تقاطر المئات من المواطنين نهاية الأسبوع الماضي على مركز جمعة إداوسملال للإستفادة من قدوم مصلحة البطاقة الوطنية التابعة للأمن الوطني بتيزنيت، بهدف تجديد البطاقة الوطنية أو تغييرها من العادية الى البطاقة الإلكترونية و هي العملية التي كانت تتطلب سفرهم الى مدينة تيزنيت على بعد العشرات من الكيلومترات، عدد موظفي المصلحة البالغ ثلاثة استقروا بمكاتب قيادة إداكوكمار بوسط مركز جمعة اداوسملال، و استعانوا بعدد من المتطوعين لمساعدتهم أمام تلك الأعداد الكبيرة التي توافدت على المكان، رغم جهود التنظيم بتخصيص يوم السبت لساكنة إداوسملال و يوم الأحد لساكنة إداوبعقيل، إلا ان الإرتباك كان سيد الموقف حيث قدم المواطنون و المواطنات من مختلف الدواوير و المداشر و القرى المجاورة للمركز، تم تقسيم المواطنين الى طابورين كبيرين واحد للرجال و آخر للنساء، يتم إدخالهم للقيادة بالتتابع أمام الإكتضاض الكبير الذي عرفته ساحة مقر القيادة، كما ان إرجاع عدد من المواطنين الذين وجدت أظرفتهم ناقصة في الأوراق أو مبلغ الرسوم، بين 300 و 400 شخص توافدوا يوميا على المكان، حيث يتوقع أن يكون ما يناهز 800 شخص قد استفادوا من خدمات تلك العملية، و يقول مصدر ان أعدادا مماثلة مازالت لم تقم بتغيير البطاقة الوطنية، و أن غالبيتهم لا يستطيعون قطع 80 كلم الى مدينة تيزنيت لذلك، لأسباب عديدة أهمها ضيق حال اليد، كما قال مصدر من عين المكان للشبكة أن العشرات من المواطنات في إداوسملال وجدن صعوبة في الحصول على وسيلة نقل تنقلهن من مقر سكناهن الى مركز اداوسملال للإستفادة من العملية، و اضطررن الى الإنتظار لساعات طويلة بجوار الطريق، قبل أن يلجأن الى خدمات النقل غير النظامي، في ظل ندرة سيارات الأجرة و الحافلات، و هو ما يكشف العزلة التي تتعرض لها المنطقة و تمنع الساكنة من سهولة التنقل لقضاء مصالحهم المختلفة. كما يطالب بعض المنتخبين و السكان بالإسراع في افتتاح مركز الدرك الملكي بإداوسملال الذي تم بناؤه مؤخرا، و تمكين المواطنين من قضاء إجرائاتهم الإدارية و تجديد بطائقهم الوطنية به، و ألا يضطروا لقطع عشرات الكيلمترات من أجل ذلك حيث تعرف مدينة تيزنيت اكتضاضا في مركز مصلحة البطائق الوطنية بها. لكن ما ترك إنطباعا كبيرا لدى من حضروا تلك العملية خاصة النساء هو ما شهدته العملية من إكتضاض كبير و تدافع اضطر مسؤولي السلطة المحلية للتدخل لتنظيم الجموع، و قالت بعض الحاضرات بعين المكان للشبكة ان قائد إداكوكمار السيد بوشعيب البزراوي أثناء محاولته تنظيم صفوف المواطنات أمام مقر القيادة دفع إحدى النساء فسقطت أرضا، و تضيف المصادر ان المرأة أغمي عليها جراء سقوطها و سقط غطاء رأسها من “تدالت و أكنبوش''، قبل أن تسعفها بعض الحاضرات بالماء، و دائما حسب المصدر فقد عاد قائد إداكوكمار ليعتذر من المرأة و يطلب من الموظفين المشرفين على العملية بإعطائها الأولوية، و هو إجراء ساعد في التخفيف من حدة الغضب و الإحتقان الذي ساد بعد الحادث الذي أكد عدد من الحاضرين للشبكة انه لم يكن مقصودا كما أعطيت الأسبقية لكبار السن و النساء الحوامل كما ذكر أحد المصادر، و قد اتصلت الشبكة بعدة مصادر و شهود عيان فأكدوا لها وقوع الحادثة، و قد انتشرت أخبارها بسرعة في كل الدواوير و المداشر بإداوسملال و إداوبعقيل و هو ما خلف استياءا لدى نساء المنطقة خاصة ان المرأة تحضى بوقار و خصوصية تفرضها عادات و تقاليد المنطقة ذات المجتمع المحافظ، و طالبن ممثلي السلطة بالمنطقة باحترام خصوصية المنطقة التي يعملون بها. عن مدونة سملالة