كشف مصدر من داخل المصالح البيطرية لوزارة الفلاحة ل التجديد أن ثمة أغناما أخرى، غير تلك المعلن عنها رسميا، يشتبه في إصابتها بداء حمى الزكام الحاد أو ما يسمى بمرض اللسان الأزرق Bluetongue، وذلك بعد ملاحظة أعراض للمرض عليها. ويأتي التصريح بعيد إعلان وزارة الفلاحة والتنمية القروية والصيد البحري الجمعة المنصرم أنه أحصي في مناطق متفرقة 28 مركزا للداء الحيواني لدى الأغنام كمدن إفران والخميسات وخريبكة، وهو داء شديد العدوى ينتقل من الأغنام إلى حيوانات أخرى، إلا أنه لا ينتقل إلى الإنسان. وأوضح المصدر نفسه أنه بعد الاشتباه في إصابة الغنم تؤخذ عينات من دمها لإخضاعها للفحص لدى المختبرات البيطرية، وأنه لا يمكن الإعلان الرسمي عنها إلا بعد ظهور نتائج التحليلات، ويعد المرض المذكور من الأوبئة شديدة الخطورة التي يلزم القانون بالمغرب الأطباء البياطرة الخواص والعموميين بالإخبار بها بسرعة لدى المصالح البيطرية العمومية. وأضاف المتحدث أن المرض الفيروسي الذي تنقله بعض الحشرات ظهر لأول مرة في المغرب، وهو ما جعل المتحدث يشدد على أن الداء أتى من خارج المغرب، وهو أيضا ما ذهبت إليه وزارة الفلاحة والتنمية القروية، التي قالت إن الأمر يتعلق بداء جوال أعلن عن وجوده في عدد من الدول كالجزائر وتونس وفرنسا والبرتغال وإسبانيا وبلغاريا وتركيا واليونان والولايات المتحدة وأستراليا وإفريقيا الجنوبية... ومن أعراض المرض الحمى وسيلان الأنف والفم والتهاب التجاويف الفمية والأنفية والعياء العام والهزال بفعل قلة الأكل، وظهور أورام على مستوى الرأس، ويبقى الداء في الغنم من يومين إلى أسبوع، وإذا لم تتم المعالجة تهلك الشاة المريضة. وقال المصدر نفسه إن وزارة الفلاحة والتنمية القروية بصدد تحديد نوعية الفيروس لإيجاد اللقاح المناسب، وذلك بعدما قامت بتعبئة لجنة جهوية ساهرة تتكون من أساتذة باحثين ومختصين في المختبرات وأطباء بيطريين يعملون لدى مصالح مركزية وخارجية، وقد اجتمعت اللجنة في 16 شتنبر الحالي لبحث الوضع الصحي الحيواني على المستوى الوطني، وانكبت على دراسة الإجراءات والتدابير الضرورية لضمان مراقبة المرض اعتمادا على قاعدة المعلومات الخاصة بالأوبئة، واستئناسا بتجارب البلدان التي تعرف انتشارا لهذا المرض، ويوما واحدا بعد الاجتماع، أعلنت المصالح البيطرية الوطنية رسميا عن الداء لدى المكتب الدولي الخاص بتسجيل النفوق الحيواني. وحسب قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء، فإن الوزارة اتخذت تدابير تجلت على الخصوص محاربة الحشرات الناقلة للعدوى، والقضاء على الجراثيم اللاصقة بجلد الحيوانات، وعزل الحيوانات المصابة وتعزيز المراقبة الصحية عبر التراب الوطني، مطمئنا في الوقت نفسه بأن الحالة الصحية للقطيع الوطني لا تدعو للقلق، بيد أن أحد الأطباء البياطرة أوضح لالتجديد أن ميدان الصحة الحيوانية للقطيع الوطني تعتريه بعض المشاكل لأن الدولة حسب قوله ورغم المجهودات التي تبذلها في هذا المجال، عاجزة عن القضاء على الأمراض الخطيرة التي تصيب الماشية، خاصة داء السل، الذي يعاني المغرب من ضعف مهول للقضاء عليه، ويكمن السبب، وفق تصريح المصدر ذاته، في هذا العجز إلى قلة الإمكانيات، وعدم القدرة على إحراق الماشية التي تصاب بداء خطير مخافة انتقال العدوى إلى القطيع الذي ترعى ضمنه، وذلك لأنها لا تستطيع تعويض الفلاح عما فقده. محمد بنكاسم