كيف أرثي حرقة وطني، و كيف أرثي حرقة أطفال وطني، كيف أرثي عائلات انتهكت كرامتها، و كيف أرثي وطنا أضحى شماعة جرائم الغرباء، كيف أرثي أبناء وطني الشرفاء ،و كيف أرثي خوفا قد دمر قلوب الأطفال، كيف أرثي أمانا أصبح حلما بموطني، و كيف أرثي دموع شعب وقف حائرا لا يدري أي حل يعيد الكرامة ،و أي جهة تعيد الكرامة .. اه يا وطني و اه يا برائة طفولة وطني، كيف سندرسكم عن الكرامة و كيف سنعلمكم أن الشرف أغلى ما نملك ،و أن انتهاكه يوجب علينا محاربة العالم لاعادته، كيف ستسمعون خطب المساجد عن حرمة الوطن و نحن لم نطبق منها حتى شربة ماء، كيف ستمارسون جميع طقوس الطفولة دون خوف من المارة و لا دمع على ما جرى، كيف ستحملون محافظ محملة بكتب تتحدث عن كرامة اندثرت، كيف سيعيش أطفالنا الذين اغتصبوا ،كيف سيبنون حياة بدايتها جردت من معنى الحياة ،كيف سينجبون أطفالا آبائهم قد حرموا من حرية الطفولة، كيف سيربون أطفالهم و بداخلهم نار لم تطفئ و كرامة لم ترد، كيف سيزرعون بهم ثقة هم لا يملكونها أساسا، كيف سيلقون بأبنائهم في حضن وطن لا يحمي حرمة أبنائه، كيف لن يهجروا و بعقولهم فكرة وطن لا يحمي أبنائه هجره واجب، كيف لنا أن ننام و بقلوبنا حرقة الأطفال، نار لا ندري كيف تطفئ و مصير لا نعلم كيف سيكون، كيف سنتحدث عن العز و الشهامة و الوطنية و اليقين التام لحب الوطن، كيف لنا أن نحرم من نظرة البرائة تلك التي لا تشبهها اي نظرة، كيف لنا أن لا نخاف من القادم و بوجداننا جرح لم يرمم بعد، فعذرا يا أطفال وطني، و عذا يا عائلات طفولة وطني، عذرا لما جرى و عذرا مما سيجري، عذرا من برائتكم و عذرا من ضحكتكم، عذرا من صراخكم الذي راح هباءا منثورا، و عذرا من طفولتكم المنتهكة عذرا من العاب لم تصلوها، و عذرا من أحلامكم المحرومة ، عذرا من حق راح تحت صوم المسؤولين فعذرا يا أحبابي فأحرفي لا تكفي للإعتذار ووطني يدعي الدفاع عن الحقوق، و أنا حائرة من صمت المسؤولين، هل صوم جديد عن الكلام قد حل، أم الألسنة خانت والضمائر ماتت و سننام و نستيقظ على عيد كله انتهاك للكرامة،