تقبل الأسر المغربية بشكل كبير في الآونة الأخيرة على تسجيل أبنائها في عدد من مراكز تحفيظ القرآن الكريم وتعلم قواعد تجويده وترتيله، هذا الإقبال ساعد في ترسيخه وانتشاره وجود عدد من الجهات التي فتحت أبوابها لاستقبال الأطفال الصغار وتحفيظهم القرآن الكريم، هذا ويعتبر عدد من الآباء أن دفع أبنائهم لحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة سيساعدهم على حسن تربيتهم على قيم القرآن الكريم، وسيقلل من تأثير عدد من منافذ السوء التي تأتي على المجهودات التربوية للآباء والمدرسين. تجاوز عدد الكتاتيب القرآنية حسب معطيات مديرية التعليم العتيق التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تجاوز 300 ألف كتاب، كما تقول الإحصائيات بوجود أزيد من 40 دارا للقرآن الكريم تهتم إلى جانب تحفيظ القرآن الكريم بتدريس العلوم الشرعية، هذا إضافة إلى الجمعيات المتخصصة في تحفيظ القرآن وجمعيات أخرى مدنية تمارس انشطة لفائدة الأطفال ومنها تحفيظ القرآن الكريم بفتح نادي ضمن هياكلها التنشيطية يشرف عليه فقيه أو حافظ لكتاب الله، وتستقطب هذه المراكز الأطفال المغاربة الذين يرغبون في حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، وبسبب تعدد هذه الواجهات التي تساهم في نشر ثقافة القرآن الكريم فإنه من الصعب العثور على إحصائيات مؤكدة حول عدد الأطفال المنخرطين في حفظ القرآن الكريم. حرص الآباء السيدة رجاء إعلامية تحرص على تعليم أبنائها القرآن الكريم، وتقول إنهم بتحفظهم للقرآن الكريم يتعلمون أيضا القيم التربوية القرآنية، رجاء وبسبب التزاماتها العملية التي لا تسمح لها بإرسال أبنائها إلى جمعية أو دار القرآن فإنها تستقبل في بيتها مرتين في الأسبوع المعلم الذي يقوم بتحفيظ أبنائها القرآن الكريم في البيت. وتضيف بأنها تحرص على أن يراجع أبناؤها ما حفظوه خلال باقي الأيام كما أنها تنظم حفلة لهم كلما أنهوا حفظ حزب من القرآن الكريم. السيد (عبد العزيز. ر) يرسل ابنه ليحفظ القرآن في مدرسته الخاصة التي افتتحت منذ سنة ناديا لحفظ القرآن الكريم يستقبل التلاميذ الراغبين في حفظ القرآن مساء كل أربعاء. يقول عبد العزيز ل ''التجديد'' إنه يرجو أن يحفظ ابنه القرآن الكريم ويسعى لتحبيب ذلك إليه حتى ينال ابنه فضل حفظ القرآن الكريم وحتى يصيبه هو أيضا جانب من هذا الفضل. من جهتها اختارت فاطمة وهي موظفة أن ترسل ابنها إلى إحدى الجمعيات في الرباط التي تهتم بتحفيظ القرآن للأطفال الصغار، وهكذا يذهب ابن فاطمة مساء كل أربعاء وسبت إلى الجمعية التي افتتحت ناديا لحفظ القرآن الكريم وهو جزء من أنشطتها التربوية الموجهة لعموم أطفال مدينة الرباط، تقول فاطمة إنها تحاول قدر الإمكان ملء أوقات فراغ ابنها بكل ما هو مفيد له حتى لا يكون عرضة لأصدقاء السوء وللهوايات السيئة، وتضيف أنها إلى جانب تسجيله في نادي حفظ القرآن الكريم بالجمعية فإنها ترسله أيضا إلى أحد النوادي الرياضية لممارسة رياضة الكاراتيه. جمعيات تفتح أبوابها للقرآن لم يعد المسجد والكتاب ودار القرآن هو المكان الوحيد الذي يرتاده الأطفال لحفظ القرآن الكريم بل دخلت الجمعيات على الخط وبدأت تتجه لافتتاح نوادي تحفيظ القرآن الكريم وخاصة الجمعيات التي تنشط في مجال الطفولة، حيث تعتبر تحفيظ القرآن الكريم واحدة من الوسائل التربوية، جمعية العمل الاجتماعي بالرباط والتي تأسست سنة 1992 افتتحت نادي القرآن الكريم سنة 2003 ومنذ ذلك التاريخ والإقبال على النادي من قبل الأطفال يتزايد حتى أنه يبلغ سنويا 100 طفل تتراوح أعمارهم ما بين 3 سنوات إلى 13 سنة، ومنذ انطلاق الموسم الجمعوي لهذه السنة تسجل قرابة 60 طفلا في هذا النادي. وحسب توضيحات إحدى عضوات الجمعية ل''التجديد'' إن النادي يعتمد في تحفيظ القرآن الكريم على برنامج تعليمي تربوي يسمى ''نور البيان'' وهو برنامج حسب المتحدثة يؤهل الطفل للتحلي باليداب الإسلامية من خلال القرآن الكريم والسنة ويدفعه للتفوق الدراسي واكتساب مهارات الحوار. وتشير المتحدثة إلى أن النادي يقوم إلى جانب تحفيظ القرآن الكريم بتقديم مجموعة من المواد التربوية للاطفال منها الاحاديث النبوية وقصص القرآن الكريم والاناشيد التربوية، هذا ويهدف برنامج ''نور البيان'' إلى إتقان القراءة بالاعتماد على التهجي بواسطة حاستي السمع والبصر وتنمية الملكات العقلية والروحية والجسمية. وتقول الفاعلة الجمعوية إن الأسباب التي تدفع الآباء إلى تسجيل أبنائهم في النادي مختلفة أهمها حفظ كتاب الله تعالى لما يدركون من فضل ومكانة ينالها الحافظ في الدنيا والآخرة إلى جانب أن العديد من الآباء يعتبرون أن دفع أبناءهم لحفظ القرآن سيبعدهم عن طريق الانحراف. أما جمعية العهد الجديد للتنمية الاجتماعية بإنزكان فقد تأسست سنة 1983 لغرض تحفيظ القرآن الكريم والتجويد وكان اسمها جمعية دار القرآن الكريم لكن بعد ثلاث سنوات تطور عملها وبدا يشمل مجالات محو الامية والنشاط الثقافي والتربوي، ثم أسست الجمعية نادي القرين الكريم بهيكلة واضحة واهداف مسطرة، يقول رئيس الجمعية الحسين فرحت في اتصال ب ''التجديد'' إن المستفيد من جمعية العهد الجديد يترواح ما بين 20 و 30 طفلا ويافعا تتراوح أعمارهم ما بين 8 و 16 سنة، ويخصص النادي حصتين في الأسبوع لفائدة المستفيدين، الحصة الأولى مخصصة للحفظ والحصة الثانية مخصصة لتعليمهم قواعد التجويد. أما بالنسبة للطريقة التي يعتمدها المعلمون في نادي القرآن الكريم بجمعية العهد الجديد، فهي الطريقة التقليدية، حسب فرحت، وهي طريقة ''الترديد'' حيث يقرأ المعلم آية من القرآن ويردد المستفيدون وراءه، وهكذا إلى أن يحفظوا الجزء المخصص في الحصة، كما أنهم يقومون أحيانا بتحديد الجزء المطلوب حفظه ويقوم المستفيدون بحفظه في بيوتهم ويتم تخصيص الحصة للاستظهار والتصحيح.