الأربعاء 25 ماي 2016 بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أحبابي الكرام: وتأبى آلة الخداع إلا أن تواصل رسالتها التدميرية التي لا هَمَّ لها إلا القضاء على المسلمين السنة في كل مكان، في ظل صمت رهيب يكشف معالم المؤامرة، ويفضح زيف الادعاء، الفلوجة معدن البطولة والرجولة تُدَكُّ اليَومَ وتُحَرَّق يُقَتَّلُ أهلها، وذنبهم الوحيد أنهم أهل إباء، وكأن عالم اليوم لِتَدَنِّيهِ وسقوطه لا يقبل أَبِيَّا، لا يقبل كل من يقول لا.. الجراح في جسم أمتنا غائرة، والنفوس حائرة، والناظر إلى ما يجري تصيبه الحيرة، وتحتوشه الدهشة ويعتصره الحزن، هل سقطت القيم، هل ماتت النخوة، لماذا تدمر سوريا ويباد أهلها، ولماذا تسحق اليوم الفلوجة، والمنفذون لهذه الجرائم عندهم الضوء الأخضر من المتشدقين بحقوق الإنسان، الذين يُقَيِّمُون حقوق الإنسان في الدول، وهم أبعد ما يكونون عن صفة الإنسانية فضلا عن كلمة الحقوق، يا حماة حقوق الإنسان، يا بائعي الوهم والخداع ومؤججي الصراع، لا زالت ذاكرتنا تحفظ جرائمكم، في العراق، بدءا بالحصار الذي مات فيه أكثر من مليون طفل عراقي، ما نسينا ما حدث بملجإ العامرية حينما قُصِفَ عَمْداً وأُبِيدَ كُلُّ مَنْ فِيه، ما نسينا القنابل العنقودية التي كان أهل العراق يحرقون بها من طرف من يُحَاسِبُون الناس اليوم على حقوق الإنسان، عن أي حقوق تتحدثون؟ شعب في سوريا يباد، وشعب في العراق يحرق، وشعب في بورما يستأصل، والمشترك بين هذه البلدان المبادة هو أنهم أهل سنة، ويد الظالمين من الروافض المجوس تقتل وتذبح ولا اعتراض عليها، أف لك أيها العالم المخادع الظالم الساكت عن الحق، بأي حال تأتي يا رمضان ودماء المسلمين تسيل في كل مكان، إن المؤامرة تزداد انكشافا، ومع ذلك نجد من لا يبالي بجراح إخوانه ولا يرثي لحالهم. عندما يصاب المرء في ذاكرته وفي إحساسه فهي علامة موته، وهذا الحاصل عند كثير من المسلمين، نسينا كم نزل على بغداد من الصواريخ والقنابل، والعِلَّةُ التي ضرب من أجلها العراق ساعَتَهَا هي وجود أسلحة الدمار الشامل، فيدمر دمارا شاملا من أجل أمر ثبت مع الزمن أنه كذب وافتراء، فَدُمِّرَ العِراق وسُلِّمَ للروافض، وانْتُهِكَتْ أعراض الأَحْرارِ والحَرائِر في سجن السليمانية وغيره بشكل وحشي همجي، ومر ذلك كأن لم يكن، بدون محاسبة ولا معاتبة، ومع ذلك يتحدثون عن حقوق الإنسان. كم أبادوا، كم قتلوا، كم سفكوا، كم شَرَّدُوا ، ولا زال لهم لسان يتكلمون به، عجبا لهم ولا عجب من عديم حياء، رمضان يأتي ويطل على الأمة فيرى النار والرماد والقتل والسفك والتناحر والتطاحن، بأي حال عدت يا رمضان، ورغم كل هذا الكيد والمكر والظلم، تُعْرَضُ فُصُولُ المَسْرَحِيَّةِ لِتُصَوِّرَ أهلَ السُّنَّةِ على أنهم هم الظالمون الارهابيون، ولا عجب إذا كان الجَانِي هو الحَكَم والقاضي هو الجَلاَّد ، وإلى الله المشتكى، قد يقول قائل.. تعبنا من الكلام.. فأقول صدقت والله تعبنا من الكلام، ولكن ماذا أفعل وأنا أرى الظلم والقهر والقتل، وأرى الفلوجة مدينة الأبطال تحرق وتدك، ماذا أفعل؟ هل أعمل بالمثل الصيني القائل (إذا كان قلبك يحترق، فلا تسمح للدخان أن يخرج من فمك)، إني أتكلم لأني أحب أمتي، لأني أغار على أمتي.. وأنتم أحبابي أكثر مني حبا وغيرة، وإنما أشارككم بعضا مما تشعرون به، لعل ذلك يكون فيه شيء من المعذرة إلى ربنا، والتنفيس عن ما في صدورنا، أما الوضع فهو هو، مالم نعلنها توبة إلى الله. فإن التوبة بوابة الارتقاء، وطريق الفلاح في الدنيا والآخرة (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون). وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.