ظهر بإقليم تيزنيت، خلال الشهور الأخيرة، مرض اللسان الأزرق، الذي يسمى بالإنجليزية (Blue Tongue)، وهو مرض وبائي يصيب الأغنام، ويسببه فيروس ينتقل عن طريق الحشرات، خاصة البعوض. وحسب المعلومات التي توصل بها موقع تيزبريس، أن الشهور الأخيرة منذ أواخر ماي إلى بداية غشت 2013، شهد ظهور عشرات الحالات لمرض اللسان الأزرق، بدائرة تافراوت بالإقليم، وفي السنة الماضية ظهرت حالات أخرة بنواحي جماعة وجان التابعة لدائرة تيزنيت وأخرى بالجماعة القروية أيت احمد، قبل أن يصيب ما يقارب عشرة رؤوس من الأغنام وسط قطيع لأحد الرحل بجماعة وجان والذي يملك ما يناهز 300 رأس غنم. وأضافت مصادر ذاتها أن المصالح البيطرية بالإقليم لقحت، منذ أواخر ماي الماضي إلى بداية غشت المنصرم، ما يقارب 30 ألف رأس غنم. وأضاف مسؤول طبي أن هناك مجموعة من الإجراءات يتم اتباعها في هذا الصدد، أولا المعاينة السريرية ثم أخذ عينات من الدم، ثم إجراءات تحليلات بالمختبر العمومي البيطري بأكادير، وبناء على نتائجها يتم التدخل بالتلقيح. أعراض مرض "اللسان الأزرق": اكتُشِف المرض لأول مرة في جنوب إفريقيا غير أنه انتشر إلى بلدانٍ عديدة بانتقال الفيروس المسبِْب له من جنوب البحر المتوسط إلى شماله في أواخر التسعينات. وفي المغرب، ظهر المرض لأول الأمر بالمنطقة الشرقية سنة 2007، إذاك قامت وزارة الفلاحة بحملة قوية للتعريف بخطورة المرض وسط الفلاحين والمهتمين. ينتقل مرض اللسان الأزرق عبر البعوض الماص للدماء أو مفصليات الأرجل، فهو ينتقل عن طريق الدم ولا ينتقل بالتماس المباشر. فخلال فترة الحضانة التي تدوم من 6 إلى 8 أيام، تحدث حمى بسيطة مع احتقان شديد للغشاء المخاطي للفم ونزيف وقرحات على الشفاه واللسان والوسادة السنية والذي يترافق بسيلان لعابي غزير ذو رائحة كريهة. كما يلاحظ ارتفاع درجة حرارة الحيوان المصاب وإصابته بالخمول وفقدان الشهية وزيادة إفرازات الأنف واللعاب، وهذا يؤدي لتكوين القشور الجافة بمقدمة الفم والأنف مع التهاب الغشاء المخاطي للفم واللثة واللسان وتكوين البقع النزفية التي تتحول لبقع زرقاء، وقد يصاب الحيوان بإسهال مدمي وانتفاخ الرأس وآلام العضلات، وتؤدي هذه الأعراض مجتمعة في الحالات الحادة إلى ظهور اللسان بلون أزرق وصعوبة في المشي والإجهاض والتهاب الرئتين والعينين. تدخل المصلحة البيطرية بتيزنيت: أكد مصدر طبي أنه فور إخبار مالك الأغنام للمصالح المختصة بخبر وفاة بعض الرؤوس، ينتقل الأطباء والتقنيون إلى عين المكان ويفحصون الأغنام والمعز الموجود بالحظيرة المستهدفة وكذا الحظائر المجاورة، ثم تعزل الرؤوس المريضة وتقتل تجنبا لانتقال المرض إلى باقي الرؤوس وتدفن مع تغطيتها بمادة الجير لضمان عدم تسرب الفيروس عبر التراب، وتخبر بعد ذلك الوزارة الوصية والسلطات الإقليمية. ثم يلقح الأطباء ما تبقى من رؤوس الأغنام بلقاح ضد مرض اللسان الأزرق (لقاح واحد يكفي حيوان واحد لمدة سنة). كما تقوم المصلحة برش المبيدات القاتلة للبعوض على المياه الراكدة المتواجدة بالقرب من الحظيرة المتضررة. وأضاف المصدر ذاته أن الدولة تعوض ماديا الفلاحين المتضررين حسب عدد رؤوس الأغنام المقتولة، إذ يدفع التعويض محليا وفي حسابهم الخاص. وأردف قائلا أن كل هذه الإجراءات القانونية والتنفيذية أو ما يسمى بلغة البياطرة، "الشرطة الصحية البيطرية"، خاضعة لقرار عاملي في الموضوع. وحول خطورة المرض على الإنسان، أكد مصدر طبي بالمديرية الإقليمية للفلاحة بتيزنيت أن المرض لا ينتقل إلى الإنسان ولا يشكل خطرا على مستهلكي لحوم هذه الحيوانات. من جانب آخر، أرجع المسؤول ذاته سبب انتشار المرض بالإقليم إلى تواجد أعداد كبيرة من الرحل الذين حلوا بمختلف مناطق الإقليم بحثا عن العشب والماء، إذ شهد الإقليم، أكبر هجرة للرحل. وأضاف المسؤول ذاته أن البعوض أو الناموس الناقل للفيروس يكثر على طول وادي أسكا بالقرب من سد يوسف ابن تاشفين (بوكرة) وبالمكان التي تتواجد فيها المياه الراكدة. الكاتب: إبراهيم أكنفار (GSM 0668699190 EMAIL : [email protected])