروث الاقتصادي والحضاري في ظل ما يعانيه من مشاكل وإكراهات. أما الجلسة الثانية فقد كانت على شكل ندوة علمية أطرها كل من الدكتور عبد الرزاق عويس، الذي سلط الضوء على جوانب من المعاملات التجارية بين الحرفيين والتجار على ضوء النوازل الفقهية، حيث خلص في نهاية مداخلته إلى استنتاجات عدة بين فيها مكانة الاجتهاد في إطار التشريع الاسلامي وقدرة هذا الأخير على احتضان مختلف الطوائف والشرائح في وعاء المجتمع الواحد. وتوقف الدكتور جامع هرباط من جهته عند القيمة الرمزية والثقافية للمنتوج التقليدي المحلي وما يختزنه هذا الأخير من حمولات قيمية وجمالية تتطلب العناية بها وصونها وتثمينها وتأمين انتقالها من جيل إلى جيل في زمن العولمة الموشوم بهجمة ثقافية وحضارية تهدد كيان المنطقة بالإندثار. واختتمت الجلسة الثانية بمداخلة للصائغ محمد باقلا، رئيس تعاونية إمي أوكني لصياغة الفضة، الذي تناول موضوع : رمزية المنتوجات الفضية في الطقوس الإحتفالية المحلية، حيث قدم نمادج لمنتوجات فضية توظف بشكل مكثف في مختلف المناسبات العائلية مبينا رمزيتها والمعتقدات المتصلة بها الطقوس التي توظف في إطارها، حيث خلص إلى ما ترمز إليه الفضة في الثقافة المحلية من قيم الشهامة والسمو والشرف. واختتمت أشغال هذا اليوم الدراسي التواصلي بتوصيات ومقترحات نجملها فيما يلي : مطالبة القطاع الوصي، قطاع الصناعة التقليدية، بإيلاء الأهمية للمنطقة سواء بدعم المشاريع والحرفيين أو بتقريب الدورات التكوينية لحرفي المنطقة وفتح الباب أمام الحرفيين للمشاركة في المعارض الوطنية والدولية. اقتراح السيد رئيس المجلس الإقليمي ذ عبد الله الغازي إعلان دائرة أنزي مجالا للتميز والنبوغ في مجال الحرف التقليدية، بالنظر لما تزخر به من حرف متنوعة ومتعددة قلما تجتمع في منطقة واحدة في عموم المغرب. اقتراح مبادرات لتحفيز الصناع والحرفيين المنخرطين في صون الحرف التقليدية وتأمين نقل المهارات والخبرات بين الأجيال، من قبيل إحداث جائزة وتحفيزات مختلفة. دعوة الحرفيين إلى التعاون والانتظام في إطار جمعيات وتعاونيات لضمان استفادتهم من مختلف المشاريع والبرامج الحكومية. خلق آلية لتتبع توصيات هذا اليوم في إطار جمعية كنوز للتنشيط الثقافي والسياحي. عن جمعية كنوز للتنشيط الثقافي والسياحي