تضررت أغلب مناطق الجنوب الشرقي من انتشار ما يعرف بمرض المرارة الذي يصيب الماشية، مخلفا خسائر يومية كما أفاد بعض الكسابة سيما بمناطق معدر، ولمصارين، وتيكري، ولكليمينة، وعبو لكحل ... وتتجلى أعراض هذا المرض في الارتعاش وسيلان الفم بالماء، ووهن كبير يصيب الشاة التي تموت بعد مدة قصيرة من إصابتها بهذه الأعراض. كما تعاني المنطقة كذلك، من مرض آخر أقل خطورة يسمى الضلاع، يصيب أرجل الشاة فتجد صعوبة في المشي ومسايرة القطيع، ويتسبب المرض بدوره في نفوق الماشية. وذكر الكسابة، أنه رغم الشكايات التي تقدموا بها إلى مسؤولي المديرية الإقليمية للفلاحة وكذا المجلس القروي لجماعة بني كيل، إلا أن المشكل ما يزال قائما، حيث تنظم مديرية الفلاحة حملات لتلقيح الماشية من داء الطاعون انسجاما مع برنامج وطني لمكافحة هذا الداء الذي انتشر في مناطق كثيرة من المغرب. وذكر بعض الكسابة، أنهم قاطعوا حملات التلقيح ضد الطاعون احتجاجا على تجاهل مديرية الفلاحة لداء المرارة الذي قالوا إنه يحصد يوميا عشرات رؤوس الماشية، في حين تعطى الأولوية لداء تخلو منه المنطقة تماما لحد الآن. من جهة أخرى، أفاد بعض الكسابة أن مصالح الفلاحة والمجلس القروي لم يقوما بمعاينة المناطق المتضررة والبحث عن أسباب انتشارالأمراض المذكورة خاصة داء المرارة الذي ظهر بعد فيضانات الخريف الماضي، وإمكانية توسع رقعة المرض الجغرافية، علما أن الماشية هي المحرك الرئيسي لاقتصاد المنطقة. كما عبروا عن استيائهم من عدم توفير مصالح الفلاحة للأدوية لعدد كبير من الأمراض التي تصيب الماشية بشكل موسمي، وطرحوا علامات استفهام حول مصير الأدوية التي تتوصل بها مصالح الفلاحة أمام غلاء الأدوية المتوفرة، والتي تزيد من أعباء نفقات الكساب الذي يعاني ـ حسب قولهم ـ من غياب أي دعم أو تشجيع من قبل أصحاب القرار. من جهة أخرى، أفاد عبد العزيز الحسناوي، تقني بالمصلحة البيطرية بمديرية الفلاحة ببوعرفة، أنهم فعلا تلقوا شكايات كثيرة من الكسابة حول الأمراض المذكورة، وأن برنامج معالجة هذه الأمراض جاهز، لكنهم كانوا في انتظار انتهاء الحملة الوطنية ضد الطاعون والتي فوتت الوزارة المعنية أمر القيام بها للخواص، على أن تنتهي هذه العملية في 30 ماي، لتبدأ بعدها مصالح الفلاحة من 20 يونيو 2009 في تنفيذ برنامجها الذي يستهدف محاربة 3 أمراض، المرارة الطفيليات الداخلية والطفيليات الخارجية. لكن أعوان السلطة، حسب نفس المصدر، طلبوا تأجيل هذا الأمر إلى ما بعد الانتخابات الجماعية. وعن سبب عدم تدخل وزارة الفلاحة منذ بداية ظهور هذه الأمراض قال الحسناوي إن ذلك راجع الى عدم توفر الأدوية الكافية للقيام بذلك.