المناسبة : 08 مارس من كل سنة. متأخرا بعض الشيء. آسف. وعيد الأم 21 مارس من كل سنة. المكان : حجرة في إحدى معاقل وزارة المتنورين بالظلام. تخيم على المكان لعنة شبح الرجولة..أغتيلت..يتقمصها عبثا جنس الرخويات اللطيف. يثرثر أبو الأنوار ويطلق العنان لما لذ وطاب من فنون اللسان حول شقائق الرجال من النسوان. يصفق المستنيرون بهرمونات الذكورة بحفاوة قبائل الاسكيمو وحرارة القطب الجنوبي. تؤخذ التذكارات والإطارات لربطات العنق والبدلات الأنيقة. يحرر تقرير بالمناسبة يطل بعد قليل على الشبكة العنكبوتية بالأذقان الحليقة وابتساماتها العريقة. وينتهي الحفل قبل أن يبدأ مراعاة للزمن العمومي أن يهدر هنا.
وهناك بعيدا، لا ضير من أن يهدر دم الأنوثة العالمة على أرصفة الشوارع البليدة. انه اليوم العالمي للمرايا المقعرة تعكس الماسي والانتكاسات المتوالية لطيف إنسانية جريح مر ذات صباح غابر من هنا. عذرا سيدتي..ألف عذر في يومك العالمي.
إليك قصيدة بالمناسبة من عاشق بين القضبان. انه صديق قديم لي لا علاقة له بالمتنورين بالظلام. ألح علي إلحاحا شديدا لأرسل إليك بقصيدته النثرية. يقول العاشق الأسير في لحظة صفاء روحي نادرة..أنصتي إليه بقلبك الكريم أرجوك..
′′تصبو إليك نفسي في غيابات الهيام. أذكرني واقفا شامخا كالإعصار وعيون أعدائي الغادرة فأنزوي. وحيدا أكتوي بخيالك الجريح يناديني. يبرق يرعد يقصفني من وراء سحب الذكريات الغابرة. أهفو إليك بجوارحي وفؤادي الأسير أنتظرني لديك فربما تنكسر مرايا الأقدار يوما ما تحت قدميك إلى شظايا تجمعنا أنا وأنت في ذروة الألم الصامت.
ماذا وقع؟ كيف أذنت لك باقتحام أفكاري؟ وتسللت إلي في غفلة مني ورغبة مني كفتاة من عالم الأحلام العنيدة تؤرقني.
يا حبيبتي المستحيلة.. أحبك مع وقف التنفيذ..والأشغال المؤبدة..والغرامات.. بهمسات الروح المعذبة عبر الأثير..بورود الأسلاك الشائكة..وأنين الماضي البعيد. هل تنصتين إلى وقع الكلمات؟ وصدى الحروف مني إليك؟ تردد بندم صوت الحب الصامت المحكوم بالإعدام رميا بالرصاص من عينيك.′′