كباقي مختلف المناطق التي تعرضت لأضرار بالغة جراء التساقطات الأخيرة، شهد مقر قيادة إداكوكمار بمركز جمعة "اداوسملال" بدائرة أنزي إقليمتيزنيت يوم أمس عملية توزيع مساعدات انسانية على بعض المحتاجين المنتمين للجماعتين القرويتين "تيزوغران" و"اداكوكمار" التابعتين لنفوذ القيادة.تيزبريس كانت حاضرة منذ انطلاقة العملية بساعة حتى إغلاق باب مقر القيادة وعاينت مختلف الأطوار التي مرت بها العملية كما التقت بالعديد من النساء في وضعية هشة واجتماعية خانقة. فمع انتشار خبر توزيع المساعدات الإنسانية على تراب القيادة من قبل الساكنة، والذي لم يتم الإعلام به من قبل ممثلي السلطات المحلية بالدواوير من" مقدمين" و"شيوخ" على حد تصريح معظم النساء اللواتي التقت بهن "تيزبريس" ، حجت أعداد كبيرة من النساء إلى مقر القيادة وأول عملية تصادفهن هي التأكد من مدى وجودهن في اللائحة المعدة سلفا من قبل جهات مجهولة حسب تصريح أحد المقدمين بجماعة " اداكوكمار" ولذلك فالمحظوظات منهن استفذن من لتر من زيت خاص بالطبخ وستة لترات من الحليب المبستر وستة علب من السردين المعلب وعلبة شاي وخمسة كيلوكرامات من الدقيق وغطاء واحد، اما اللواتي لم يجدن أسماؤهن في اللائحة فقد وجدن صراخ المسؤولين في وجهن وفضل الكثير مغادرة المكان بعد قطعه مسافة كبيرة كما حدث لسيدة من دوار " باقا" بجماعة اداكوكمار التي اقشعر جسدها لصراخ مسؤول رفيع المستوى بقيادة اداكوكمار وانسحبت في الحال بخفي حنين بعد قرابة 25 كيلومتر من شد الرحال بحثا عن القوت.وفي نفس السياق عاينت "تيزبريس" حركة غير عادية لمجموعة من الأشخاص في محيط القيادة في حديث متواصل مع النساء غالبا ما أفضى إلى الحصول على الغنيمة، كما أكدت نساء حرمن من هذه المساعدات أن العديد تم اقحامه في اللوائح أثناء عملية التوزيع زكه تصريح لأحد الأفراد الساهرين على تنظيم العملية. ومن جانب آخر لم تخلو العملية من تسجيل أحداث انسانية مؤسفة، فقد خلقت خمسة سبع حالات من النساء بمرابطتها أمام مقر القيادة قرابة الساعة والنصف ورفضهن مغادرة المكان حتى يتم تسليم المساعدة إسوة بجاراتهن اللواتي فضلت بعضهن التضامن معهن والبقاء بجانبهن كما حدث لمحتاجة بداور " تيفرميت" ، وقد رابطت " تيزبريس" في الموقع وعاينت مستوى تعنت قائد قيادة اداكوكمار وإصراره على عدم تسليم العون لهذه الحالات امام أعين الناس و فضل الإكتفاء بالذهاب وتارة والمجيء تارة أخرى، وقد حاولت "تيزبريس" التدخل في الموقف الإنساني لكن ذلك بدون جدوى،وقد علمت" تيزبريس" بعد ذلك ان ذات المسؤول توصل بسيل من المكالمات في ما يخص الحالات الخمس المتبقيات في آخر لحظة، حيث غادرت اثنتان منهما المكان بسبب صعوبة سير الدابة في الظلام في اتجاه جماعة تيفرميت، ليرضخ في الأخير لمطالب المحتجات ويسجل أسمائهن في اللائحة ويتم نقلهن على سيارة خاصة بأفراد الحرس الترابي إلى مقر سكناهن، ليتبين بهذا الموقف ان العملية لم تكن منظمة بالشكل المقبول ولم يتم تسجيل كافة المتضررات رغم ان المؤونة كافية كما عاينتها "تيزبريس" بالمخزن المخصص لذلك بمقر القيادة. هذا، وقد التقت "تيزبريس" بالعديد من الحالات الإجتماعية من نساء آرامل يرعين عدة أطفال ومعاقين،ونساء في مستوى شديد من الفقر، كما تحدث "تيزبريس" مع اخريات يعانين من المرض وأخرى غاب عنها زوجها مدة طويلة بدون اخبار، وأخرى منع أبناؤها من الدراسة لعدم وجود شواهد الولادة كما حدث لإحدى السيدات بداور "تيفرميت"، إلى جانب وجود أخريات يشتكين من العنف وتسلط الرجال كما هو المثال لسيدة متقدمة في السن بدوار " اسكيوار" ، كما التقت بمختال عقلي بدوار "أكرض والوس" لم يستفذ من العملية… هذه الصورة كما عاينتها " تيزبريس" توحي بغياب وضعف برامج المجلسين القرويين لجماعتي"اداكوكمار" و"تيزوغران" وجمعيات المجتمع المدني للتصدي لحالات الفقر المدقع بتراب القيادة، كما توحي بغياب آليات النضال المستمر لمواجهة أساليب التحكم والإستبداد لبعض رجال السلطة بذات القيادة.