مقارنة بغيرها في الإقليم ، تظل أولادجرار بساكنتها التي تناهز 20 ألف نسمة ، على رأس المناطق الشبه القروية الآهلة الممانعة للفياضانات بحكم بنياتها المورفولوجية ، ومعطياتها الجغرافية التي تجعلها شبه منبسطة ومفتوحة على منحدر سهلي واسع في اتجاه معاكس للحواجز الطبيعية المتمثلة أساسا في الجبال . ويبقى الأهم في كل هذا ، أن بني جرارة منذ اختيارهم التاريخي الاستقرار بهذه الرقعة ، أبدوا خصاما تاريخيا مع المحاور الفيضية المتمثلة أساسا في البقاع الوطئة ، وأحواض المنخفضات التي رفضوا التطبيع معها لتظل مخصصة لديهم للنشاط الزراعي بنوعيه المسقي والبوري .الأمر هذا جعل غالبيتهم يتوزعون في شكل تجمعات سكنية على الهضاب والمناطق المطلة على المنحدرات والتي تعرف محليا ب ( دراع ) .وهي كلمة تحمل من المعاني والدلالات ما يجعلنا نؤولها اختصارا بالقدرة على التصدي والممانعة سواء ربطناها بمفهوم الذرع أو الذراع . غير أن هذه القاعدة ذات العمق التاريخي والديموغرافي ،والتي ظلت لحقبة زمنية مهمة ، موجها قويا للتوسع السكاني في المنطقة عرفت انكسارا لافتا خلال لحظتين تاريخيتين بارزتين بفعل موجات الهجرة والنزوح التي استهدفت المنطقة . الأولى : وتهم منطقة الركادة المحدثة تاريخيا بداية القرن الماضي على أثر اكتشاف العين المائية الجارية حاليا ، حيث عمَرها حشد من الأسر الوافدة التي استقرت بذلك المنخفض الأرضي ، والتي اشتغل معظم أفرادها حينها كفلاحين مساعدين وخماسين للمالكين الأصليين بهذا المجال السقوي الفتي . الثانية : وتعرف انطلاقتها مع منتصف العشرية الأولى من الألفية الثانية ( تقريبا 2006 ) عقب انفجار البناء العشوائي خاصة في اتجاه وادي أدودو والمناطق الفيضية المتاخمة له والمفتوحة على مركز الودادية .وذلك بعد أن طفحت على الواجهة نخبة من السماسرة ومحترفي الريع العقاري الذين يتاجرون بالرغبة الجامحة للوافدين في الاستقرار والسكن عبر إقامة التجزءات السرية بكيفيات متجددة يظل الثابت فيها موضوع الشواهد الإدارية . الأمر هذا ولا شك ، سيجعل المنطقة في ظل الإيقاع المتزايد للظاهرة تلك تحت سياسة ( عين شافت أو عين ماشافت ) وبمباركة من مهندسي خزانات الأصوات الانتخابية بها ، مفتوحة على توقعات وأحداث مستقبلية ، سنتمنى فيها متى تقلع السماء ومتى تبلع الأرض ماءها في غياب لبالوعات الصرف وحضورلتصريف الأفعال في المستقبل .