هو الحلم يأتينا... لا..كما نريد هو الحلم ... نهر فينا في الممر الممتد منذ طفولتنا في المسافة... بين المدى والغياب بين جنوح الرغبة ووجع الطريق بين عري الوقت وناصية الحضور .................... وعلى ذات الغصن حمامتان من بهاء تركبان غيمات الشفيف... ترحلان إلى ما تقترحه الرؤيا... من رواء لعطش الطريق وأفول الكلام في تراتيل النشيد... ...................... هما ذاتا العصفورتين تحلمان دائما بريش جديد: مريم... فينق يمتطي صهوة الضياء... ومريم...للشهود بتول زهرة لاتنحني للذبول تعبر... لا...كما يعبرالعابرون بل كما تريد... .................... تحملان صخرتي الحلم تدخلان غابات الكلام... تفتحان جسرا للغمام لجيل جديد والحلم هو الحلم... جمر... في أقصى النشيد... لترنيماته... سفر بطعم الوجع... وللوجع نكهة الطريق وللجرح في اليدين عبق من تراب النشيد وفي الجرح نجيع لطخ الروح بالذهول... وللجرح بسمة الوفاء تعزف زغرودة الوصول .... القصيدة التي بين أيدينا والتي نسعى لقراءتها بعين المبحر في ثناياها كتبت مباشرة بعد حادثة سير للشاعرتين مريم بنبخثة ومالكة عسال وهما عائدتان من مدينة بني ملال في اتجاه مدينة الدارالبيضاء مما جعل قريحة الشاعر أحمد بهيشاوي تتفجرينابيع أبيات شعرية أهداها إليهما كعزاء وتضامن وعربون محبة ، هي موضوع حديثنا ومقاربتنا والتي تبرز طاقة هائلة من رقة هذا الشاعر وحبه السامي إذ هو الحلم يركب صهوة الكلمة يأتينا صامتا مستودع روحه لا كما نريد إلى عالم تتكبد عيونه جريان نهر فينا يتفجر دموعا في الممرالممتد عبر بوابة الألم منذ طفولتنا المنسكبة عبرات دافئة يحلو النظم معها في المسافة حيث الزمن لايتقدم أو يتأخر بين المدى والغياب لذات تحمل خواطر مرسلة تتأرجح بين جنوح الرغبة التي يراها العاشق في بلاد الشوك ووجع الطريق حيث عويل وصراخ بين عري الوقت وناصية الحضورجعلت للنسيم إيقاعا خفيفا وعلى ذات الغصن حطت حمامتان من بهاء تحمل رسائل إنسانية مكتوبة بنكهة الإبداعات ثم تركبان سجاد سليمان تسابق غيمات الشفيف في البحث عن أرض الأبرياء ، لتأكيد هويتها وخصوصيتها وتفردها ثم ترحلان في حنين مفعم بالدفء العاطفي و إلى ما تقترحه الرؤيا فيما يتعلق بتحسين أوضاع المهمشين ثقافيا والسعي إلى اكتشاف طاقات إبداعية من وراء هذا العمل الدؤوب الذي يفتح أبواب الأمل أمامهم وترتوي المسافات من رواء لعطش الطريق وتنطلق الأقلام مهيمنة على الساحة الأدبية وأفول الكلام الذي يذوب لحنا حزينا في ترتيل النشيد وهما ذاتا العصفورتين أسيرتا الحزن والألم تحلمان بتجاوز حدود الأزمة بريش جديد قصد ممارسة الحب في أرض جرداء حيث تقطن مريم الساعية دوما لزرع الأمل والخير والإبتسامة لفينق صامت يراقص الأشباح و يمتطي صهوة الضياع في رحلة مع الزمن خارج المكان ومريم له وللشهود بلسم شاف ودعاء بتول كنسمة زهرة في مخدعها تضفى جمال الروح التي لاتنحني للذبول رغم ضيق السماء بالغيوم والتي تعبر الصحراء ذات الحقول المنجمية لا كما يعبر العابرون الملتزمون بالقواعد والتعليمات بل كما تريد كونها تمتلك عدة كفاءات ومالكة شحرورة المساء وسنبلة من ماء ممتلئة بدهشة الحياة وفوضى من المشاعر المتناقضة تخطو في كبرياء تتأمل في الضوء الشاحب للمصباح ملاكا يواجه شظايا موت والريح في ذهول ، تحاصرحقولها في ليلة عصماء، نجومها من نور حيث يحلو السهر ويطيب السمر في زمن العشق العنيد ، توقفت ، تعلو محياها دمعة الخوف وإحساس بالقنوط وتداهمها سيول القلق ويعلو وجهها توتر شديد وهي تفكر كيف ستعبر هذا الحدث الأليم لا كما يعبر العابرون ، هل بأنفاس محبوسة ، أم بشجاعة مخلوق خرافي يجهش بالبكاء ، بل كما تريد ، حتى لا تفقد القدرة على الصياح والاحتجاج والاعتراض على فساد الواقع ، صارت وصاحبتها من شدة الهول تحملان صخرتي الحلم كسيزيف تحاولان خداع الألم/ الموت ، وتكبيله دون إغضاب كبير الحراس / الرعاة ، وهما تدخلان غابات الكلام حين ضاقت بهما رحلة امرأتين تنزعان أثوابا مثقلة بالآه وتفتحان جسرا للغمام في توصية جادة لجيل جديد بأن أرض الثقافة لمن يحرثها والحلم هو الحلم في كل يابسة ، حيث البشارة جمر الجن توحي إليهما ألحانا في أقصى النشيد إيقاعا وغناء لترنيماته كتعبير عن الآثارالنفسية العاصفة في الوجدان الراحلة في سفرالأحزان ، حيث اتقدت من حولهما نار العالم بطعم الوجه العائد من الموت وللوجع سخونة الإحساس بالحياة ونكهة الطريق تبحثان في نفق لا ضوء به وللجرح في اليدين حين اخترتا الحرف فضاء وجناحا عبق من تراب النشيد ، توقظان طقوس الشجون فيه وفي الجرح نجيع يغسل قميص الخوف على أطراف الجسد حين لطخ الروح ودثرها بالصمت وبالذهول ، ينسكب حينها القلب حزنا وللجرح حكاية العشق وخفوت أنين النحل وبسمة الوفاء وحين يجن الظلام تعزف الحمامتان الجريحتان مريم وعسال زغرودة الوصول بألحان الشاعرالذي من قلبه الجريح ، ينزل الألم ، على مر السنين ، عذرا إنه الحب الأزلي.