يعتبر ما يصطلح عليه بمهرجان تملالت الفني السنوي من المواعيد السنوية التي ينتظرها جزء من ساكنة جماعة أربعاء الساحل بإقليم تزنيت بفارغ الصبر نظرا للصيت الذي اكتسبه في السنوات الأخيرة لدى فئات عريضة من الجمهور الساحلي في الداخل والخارج بالنظر إلى قيمة الفنانين المشاركين . فإذا كان من حق السكان وضيوفهم بهذه الربوع أن يحتفلوا ويروحوا عن أنفسهم بعد سنة من الكد والعمل فإن المثير للتساؤل والانتباه ويحتاج إلى التوضيح للساكنة المستهدفة وخاصة سكان دواري تملالت والبرج هو مصادر تمويل المهرجان وطرق تدبيره إداريا وماليا وما يزكي هذا المطلب هو أن القائم على هذا المهرجان والآمر والناهي في جميع أنشطته هو رئيس الجمعية المحلية للدوارين وممثلهما في المجلس الجماعي وعضو مجلس الجهة . هذا المطلب تلوكه الألسنة في الدوارين ولكن في صمت، وقد حان الوقت لتكون للقائمين على هذا المهرجان الشجاعة الكافية لإصباغ الشفافية على مصادر تمويله وأوجه صرف ميزانيته. قد يتساءل البعض : ما الذي دفع شخصا لا علاقة له بالمهرجان ولا يسكن في أحد الدوارين ولا ينتمي إلى الجمعية المنظمة أن يتحدث في الموضوع؟ هذا سؤال مشروع في حالة واحدة وهي أن يكون القائمون على المهرجان ديموقراطيين وواضحين وموضوعيين في صرف أموال يعتقد أنها أموال عمومية، لأن المستهدف عموم الساكنة والمال من المال العام والجمعية المنظمة هي مؤسسة ينخرط فيها عامة السكان من المنطق أن يتم إشراكهم في تسييرها وتدبير ماليتها بكل ديموقراطية . لكن السبب الرئيسي الذي دفعني إلى الكتابة في هذا الموضوع هو غيرتي على هذه المنطقة وحبي لها ولسكانها وغيرتي على الأموال الطائلة التي تصرف في هذا المهرجان في ظل انتظارات واسعة للساكنة ومشاكل لا تعد ولا تحصى. يعتبرالإحتفال والفرح في المناسبات المحلية والوطنية من التراث الأصيل الذي دأب عليه سكان البوادي والقرى المغربية وتأتي الحفلات والأعراس بعد نهاية الموسم الفلاحي وجمع المحصول الزراعي ، أما في الوسط المدرسي فتحتفل أسرة التعليم في المدارس والثانويات بنهاية الموسم الدراسي يتم فيه توزيع الجوائز على التلاميذ المتفوقين دراسيا والفائزين في مختلف المسابقات ، وتتم مناقشة قضايا التربية والتعليم في كل منطقة لاستشراف آفاق جديدة من أجل تطوير التعليم بها. لكن القائمين على مهرجان تملالت كل هذا لا يهمهم. فماهي مشاكل وحاجيات وانتظارات ساكنة هذه المطقة؟ وماهي أهداف منظمي مهرجان تملالت من استضافة فنانين بحجم فاطمة تبعمرانت ورقية الدمسيرية وأعراب أتيكي ومجموعة تكدة وآخرين؟ وماهي المشاكل التي يطرحها تنظيم هذا المهرجان في هذه البلدة الصغيرة؟ إذا كانت بلدة تملالت البرج قد استفادت كمثيلاتها بجماعة الساحل من عدة خدمات كالطرق والماء والكهرباء والهاتف النقال فإنها مازالت تعاني من عدة مشاكل ولسكانها انتظارات كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر : النهوض بأوضاع التعليم ، استكمال الشبكة الطرقية، شبكة الماء الصالح للشرب، محاربة الفقر، محاربة بطالة الشباب، محاربة الأمية وتأهيل المرأة... في ظل هذه الإنتظارات وغيرها هل يعلم القائمون على هذا المهرجان وهم يستضيفون فاطمة تبعمرانت ورقية الدمسيرية وأعراب أتيكي ومجموعة تكدة وآخرين ويصرفون أو يساهمون في تلقيهم عشرات الآلاف من الدراهم أنهم يرقصون على مشاكل المواطنين بهذه الربوع وهل تعلمون يا سادة أن : * تلاميذ تملالت البرج بالثانوي الإعدادي والتأهيلي يقضون الساعات الطوال تحت حر الشمس ورحمة المطر في الطريق من وإلى الثانوية على أقدامهم وفي أحسن الأحوال على الدراجات الهوائية ، فهم بحاجة إلى سيارة للنقل المدرسي . * تلاميذ تملالت البرج في بعض فترات السنة بالتعليم الإبتدائي لا يجدون حتى أقلام الرصاص بسبب فقر أسرهم فالأحرى بكم أن تلتفتوا إليهم. * شباب تملالت البرج ينتظر منكم حلولا لمشاكلهم سواء في المدارس أو في الثانويات أو في الجامعات أو حتى بعد التخرج في إطار الحوار والنقاش الجاد مع مختلف الفاعلين. * فتيات ونساء تملالت البرج يحتجن إلى تأهيل وتكوين ومصاحبة لملء فراغهن القاتل بأنشطة مدرة للدخل وأنشطة توعوية وتحسيسية في مجالات عدة. فجزء غير يسير من الأموال التي تصرف في هذا المهرجان الذي لا يخلف شيئا ولا يسمن ولا يغني من جوع يمكن أن تصرف في الإستجابة ( أو على الأقل تساهم) لانتظارات الساكنة. وسيسيجل لكم التاريخ أية التفاتة في هذا الشأن. إذا كانت من حسنات لهذا المهرجان أنه يساهم في جمع الأسر الساكنة بعائلاتها خارج البلدة وتمتين الروابط العائلية فيما بينها فإنه في نفس الوقت يساهم في إثقال كاهل الأسر الفقيرة بأعباء مادبة إضافية أثناء استضافة عائلاتها. قد يقول المنظمون أن هذا المهرجان يأتي في إطار الإحتفال يمناسبة عزيزة على المغاربة وهي مناسبة عيد العرش المجيد لكنهم في الحقيقة يفرغون هذه الحفلات من محتواها . لماذا؟ لأن كل من التقيته ذاهبا أو راجعا من السهرات يقول أنه ذاهب أو راجع من المهرجان الفني وليس من حفلة عيد العرش. يعتبر الشق الرياضي المتمثل في دوري كرة القدم من بين أهم أنشطة هذا المهرجان والذي دأبت الجمعية المحلية للدوارين تنظيمه خلال هذه الفترة من السنة ويجدر القول أنه يمكن أن نتحدث عن كل شيء في هذا الدوري إلا عن الرياضة وكرة القدم لما يعرفه من فوضى وعراك وخصومات وصراعات يبدو أنها متوارثة وكل ذلك راجع إلى عدم أهلية اللجنة المنظمة لتنظيم مثل هذه الأنشطة لما لها من تاريخ أسود في هذا الميدان. فأغلب أعضائها لاعبون قدامى للفريق المحلي تشهد الوقائع السابقة أنهم كانوا سببا في إفساد العديد من الدوريات الرياضية التي كانت تنظم في مركز الجماعة ونجحوا فعلا في توقيف تنظيمها بعين المكان بتواطؤ مع البعض وبدعم من أطراف تصطاد في الماء العكر من خلال ممارسات لا تمت للرياضة وللروح الرياضية بصلة. أما عن أهداف القائمين على هذا المهرجان من جلب هذه الأموال وصرفها في أمور لا تعود بالنفع على الساكنة أترك للجمهور المحلي أن يستخلصها وله أن يقيم التجربة وسيأتي يوم يقول فيه لهؤلاء المسؤولين الذين ليسوا في مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم العبارة الشهيرة : ارحل في الأخير أتمنى يتلقى المعنيين بالأمر هذه الصيحة بصدر رحب وأن يقبلوا هذا النقد النابع من قلب غيور ومحب لهذه المنطقة ولسكانها، وأن يلتفتوا إلى المشاكل الحقيقية للساكنة ويعملوا على حلها قدر المستطاع، حينذاك يحق لنا ولهم جميعا أن نحتفل... ولكم واسع النظر. محمد أبروج * أضف جديد * بحث معلومات المرسل: الاسم: البريد الالكتروني: الموقع الالكتروني: تعليق: العنوان: كود UBB: التعليق: كلمة التحقق المرجو إدخال الأحرف الموجودة في الصورة. Joomla components by Compojoom