أعلنت المصالح الفلاحية والبيطرية بولاية تلمسانالجزائرية حالة استنفار قصوى ل«مواجهة تنقل عدوى مرض الطاعون المصيب للأغنام، بعد تأكد ظهوره بالأقاليم الشرقية للمملكة المغربية المتاخمة لتراب ولاية تلمسان الحدودية». وهكذا، قررت الجزائر إلغاء العطل السنوية لجميع البياطرة العاملين في إقليم ولاية تلمسان، لمواجهة الطاعون القادم من الشرق المغربي، «كما تم توجيه فرق عمل متخصصة إلى الشريط الحدودي لمعاينة الوضعية عن قرب»، حسب ما ذكرته بعض الصحف الجزائرية. كما ينتظر مسؤولو تلمسان وصول فرقة مختصة من وزارة الفلاحة، «تفاديا لانتقال الوباء الفتاك والخطير جدا الذي يقضي على الماشية في أجل أقصاه ستة أيام بعد إصابتها به»، حسب وصف وسائل الإعلام الجزائرية للمرض الذي يصيب الأغنام المغربية هذه الأيام، في الوقت الذي باشرت فيه المصالح المختصة الجزائرية «عدة إجراءات وقائية، من قبيل منع دخول أنواع الماشية، من ماعز وأغنام، من التراب المغربي المتاخم للأراضي الجزائرية عبر ولايتي تلمسان والنعامة، إضافة إلى مراقبة أسواق الماشية عبر الولاية عن كثب لتحديد المرض الخطير والكشف عنه في حينه». ووصفت إحدى اليوميات الجزائرية الإجراءات الأخيرة ب«استنفار عبر الحدود خوفا من انتشار طاعون الأغنام» الذي أكدت مصادر من مديرية الفلاحة الجزائرية أنه ليس هناك، إلى حد الآن أمصال أو أدوية لمواجهته، في حالة تفشيه على التراب الجزائري، «إلا أن الوزارة الوصية أعلنت، في هذا الشأن، عدم ظهور حالات مؤكدة، وأصدرت تعليمات توصي بالاكتفاء بالإجراءات الوقائية». وذكرت المصالح الفلاحية الجزائرية أن «ولاية تلمسان وحدها تتوفر على أربعين ألف رأس من الماشية، يتمركز أغلبها بالمناطق السهبية جنوب الولاية»، وأمرت هذه المصالح الفلاحين ومربي الماشية بضرورة «التبليغ عن أي حالة يشتبه في إصابتها بمرض طاعون الأغنام، والذي تتمثل أعراضه في سيلان العين والأنف وإسهال متواصل مصحوب برائحة كريهة». وفي الوقت الذي قامت فيه مصالح الفلاحة بالجزائر بإلغاء العطلة الصيفية لجميع البياطرة العاملين في إقليم ولاية تلمسان، فإن مختلف الأجهزة المعنية بقطاعي الفلاحة والداخلية بالمغرب لازالت تتكتم على وباء جديد هو عبارة عن طاعون يصيب الأغنام، لم يتم إيجاد علاجات نهائية له، فيما تؤدي الإصابة به إلى نفوق البهائم. التكتم ذاته يسود أوساط معظم الفلاحين. هذا في وقت تأكد فيه أن المرض الغريب أدى إلى أضرار لاتزال تتفاقم في صفوف بعض هؤلاء في العديد من مناطق المملكة. وقد سبق لوزارة الفلاحة المغربية أن قللت من تأثيرات «طاعون المجترات الصغيرة» على عيد الأضحى لهذه السنة، موضحة، على لسان جمال مالك، رئيس قسم البيطرية بها، أنه تم التحكم في بؤر المرض. المسؤول ذاته قال، في تصريح صحفي سابق، إن الطاعون يصيب فقط الأغنام والماعز دون باقي المواشي ولا ينتقل إلى الإنسان عبر الهواء أو اللمس أو حتى أكل اللحوم المصابة منها. وتضطر الوزارة إلى عزل أي ضيعة فلاحية عثر فيها على المرض ومنع دخول أو خروج الأغنام منها، نظرا إلى كون الطاعون معدياً، وينتقل بسرعة وسط الماشية. وفي تقديمه للأرقام حول انتشار الطاعون، اكتفى المسؤول بوزارة الفلاحية بالقول إن مصالح الوزارة التي يعمل بها أحصت إلى حدود 12 غشت الجاري، 98 بؤرة إصابة موزعة على 20 إقليما، ووصل العدد الإجمالي للحالات المصابة إلى 2901 رأساً، بينها 1440 حالة وفاة غالبيتها من الأغنام. وكانت منظمة الأغذية والزراعة الفاو قد حذرت من الأمراض العابرة للحدود، معتبرة أنها يمكن أن تنتشر بسهولة. منظمة الفاو أكدت أن عدم تطبيق تدابير المراقبة في الحدود في أي بلد، سيؤدي إلى عدم استقرار حالة أمراض الحيوان العابرة للحدود داخل الإقليم. وقالت المنظمة إن انتشار طاعون المجترات الصغيرة يزداد في إفريقيا وآسيا، وقد اكتشف مؤخرا في إيران والعراق والأردن والكويت ولبنان وعمان والسعودية والإمارات العربية المتحدة واليمن.