بعد تعميم الخبر على مختلف وسائل الاعلام الوطنية والمحليةقامت فرقة من الضابطة القضائية والشرطة العلمية بزيارة لمركز المحول الكهربائي الذي تعرض للتخريب والسطو وبفتح تحقيق لمعرفة ملابسات الهجوم الهمجي على أملاك الدولة على الساعة الرابعة زوالا من مساء يوم الثلاثاء 01 مارس 2014، وقد حضرت جمعية بييزاج للبيئة باكادير بعدما بلغ إلى علمها وصول سيارات تابعة للمكتب الوطني للكهرباء وبعض العمال والموظفين الذي يشتغلون على قدم وساق قبل غروب الشمس لإصلاح الأبواب وإعادة تلحيمها مع الجدران، وقد استفسرت جمعية بييزاج عن هذا السلوك الهمجي والوحشي الذي تتعرض له أملاك الدولة التي تنجز من ضرائب المواطنين في التجهيز والبنيات التحتية الاساسية، كما دخلت إلى قلب المركز التحويلي لتكتشف هول ووحشية لصوص الأسلاك الكهربائية الذين اتلفوا التجهيزات وسحبوا أسلاك الكهربائية من أماكنها المثبتة فيها، وكسروا كل شيء من أجل اقتلاعها من جذورها، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل قام اللصوص بحفر الأرض بين الأعمدة الكهربائية في الشارع وسحبوا الأسلاك الكهربائية واحرقوها بغية عدم التعرف عليها، وكل هذه العمليات تتم في جنح الليل وقد اخبرنا احد الموظفين والعمال المكلفين بالصيانة،ان العديد من المراكز والمحولات بالمنطقة تعرضت أبوباها للتكسير والإتلاف وسرقة الكابلات النحاسية منها ثلاث مراكز تحويلية أتلفت عن بكرة أبيها بالحي المحمدي، كما علمنا كذلك أن العديد من الأحياء باكادير تعاني من ظاهرة سرقة الأسلاك الكهربائية بكل من فونتي العليا وهي تجزئة سكنية جديدة التي تعرضت محولات ومركز فيها للسرقة، أما حي تدارت بانزا العليا فقد سرق بكامله من الكابلات النحاسية وتعرضت فيه التجهيزات العمومية للسرقة والإتلاف، بل امتدت السرقة كذلك لأعمدة الكهربائية ببعض الأماكن القليلة الحركة حيث يتم تكسير سدادات الأعمدة ويتم جر الكابلات قبل اشتعال مصابيح الأعمدة الكهربائية للشوارع خلال الليل مما يغرق احياءا بعينها في الظلام، وقد صرح لنا مصدر موثوق بان الظاهرة تكاد تكون وطنية وليست محلية فقط، وأمام هول الفاجعة التي تكبد شهريا مالية الدولة عشرات الآلاف من الدراهم بالاظافة إلى نوع من الانتقام والسيبا التي تتعرض له الأملاك العامة بات ضروريا التفكير في إجراءات زجرية لكل السلسلة الإجرامية التي تنشط في هذا المجال ابتدءا من اللصوص ونهاية بتجار الخردة الذين يضبطون متلبسين بشراء تجهيزات الدولة وهناك حديث عن لجوء اللصوص والمجرمين إلى التضليل عبر إذابة النحاس من محتوياته والاحتفاظ فقط بالأسلاك، وعيله فحجم الدمار والتخريب للممتلكات العامة الكهربائية باكادير يفوق التوقعات والظاهرة أصبحت مقلقة وطنيا وأمام هذه الظاهرة الأخذة في التطور والانفلات يقتضي الأمر المزيد من الإجراءات الرادعة والصارمة وتعزي اليقظة بإشراك المجتمع المدني والمواطنين عبر التبليغ عن هذه الآفات الجديدة التي تنخر جسد المجتمع والتنمية وحماية الملك العام والبيئة الحضرية. رشيد فاسح