في كل صباح أزيد من 200 مهني الصيد بالقصبة يتوافدون على منطقة إيصوح التابعة لجماعة اثنين أكلو بإقليم تزنيت , بعضهم على متن دراجته النارية و آخرين بدراجة هوائية أما البعض فيكتفي مشيا على الأقدام لأزيد من أربع كيلومترات .كل واحد منهم يتجه نحو غرفته و هي عبارة عن كهوف محفورة في الصخور يضعون فيها معدات الصيد الخاصة بهم و يغيرون ملابسهم استعدادا ليوم كامل تحت حرارة الشمس . بعد تهيئ القصبة يصطفون الواحد تلو الأخر فوق الصخور , سمر البشرة رديئي الثياب , وعير بعيد عنهم مجموعة من النساء منهمكات في جمع فواكه البحر , يرمون تلك الخيوط الشفافة في البحر و كل واحد ينتظر حضه متى تتقوس قصبته التي تغمره فرحا بعد اصطياد السمكة الأولى و يتجه بها إلى الميزان لمعرفة كم ستجلب له من المال ليعيل به عائلته . وبحكم أن المنطقة معروفة بهدوئها و بمناظرها الخلابة,يتوافد إليها عدد كبير من الزوار من جل أنحاء المملكة وهم هواة الصيد بالقصبة ,لكنهم يستغلون المكان بشكل سلبي إذ أنهم حولوا المنطقة إلى مزبلة برمي النفايات و القارورات في كل مكان رغم وجود مجموعة من اللوائح الخشبية المشيرة للنظافة و توزيع مجموعة من القمامات في أغلب الأماكن ,ما يؤثر سلبيا على نفسية القصابة بحيث لا يشعرون بالراحة أتناء مزاولتهم لعملهم بسبب الرائحة الكريهة المنبعثة من تلك النفايات , و كدالك بسبب فزع الأسماك ب الأكياس البلاستيكية المرمية في مياه البحر . ومن جهة أخرى ,تأتي قوارب الصيد من نواحي أكلو و أكادير يزعجون صيادي القصبة برمي شباك الصيد بالقرب من الصخور إذ أنهم لا يحترمون المسافة المحددة من طرف مندوبية الصيد البحري و المحددة في ثلاثة أميال وذالك في التسعينيات من القرن الماضي .و بالتالي يحرمونهم من الصيد بجمع الثورة السمكية الموجودة قرب الصخور, و يرجعون إلى بيوتهم في المساء خاوي الوفاض ,ما يهدد استقرارهم الاجتماعي و الاقتصادي. وحسب ما جاء على لسان رئيس جمعية إيصوح لمهني الصيد بالقصبة و المحافظة على البيئة أنهم قاموا بمراسلة عدة مرات مجموعة من الإدارات المعنية لإيجاد حلول لهده الظاهرة و التي من بينها مندوبية الصيد البحري بأكادير و المكتب الجهوي للصيد البحري و القائد الإداري لجماعة اثنين أكلو ,لكن لم يتوصلوا بأي رد فعل,لتستمر معاناتهم في عالم لا يتوفرون فيه لأدنى شروط الحياة .