كثيرا ما نسمع عن أشخاص يحفظون كتاب الله كاملا ، وهذا أمر مبهر وأحيانا ما يكون هؤلاء الأشخاص من الأطفال صغار السن وهذا ما يجعل الأمر أكثر إبهارا وتميزا ، ولكن هنا الوضع اقرب إلى المعجزة منه إلى الواقع فخالد طفل صغير لم يتجاوز الثمانية أعوام ، يعاني من التخلف العقلي ، وضمور في المخ ، ويصاب بتشنجات من وقت إلى أخر ، لا يتقن الكتابة والقراءة ولم يرتاد مدرسة قط ، برغم ذلك فانه حافظ لكتاب الله كاملا بالتجويد والسبع قراءات . الطفل موسى بدا بحفظ القران الكريم ، منذ أن كان في الرابعة من عمره حيث لاحظ ذويه وجدته بالأخص حفظة لآيات من سورة الكهف والواقعة كأول كلمات ينطق بها ، قبل كلمة ماما وبابا كأي طفل أخر . كان خالد وبسبب إعاقته لا يذهب للمدرسة ولا يخرج للعب مع الأطفال خارج المنزل من ما يدفعه لقضاء ساعات طويلة بجوار جدته ، والتي بدورها لاحظت سكون خالد وإنصاته للقران عندما تقوم بفتح التلفاز فاخذ خالد يسمع القران ثم يتلوه غيبا لها ، حتى أتم حفظة لكتاب الله بهذه الطريقة . خالد وكغيره من ذوي الاحتياجات الخاصة في قطاع غزة ، لم يحصل على أي اهتمام أو عناية أو حق من حقوقه ، فكان الهم الجديد لوالديه بعد معرفتهما بإعاقة ابنهما ، ألا وهو رفض المدارس الحكومية استقبال خالد بسبب تخلفه العقلي ، وفي نفس الوقت لا يوجد مكان مخصص لاستقبال خالد وتأهيله من جميع النواحي الصحية والنفسية والتعليمية في قطاع غزة.