إلى أطفال الحجارة تحت الحصار والقنابل.. عذرا! آسفون حقا لأننا عاجزون مستضعفون مقهورون مستعبدون ضعفاء مذلولون… كبار نحن في الهزيمة..صغار الشوكة والشكيمة..طاعنون في السن..خائفون على السنين..سقطت أسناننا من علك الكلام والثرثرة في زمان الهرولة والمهرولين..هرمنا وهرمت معنا حروفنا وكلماتنا..لم تعد تجدي نفعا في زمن الرصاص والقنابل. اكتشفنا بعد فوات الأوان كم مؤلمة هي الحقيقة التالية : – لا قوة للحقيقة أمام حقيقة القوة! اصدح بما شئت وارفع عقيرتك بالصراخ..عبثا! طلقة واحدة وينتهي الكلام! طلقة واحدة ويسود الصمت الجنائزي على أرواح بريئة كل ذنبها أنها أتت إلى هذا العالم الظالم على أرض يتنازعها الجبناء. عذرا يا رجال الطفولة من أطفال الرجولة! شكرا يا رجال الطفولة على معاني الرجولة! وقفتم صامدين وركعنا واقفين..حبستم عبراتكم..لم تصرخوا من هول المأساة فيم ضجت السماء بعباراتنا الجوفاء تردد صدى الهزيمة. يا أبطال الطفولة بين الخراب والدمار! نحن جيل طوم وجيري..وباتمان..وسبايدرمان… لا قبل لنا بجيلكم..′′غزة مان′′..ولا في الأفلام..ولا في الأحلام.. آه كم نحن وضيعون! محترفون في رياضات الكلام وكمال اللسان! مراوغون كالثعالب لا نمل من الكر والفر في حروب الكلمات. لكن.. هل توقف الكلمات سيل الرصاص والقنابل؟ هل تعيد الكلمات الحياة إلى رفات الموتى؟ لا قبل للحروف بطوفان الخيانات. عضلة اللسان أم عضلة الضغط على الزناد؟ كم نحن حالمون؟ تراكم الآن تنتظروننا؟ ستنتظرون للأسف كثيرا كثيرا.. لقد بلغنا منتهى الكبر في صغارنا ومع مرور الزمان نزداد استصغارا لكبائرنا ونزداد إكبارا للمستكبرين الذين يستصغروننا. حكمة الكبار نقول لكم بكل صلافة! ابحثوا عن غيرنا في مكان آخر..في زمن آخر.. ستجدون بالتأكيد من هم أكثر شجاعة وأقل ثرثرة منا.