تابعت تيزبريس ما وقع من تصدعات وتفتقات لمنزل أيقونة الفن الأمازيغي الرايس الحاج بلعيد والذي ينحدر من دوار أنونعدو بجماعة وجان، المنزل الذي سبق للعديد من الشخصيات الفنية والإعلامية والسياسية والثقافية والفكرية وغيرها وفي مناسبات عدة وبدونها زيارته والوقوف على مكان استلهام الفنان وتفتح عبقريته الفطرية في النظم والطرب والعزف والغناء. وبدا المنزل مثل كسرة خبز تم غمرها في ماء ساخن بحيث أضحى هش البنية متصدع الأركان لم يعد يتحمل المزيد من الضغط والثقل وقد عملت فيه نوائب الزمان ما عملت في ظل عجز الأحفاد عن توفير لقمة العيش فما بالك بترميم متحف أثري وذاكرة جماعية ذات بعد محلي ووطني، فهل سيكون الإهمال واللامبالاة مصيره كما حصل لمهرجانه الذي لم يستطع أن يتجاوز نسخته الأولى؟ وهل سيتم رد الاعتبار وتحويل المنزل لمحج من خلال اعتباره معلمة ثقافية وتاريخية مؤهلة لأن تكون محطة سياحية ونقطة جذب واستثمار؟ أم ستترك للتخريب والانهيار وتلقى مستقبلها المجهول كما وقع للعديد من المنشآت بجماعة وجان والإقليم بصفة عامة؟ لقد اعتنى السابقون بالفن وأهله والنظم ورواده وعرفوا قيمة الكلمة وأثرها على النفوس فاقتطعوا للرايس الحاج بلعيد مساحة من الأرض بداخل القصر الخليفي بتيزنيت تكريما وإعلاء لشأنه والقليلون لا يعرفون ذلك غير أن المنزل الذي بني عليها صارت له شرفة كبيرة بانهيار أحد جدرانه بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات الأخيرة التي عرفها الجنوب المغربي وبات سقفه والجدران الثلاثة الباقية على شفى الانهيار بعد أن اعترتها شقوق، ولم يتخذ في حقه لحد الساعة ما يلزم من تدابير وإجراءات رغم زيارة المسؤولين له لعدة مرات، فبالرغم من ضيق مساحته فلا زالت تسكن فيه أسر وتعيش فيه نفوس تنادي بتقديم يد المساعدة لها وتطالب المعنيين للتدخل العاجل من أجل إصلاح وترميم ما يمكن إصلاحه قبل فوات الأوان ويصبح المنزل أطلالا يتغنى بها الشعراء والموسيقيون. فيديو :