مع انفراج الجو في سماء تافراوت هذين اليومين الأخيرين، انطلقت حركة الشاحنات بقوة وبحالة غير معهودة في اتجاه جميع أنحاء البقع التي تتراكم عليها الرمال بعد أسبوع ممطر وبشكل استثنائي ،وتعتبر تاهلة وأملن وتارسواط وتاسريرت وباشوية تافراوت أهم هذه النقط التي يتسابق عليها أرباب هذه الشاحنات. وقد عاينت "تيزبريس" العديد من الشاحنات التي لم تهدأ حركتها وتسابق الريح من أجل الظفر بكميات هائلة من الرمال التي تراكمت على طول المجاري المائية بعد فترة من الخصاص الكبير الذي عرفه التزود بهذه المادة الأساسية في مجال البناء، إذ يرغب أصحابها خزن أكبر عدد من الكميات وتسويقها طبعا بأثمنة "منطقة تافراوت" الملتهبة كالمعتاد وعلى جميع الأصعدة، يقول احد المستهلكين بباشوية تافروات. الحركة الدؤوبة لهذه الشاحنات يرجعها العدد من المتتبعين إلى كون أصحابها يستغلون الفرصة لإنشغال الهيئات المسوؤولة عن مراقبة العملية هذه بمخلفات الأمطار الأخيرة والأضرار التي خلفتها وذلك للملمة جراء المتضررين، كما يرجعها البعض إلى الفراغ وعدم تطبيق القوانين الجاري بها العمل من قبل المجالس الجماعية في هذا الشأن من اجل تنظيم العملية على الوجه الصحيح مما يمكن من استفاذة خزينة الدولة من موارد إضافية وهامة تعود على النفع على الساكنة، طالما أنها في الواقع الحالي تدخل جيوب المسؤولين ومنذ زمن بعيد. ومن جهة ثانية يؤكد أحد أرباب هذه الشاحنات أن بعض الجهات المسؤولة لا تريد تنظيم هذا المجال وترغب فقط في إبقائه على هذا المستوى مما يعرضهم دائما للإبتزاز والمساومات في كثير من الأحيان على حد تعبير ذات المتحدث. وفي نفس السياق عمدت بعض الجمعيات ببلدية تافراوت إلى إجراء اتفاق والتزام من أجله يقوم رب الشاحنة بتخصيص دعم محدد للجمعية مقابل استغلاله لرمال بقعة ما،وهي خطوة تعتبرها العديد من الجمعيات مشجعة. يذكر أن القانون الجبائي للجماعات المحلية يخول لها استخلاص رسوم عن استغلال رمال الأودية والمجاري المائية بشروط محددة، لكن التساؤول يبقى مطروحا: كم من مجلس جماعي بباشوية ودائرة تافراوت يفعل هذا الإستحقاق والذي يذر بعض المداخيل لميزانياتها قد تكفي على الأقل لسد فاتورات الوقود المخصص للرحلات المككوية لمسؤوليها؟