هوية بريس – السبت 28 فبراير 2015 أكتب هذا المقال، بهذا العنوان لسببين: السبب الأول: أنه شاع في الآونة الأخيرة على ألسنة العديد من رموز الشيعة الدينيين والسياسيين وصف المجاهدين بخاصة، وحَمَلة المنهج السلفي بعامة، بوصف «التكفيريين» و«الوهابيين» و«الإرهابيين» مع أن الشيعة الروافض -عند المحققين- من أكثر الفرق غلواً في التكفير، وأشنعهم دموية في الثأر، وأكثرهم همجية في الانتقام، بل إني أرى أن غلوهم في ذلك قد فاق غلو الخوارج؛ لأن الخوارج -على الرغم من غلظ بدعتهم- لم يكفِّروا أبا بكر وعمر وعثمان وبعض أمهات المؤمنين -رضي الله عن الصحابة أجمعين- ولم يتسببوا في كوارث أودت بالملايين من المسلمين، مثلما حدث من الروافض إبَّان الحملات الصليبية والتتارية. السبب الثاني: هو محاولتهم اصطناع البطولة، وادعاء الجدية، في تحمل المسؤولية عن قضايا الأمة الكبرى، بتصريحات طنانة، وشعارات رنانة، يطلقها قادتهم السياسيون بين الحين والآخر، بما يوشك أن يكرر «سيناريو الخداع الكبير» الذي وقع فيه فئام من الأمة أيام ظهور (الخميني) عندما أطلق على حركته وصف «ثورة المستضعفين» فكشفت الأيام اللثام عن أنها لم تكن إلا ثورة على المستضعفين، وخدعة قدمت كل خدمة مأجورة للطغاة والمستكبرين، كما أظهرت أحداث أفغانستانوالعراق. وقبل أن أستطرد في الحديث عن الأمرين السابقين؛ أحب أن أنبه إلى أن قضية الكفر والإيمان من أخطر قضايا الاعتقاد، وأكثرها تأثيراً على الواقع، والانحراف فيها له صورتان بارزتان، كلاهما مخالف للفهم الرشيد في منهج أهل السنة والجماعة: الصورة الأولى لهذا الانحراف هي: الجور في التكفير، ليشمل من لا ينطبق عليه وصف الكفر، من عصاة أهل القبلة الذين يرتكبون ما دون الكفر من الكبائر، أو أصحاب البدع غير المكفِّرة، وهذه هي بدعة الخوارج، ومن سلك مسلكهم في التكفير بالكبائر، ولا شك أن التكفير بما هو أدنى من ذلك، أشنع، وهي فعل الروافض الذين لم يسلم من تكفيرهم حتى المبشرين بالجنة! والصورة الثانية: وهي صورة مقابلة، يمثلها «التبرع» بإدخال أصناف في الإيمان واستحقاق عالي الجنان على الرغم من أنهم على مناهج أصحاب الجحيم المخالفة للصراط المستقيم، سواء كانوا من النصارى أو اليهود أو الملحدين والمرتدين، وهذا فعل الجهمية. وكِلا الصورتين حولهما تفاصيل موجودة في مظانها من كتب الاعتقاد، وكلاهما من الانحرافات المذمومة سلوكاً واعتقاداً، والمرفوضة ممن صدرت منه أياً كان، وكلاه-ما -بالمناسبة- قد غرف منها وغرق فيها الشيعة الروافض، فأكثروا من تكفير المؤمنين، وتأمين الكافرين بإدخالهم في الدين من غير استحقاق(1). وقد يعجب المرء -وله الحق في العجب- عندما يعلم أن محسوبين على دين أو رسالة، يتعبدون بسوء الظن وإكثار التهم لجمهور حَمَلَة هذه الرسالة والسابقين في حمايتها، ولكن العجب يزداد عندما نرى أن هذه الاتهامات والظنون تتركز حول خاصة المبعوث بالدين، وحواريي المبلغ بالرسالة صلى الله عليه وسلم. والعجب يتضاعف أكثر، عندما نلاحظ أن مواقف القوم من الكفار والفجار، تتناوب بين الموالاة والنصرة ظاهراً وباطناً، وبين الشفقة عليهم من الوصف بالكفر أو استحقاق العذاب، وفي أقل الأحوال… كف الأذى عنهم، والانشغال بأذى غيرهم من المسلمين المسالمين أو المقاومين لأعداء الدين. إن هذه الحال المعكوسة، كانت -ولا تزال- دين الشيعة وديدنهم؛ ففي حين يزعمون تعظيم الرسالة وتعزير الرسول، يبالغون في أذية أمته، ولا يبرِّئون خاصته من أقرب بطانته وألصق الناس به، وحتى أزواجه أمهات المؤمنين -رضي الله عنهنّ- ما نجون من التهم التي تُكال لهن ذات اليمين وذات الشمال. ولقد علم العقلاء الأمناء في هذه الأمة؛ أن هذا الطعن في حَمَلَة الرسالة هو طعن في الرسالة نفسها، بل في المبلّغ بها صلى الله عليه وسلم؛ إذ كيف يكون أمناؤه وأوصياؤه وأصدقاؤه وأحبَّاؤه من الخائنين وهو لا يعرف أو يُعرَّف؟! وكيف يتنزل القرآن بالثناء عليهم، دون «اكتشاف» أنهم سيرتدون بعد حين؟! إن الشيعة الإثني عشرية -بجهل أو تجاهل- لم يستثنوا من جيل الصحابة العظيم، ومن حواريي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلا بضعة عشر شخصاً، بالغوا في رفعهم والغلو فيهم حتى رفعوهم إلى منزلة الملائكة أو أرفع، كما بالغوا -في الوقت نفسه- في الحط من شأن البقية المفترى عليهم، حتى وضعوهم في درك الشياطين أو أنزل!! ليست هذه مبالغة في التعبير، ولكن المطّلع على مقالات القوم قديماً وحديثاً يفهم أن مداركهم ومفاهيمهم قد انحطت إلى ذلك الحضيض. * التكفيريون السبئيون القدامى: التكفير.. ثم التكفير.. ثم التكفير، هو أبرز معالم العقيدة الشيعية السبئية القديمة، ولتثبيت مبدأ تكفير عامة أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ابتكر عبد الله بن سبأ(2) بقية أركان عقيدتهم، من الإمامة، والقائم، والرجعة، والتقية، والبراءة وغير ذلك. وهذه «بعض» الإشارات عن الافتراءات على سادة البشر بعد الأنبياء، وخاصةِ الخلاصة من العظماء -رضوان الله عليهم جميعاً- تبين كيف أن هؤلاء المكفِّرين لخيار المؤمنين، لم ولن يتورعوا عن التكفير والاستباحة لمن هم أدنى منهم من عموم المسلمين. فالتكفيريون السبئيون الشيعة يقولون إن بيعة أبي بكر -رضي الله عنه- انعقدت لإبليس؛ ففي الكافي أيضاً، ينسبون لعلي -رضي الله عنه- أنه قال لسلمان الفارسي -رضي الله عنه- عندما بويع أبو بكر بالخلافة: «يا سلمان! هل تدري من أول من بايعه على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: قلت: لا أدري، إلا أني رأيت في سقيفة بني ساعدة حين خصمت الأنصار، وكان أول من بايعه بشير بن سعد وأبو عبيدة بن الجراح، ثم عمر ثم سالم. قال: لست عن هذا أسألك، ولكن تدري أول من بايعه على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال سلمان: قلت: لا، ولكن رأيت شيخاً كبيراً متوكئاً على عصاه، بين عينيه سجادة شديدة التشمير، صعد إليه أول من صعد وهو يبكي ويقول: الحمد لله الذي لم يمتني من الدنيا حتى رأيتك في هذا المكان، ابسط يدك.. فبسط يده فبايعه ثم نزل فخرج من المسجد، فقال عليٌ -عليه السلام-: هل تدري من هو؟ قال: لا… ولقد ساءتني مقالته كأنه شامت بموت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عليٌ: ذاك إبليس لعنه الله» (الكافي للكليني ص:283؛ الأثر رقم:541)!! هكذا يقولون -عليهم من الله ما يستحقون- عن أبي بكر أفضل الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وأول الخلفاء الراشدين، وأصدق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الملقب ب(الصدِّيق) وأول من أمَّ المسلمين في الصلاة باستخلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم له في حياته، ومن أوصى له بالخلافة بعد مماته. * والتكفيريون السبئيون الشيعة في تفاسيرهم، ينكرون فضل أبي بكر الذي نزل به القرآن، ويحوِّلون مناقبه إلى مثالب؛ ففي قول الله -تعالى-: {إلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إذْ هُمَا فِي الْغَارِ إذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة:40]، قال عبد الله بن محمد رضى العلوي المتوفى سنة 1242ه في تفسيره للقرآن المسمى (الوجيز): «{إذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ} لا مدح فيه؛ إذ قد يصحب المؤمن الكافر، كما قال: {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ} [الكهف:37]، وقوله {لا تَحْزَنْ} يدل على أنه خاف وقبض واضطرب، حتى كاد يدل عليه فنهاه» (تفسير الوجيز للعلوي ص:417). * والتكفيريون الشيعة السبئيون يتهمون الصديق بأنه مكذب بالرسالة، ففي تفسير (الصافي)، لمؤلفه محمود مرتضى المعروف بملاّ محسن الكاشي المتوفى سنة 1091ه، أورد ذلك «المفسر» قصة مختلقة في هذه الآية، مفادها أن أبا بكر أخذته الرعدة وخاف، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يشغله بأن يطلعه على جعفر وأصحابه وهم يغوصون في البحر، فأضمر أبو بكر في تلك الساعة أنه -أي النبي صلى الله عليه وسلم- ساحر، ثم نقل ذلك المفسر عن العياشي قوله: «يحتجون علينا بقوله -تعالى-: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إذْ هُمَا فِي الْغَارِ}، وما لهم في ذلك حجة، فوالله لقد قال الله -تعالى-: {أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ} وما ذكره بخير»!! ولا ندري: أنعجب من افترائهم على الله في تفاسيرهم، أم افترائهم على رسوله صلى الله عليه وسلم عليه في كتب أحاديثهم، أم افترائهم على التاريخ في الآثار والأخبار المكذوبة، أم افترائهم على الحقيقة والعقل في نقل ما لا يصدقه عقل؟! * والتكفيريون السبئيون الشيعة، يكفرون الفاروق بآيات من الفرقان الذي عاش مجاهداً عنه وقائماً به حتى لقى ربه. ففي تفسير قول الله -تعالى-: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً} [الفرقان:27-28]، روى «محدثهم» علي بن إبراهيم القمي عن أبي جعفر أن (الظالم) أبو بكر، والسبيل علي، والخليل عمر. * والتكفيريون السبئيون الشيعة، يجعلون عثمان ذا النورين من المرائين، وأنه ومن سبقه كانوا من المبدلين، فيدعي عالمهم ومحدثهم «الكشي» أن فيه نزل قول الله -تعالى-: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا} [الحجرات:17]، ويذكر مفسرهم (القمي) أن قول الله -تعالى-: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: 106]، نزل في أبي بكر وعمر وعثمان، وأورد في ذلك «حديثاً» طويلاً، يدعي فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ترد عليّ أمتي يوم القيامة على خمس رايات…» ثم ذكر (راية العجل) و(راية فرعون) و(راية السامري) و(راية زعيم الخوارج) و(راية المتقين). ويقصدون بالأربعة الأُول رايات أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية، وبالراية الخامسة راية علي بن أبي طالب، وادعوا أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أصحاب كل راية عما فعلوه مع (الثقلين) أي: القرآن وأهل البيت، فكلهم اعترفوا بأنهم خذلوهما وظلموهما، فحق عليهم العذاب وقيل: {أَكَفَرْتُم بَعْدَ إيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ} [آل عمران:106]. وفي تفسيره لقول الله -تعالى-: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ} [الانشقاق:19]، يقول (الملاَّ عبد اللطيف الكازراني) في تفسيره (مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار): «أي: لتركبن هذه الأمة بعد نبيها طبقاً عن طبق في أمر فلان وفلان وفلان… أي كانت ضلالتهم بعد نبيهم مطابقة لما صدر عن الأمم السابقة في ترك الخليفة (يقصد علياً -رضي الله عنه-) واتباع السامري وأشباه ذلك (مرآة الأنوار؛ ص:23). * والتكفيريون السبئيون الشيعة يتهمون خيار الأمة بخيانة النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد مماته فعند تفسيره لقول الله -تعالى-: {وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وسيجزي الله الشاكرين } [آل عمران:144]، قال (محمد بن حيدر الخراساني) من القرن الرابع عشر الهجري في تفسيره «بيان السعادة»: «المراد بالشاكرين هنا، عليٌ ونفر يسير بقوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انهزم المسلمون» (تفسير بيان السعادة – 1/166)، وعند تفسيره لسورة التحريم، أورد «المفسر» نفسه العديد من القصص الملفقة والأراجيف المخترعة، يستدل بها على أن كلاً من أبي بكر وعمر وعائشة وحفصة، تآمروا على قتل النبي صلى الله عليه وسلم!! ومعروف موقف التكفيريين السبئيين القدامى الشائن من أكثر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف أنهم أخرجوهن من مسمى (أهل البيت) بالرغم من وصف الله -تعالى- لهن بأنهن (أمهات المؤمنين) في قوله -سبحانه-: {وأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب:6]، ولم يسمع العقلاء من الناس بقوم يشهّرون ب(أمهاتهم). وقد كان الشيعة يرجئون انتقامهم من أهل السنة حتى يخرج «مهديهم» فيقودهم إلى ذلك، حتى جاء (الخميني) واخترع لهم «ولاية الفقيه» وأذن لهم ب«الجهاد» و«الإمامة» التي كانت ممنوعة بانتظار المهدي. * ويلخص محمد باقر المجلسي في كتابه (حق اليقين) عقيدة الشيعة (التكفيرية) في أصحاب وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: «وعقيدتنا في البراءة، أننا نتبرأ من الأصنام الأربعة: أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية، والنساء الأربع: عائشة وحفصة وهند وأم الحكم، ومن جميع أتباعهم وأشياعهم، وأنهم من شر ما خلق الله على وجه الأرض، وأنه لا يتم الإيمان بالله ورسوله والأئمة إلا بعد التبرؤ من أعدائهم» (المهدي في القرآن للشيرازي ص:144). إن الشيعة الروافض يحملون عقيدة شاذة في أمر المهدي، لا تزال موجودة في كتبهم بتفاصيلها حتى اليوم، ولا أريد أن أخوض في تفاصيلها المملة، ولكن الذي يرتبط بموضوعنا من هذا الاعتقاد الضال، أنهم يؤمنون بأن المهدي (الذي نعتقد نحن أنه سيكون على سيرة الخلفاء الراشدين) سيأتي -بمقتضى عقيدتهم- لكي ينتقم من هؤلاء الخلفاء؛ لأنهم عندهم أئمة الكفر، وبدلاً من أن يخرج لكي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، فإنه «سيتفرغ» للقصاص من قادة القسط ورموز العدل من المسلمين، وعلى رأسهم كبار الصحابة -رضي الله عنهم أجمعين- لا بل إن النبي صلى الله عليه وسلم نفسه -في اعتقادهم- سيرجع وسيرجع معه إلى الدنيا علي والحسن والحسين وجميع الأئمة المنصوص عليهم، لا لينقذوا العالم ويخلصوه من الظلم، بل لينتقموا من «خصوم» أهل البيت وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان، وهو ما يسمى عندهم بعقيدة (الرجعة). يقول صادق الحسيني الشيرازي في كتابه (المهدي في القرآن) عند قوله -تعالى-: {وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُون} [القصص:6]: «إن فرعون وهامان، هما شخصان من جبابرة قريش، يحييهما الله تعالى عند قيام القائم من آل محمد في آخر الزمان، فينتقم منهما بما أسلفا». ويقول المجلسي في كتابه (حياة القلوب): «إذا ظهر الإمام المهدي، فإنه سيحيي عائشة، ويقيم عليها الحد انتقاماً لفاطمة». * التكفيريون المعاصرون على درب الأقدمين: إن لكل النقول السابقة -وغيرها كثير- معنى واحداً، وهو أن «إيمان الشيعة» لا يتحقق إلا بتكفير هذه الأمة وأولهم الخلفاء الراشدون ثم عموم الصحابة وأمهات المؤمنين، والتاريخ في قديمه وحديثه يثبت أن الشيعة الروافض حملوا تلك الكراهية والضغينة والبغضاء لكل مسلم سني، فبغضهم لعامة أهل السنة لم ولن يقلَّ عن بغضهم لخاصتهم وأئمتهم، وهو بغض وكره يفضي في كل مرة إلى المحاربة والقتال والاستحلال، إما مباشرة، وإما عن طريق الوقوف مع الأعداء، والتحالف معهم، كما حدث أثناء الحروب الصليبية وغزوات التتار وأيام الدولة الصفوية الإيرانية الرافضية، التي شايعت كل الأعداء على الدولة العثمانية، وأخيراً وليس آخراً – الخنوع والخضوع والركوع أمام (الشيطان الأكبر) -أمريكا- ليقفز من فوق ظهورهم إلى حرمات المسلمين في أفغانستانوالعراق، وهو ما تباهوا به مؤخراً على لسان (محمد علي أبطحي، نائب الرئيس الإيراني، الذي قال في 6/4/2006م في مؤتمر عقد في أبو ظبي: «لولا التعاون الإيراني، لما استطاعت أمريكا أن تدخل أفغانستان أو العراق بهذه السهولة». إن هناك من لا يزال يجادل عن الذين يختانون أنفسهم من الروافض، ولا يكتفي باغتراره الجاهل بهم حتى يغرّ غيره، ويدعي أن تلك العقائد والمواقف الشيعية، هي صفحات من التاريخ الماضي، وأن القوم تغيروا، وأصبحوا يدافعون وينافحون عن قضايا الأمة، وعلى رأسها قضية فلسطين، وأنهم هم الذين حققوا ما أسماه الروافض «أول نصر حقيقي في المعركة مع اليهود» في جنوبلبنان، وأنهم الطرف الإسلامي «الوحيد» الذي يقول (لا) للشيطان الأكبر وأنهم وأنهم.. ويتناسى هؤلاء أن كل ذلك -لو صح- إنما هو لحسابهم هم ولشيعتهم هم، وليس لصالح مجموع الأمة. إنهم يطلقون علينا -أهلَ السنة- وصفَ (النواصب)، واليوم يضيفون بخبث واضح، وصف: (التكفيريين) و(الوهابيين) و(الإرهابيين،) ولا ينبغي أن يظن ظانٌّ، أن تلك الأوصاف الجديدة، جاءت وليدة (معاناة) لما يحدث في العراق على أيدي بعض المجاهدين الذين يستهدفون العملاء المباشرين المتعاونين مع المحتلين؛ فالشيعة موقفهم من جميع أهل السنة واحد، سواء كانوا مسالمين أو مقاتلين، وهم يكفِّرون أهل السنة بإطلاق، وليس «الوهابيين» أو «الإرهابيين» فقط -كما يدعون- وهم يبنون على هذا (التكفير) كل ما يترتب عليه من أحكام تتعلق بالأعداء (النواصب). والناصب أو الناصبي عند الشيعة، هو كل من ناصب أهل البيت العداء -في زعمهم-، وكل من لم يعترف بالأئمة الاثني عشر الذين اخترعهم (ابن سبأ) وبنى عليهم أصول المذهب، ولأن أهل السنة هم أول من تصدى لهذا الابتداع، فقد (ناصبهم) أهل التشيع العداء مع علمهم بأن أهل السنة هم أكثر الناس محبة وإخلاصاً لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباعاً لسنته وسنة أصحابه من أهل البيت وغيرهم. يقول البحراني الشيعي في كتابه (المحاسن النفسانية – ص:147): «الناصب هو من يقال له عندهم سنياً، ولا كلام في أن المراد بالناصبة هم أهل التسنن». * أحكام «تكفيرية»: أما حكم «النواصب» عند الشيعة، فهم يكفرونهم، ويستحلون منهم كل ما يحل من الكفار الأصليين أو المرتدين، هذا حكمنا عندهم في القديم والحديث: ثم يأتون اليوم ويتحدثون عن (التكفيريين.. الوهابيين.. الإرهابيين)!! * إنه لا فرق عندهم بين كفر اليهود والنصارى و(النواصب): يقول إمامهم الخوئي في كتابه (منهاج الصالحين – 1/116): «لا فرق بين المرتد والكافر الأصلي الحربي والذمي والخارجي والغالي والناصب». * واليهود والنصارى عندهم أطهر من «النواصب»: قال الخميني في كتابه (تحرير الوسيلة – 1/119): «غير الشيعة، إذا لم يظهر منهم نَصْبٌ أو معاداة لسائر الأئمة الذين لا يعتقدون بإمامتهم طاهرون، وأما مع ظهور ذلك منهم، فهم مثل سائر النواصب». وقال في كتابه المذكور (ص:118): «أما النواصب والخوارج لعنهما الله، فهما نجسان من غير توقف». * وكل من لا يقول بإمامة الأئمة الاثني عشر، عند الشيعة كافر: قال عالمهم يوسف البحراني في كتابه (الحدائق الناضرة – 18/153): «ليت شعري، أي فرق بين كفر بالله سبحانه ورسوله، وبين كفر بالأئمة عليهم السلام، مع ثبوت كون الإمامة من أصول الدين». وقال الكاشاني في كتابه (منهاج الحياة ص 48): «من جحد إمامة أحد من الأئمة الاثني عشر، فهو بمنزلة من جحد نبوة جميع الأنبياء» وقال المجلسي في كتابه (بحار الأنوار – 23/390): «اعلم أن إطلاق لفظ الشرك والكفر على من لم يعتقد بإمامة أمير المؤمنين والأئمة من ولده عليهم السلام، وفضَّل عليهم غيرهم يدل على أنهم مخلدون في النار». * و«النواصب» -أي أهل السنة- عند التكفيريين السبئيين الشيعة، تحل دماؤهم وأعراضهم وأموالهم: فهم يوردون أثراً عن داوود بن فرقد، أنه قال: «قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في قتل الناصب؟ قال: حلال الدم، ولكن اتقِ؛ فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا يُشهد عليك فافعل. قلت: فما ترى في ماله؟ قال: خذه ما قدرت عليه». وهذا الأثر أورده الصدوق في (علل الشرائع ص:601)، وأورده الحر العاملي في (وسائل الشيعة – 18/463) والجزائري في (الأنوار النعمانية – 2/308). ويقول (الخميني) في (تحرير الوسيلة – 1/352): «الأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم، وتعلق الخمس به، بل الظاهر جواز أخذ ماله أينما وجد، وبأي نحو كان، وادفع إلينا خمسه». وقال صاحب (بحار الأنوار – 8/369): «ويظهر من بعض الأخبار، بل كثير منها، أنهم -أي أهل التسنن- في الدنيا في حكم الكفار، لكن لما علم الله أن أئمة الجور وأتباعهم يستولون على الشيعة، وهم يبتلون بمعاشرتهم، أجرى الله عليهم حكم الإسلام توسعة، فإذا ظهر القائم يجري عليهم حكم سائر الكفار في جميع الأمور، وفي الآخرة يدخلون النار ماكثين فيها أبداً، وبه يجمع بين الأخبار، كما أشار المفيد والشهيد». * وأئمة المذاهب الأربعة السنية منحرفون عند الشيعة التكفيريين: قال محمد الرضوى في كتابه (كذبوا على الشيعة؛ ص:135): «ولو أن أدعياء الإسلام والسنة أحبوا أهل البيت -عليهم السلام- لاتّبعوهم، ولما أخذوا أحكام دينهم عن المنحرفين عنهم، كأبي حنيفة والشافعي ومالك وابن حنبل»! وقد أبانت أحداث العراق الأخيرة، حقيقة المذهب الشيعي السبئي التكفيري، بشكل لا يلتبس على أحد إلا من أغواهم إبليس فكانوا للخائنين خصيماً؛ فمراجع الشيعة وآياتهم وحججهم وملاليهم وأئمتهم المعاصرون، يتسابقون اليوم في إبراز ما كان مخفياً، بعد أن غرهم استقواؤهم بالكفار الأمريكيين، لا بل إنهم قد بدؤوا بالفعل ينزعون عن رؤوسهم طاقية «التَقِيَّة» التي يفتخرون بأنها دينهم ودين آبائهم، فراحوا يجاهرون بما كانوا يسرون من العداء، ويظهرون ما كانوا يخفون من البغضاء. * السيستاني.. «خميني العراق الجديد»: لهذا المرجع الشيعي الإيراني، المقيم في مدينة النجف بالعراق، موقف تكفيري من أهل السنة بشكل عام، لا يختلف عن مواقف من سبقوه، ومع هذا فإنه مع عدم حرصه على الظهور الإعلامي، يحرص على أن يبدو وديعاً مصلحاً، وحليماً حكيماً وهو يتعامل مع الأحداث، ولكن هيهات أن تكون هذه صفات من يكفِّر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ويكفِّر من ثَم السواد الأعظم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، عدا الشيعة. وقد بلغت «سماحته» بأنه أمتنع عن الفتوى بجواز مقاومة الأمريكان الذين غزوا العراق» ومن فتاواه «السمحة» ما جاء في موقعه على الشبكة العنبكوتية (الإنترنت) حيث نُشرت له فتوى، جاءت جواباً على سؤال يقول: «ما صحة الرواية التي تقول بأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا اثني عشر ألفاً ثمانية آلاف بالمدينة، وألفان من مكة، وألفان من الطلقاء، لم يُر فيهم قدري، ولا مرجئ، ولا حروري، ولا معتزلي، ولا صاحب رأي. كانوا يبكون الليل مع النهار، ويقولون: اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير». وهي رواية موجودة في كتاب (الخصال للصدوق؛ ص:639)، قال السائل: «هل سند هذه الرواية صحيح، وكيف يتفق مع أخبار ردة أغلب الصحابة؟». ف- قال السيستاني في الفتوى المختومة بختمه وعلى موقعه: «على تقدير صحة سند الرواية، فهي لا تنافي ما دل على ردة أغلب الصحابة، أولاً: لأن الارتداد كان بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ولعله كان من باب سوء العاقبة. وثانياً: من المسلَّم وجود المنافقين في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، حتى أنزل في حقهم سورة كاملة مضافاً إليها الآيات الكثيرة التي تشير إليهم. ومن الضروري أن عددهم كان كبيراً جداً، وإلا لم تنزل هذه السور والآيات في مقام التحذير منهم؛ فالمؤمنون كانوا متصفين بهذه الأوصاف المذكورة في الرواية حقيقة، والمنافقون كانوا يظهرون ذلك حتى لا يتبين للناس نفاقهم وكفرهم، فكانوا يظهرون الزهد والإعراض عن الدنيا، ويظهرون العقائد الصحيحة» -انتهت الفتوى-. فهل سيترفع ذلك المفتي «الورع» بعد تكفيره لعموم الصحابة، عن تكفير من يحبونهم ويوالونهم ممن جاؤوا بعدهم واتبعوهم بإحسان من أهل السنة والجماعة؟! وهل سيتورع السيستاني أو غيره من (الآيات) عن تطبيق أحكام هذا التكفير..؟ هذا ما يجيب عنه نيابة عن السيستاني قرينه في المرجعية وقريبه في المرتبة والأكثر منه جرأة و(شجاعة) كما يتباهى ويتفاخر وذلك في فتوى مسموعة، أنقلها على شناعتها وبشاعتها، لعل نائماً يصحو… وغافلاً ينتبه.. وجاهلاً يتعلم ومجادلاً بالباطل يخرس.. * الشيرازي الإيراني، نائب السيستاني في حقن السموم: في كلمة صوتية لمن يُدعى «آية الله العظمى»: صادق الحسيني الشيرازي، أعلى المرجعيات الدينية في كربلاء، ذكر ذلك الدعىُّ الشيعي في كلمته المبثوثة على الإنترنت قول الله -تعالى-: {إنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة:33]. ثم نزَّل هذه الآية -كصنيع الخوارج الذي يقرؤون القرآن ولا يجاوز تراقيهم- على المجاهدين، للأمريكيين وأعوانهم، من أهل السنة، وفاه -فض الله فاه- بألفاظ وأحكام وعبارات تقشعر منها الأبدان، وها أنا أنقلها بحروفها لأهميتها في الدلالة على العقيدة التكفيرية الشيعية. قال الشيرازي: «الوهابي.. الإرهابي.. الكافر.. الناصب.. المتوحش، إذا لم يكن مصداق هذه الآية، فمن يكون إذن مصداق الآية الكريمة؟ والذين يؤيدون الوهابيين الإرهابيين الكفرة النواصب الوحوش من رجال الدين، ومن غير رجال الدين، بنحو أو بآخر، إن لم يكونوا مصاديق الآية الكريمة، فمن يكون؟ إذا كنا نكفُر بالقرآن الكريم، فلنكن شجعاناً نصرح بما نعتقد، أما إذا كنا نؤمن بالقرآن الكريم، فالوهابي الإرهابي الكافر الناصب الوحشي يجب قتله، وكل من يؤيده بنحو أو بآخر، من رجل دين أو غير رجل دين يجب قتله، ومن لم يقل بوجوب قتل هؤلاء، ووجوب قتل مؤيديهم، فهو علانية يكفر بالقرآن الكريم، مو مشكلة.. الشيوعي أيضاً يكفر بالقرآن الكريم، ولكن الشيوعي يملك شجاعة أدبية، فخليهم يمتلكون شجاعة أدبية… والشيرازي يتابع قائلاً: شيء آخر، الله يقول في القرآن الكريم: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إنْ أَرَدْنَا إلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [التوبة:107]. إخواني: هذه الآيات الكريمات الواردات في مسجد الضرار، تنطبق على المساجد التي يتخذها الإرهابيون الوهابيون الكفرة النواصب الوحوش محاور لنشاطهم؛ فكل هذه المساجد يجب أن تدمر وتهدم وتحرق، وإلا فنكون كافرين بالقرآن الكريم. فلنكن صادقين مع أنفسنا ومع الله تعالى، ومع القرآن، ومع أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ومع المؤمنين والمؤمنات، إذا لم تكن هذه الآيات الواردة في مسجد الضرار، لا تنطبق على المساجد الوهابية الإرهابية الناصبية الوحشية، فعلى أي مساجد تنطبق؟ هذه المساجد يجب هدمها فوراً، ويجب إحراقها فوراً، ويجب تدميرها فوراً إن كنا مسلمين. وإذا لم نكن مسلمين، فخلِّنا نمتلك نفس الشجاعة الأدبية كما يمتلكها الشيوعي فيقول: الله خرافة، فخلهم يقولون نحن لا نؤمن بالقرآن الكريم… إخواني: بقاء حانوت يبيع الخمر، يعني أن الحكم الإسلامي لا يجري في هذا البلد، وبقاء مسجد إرهابي وهابي، يعني أن الحكم الإسلامي لا يُجرى في هذا البلد… إخواني: أي وهابي إرهابي كافر ناصبي وحشي، يعيش في بلد، ويعيش مؤيده بدون أن يقتل، فهذا يعني أن قوله الله -تعالى-: {إنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا} لا يُعمَل بها، شئنا أم أبينا، والمساجد الإرهابية الوهابية بقاؤها لحظة واحدة، يعني أننا لا نعمل بالآيات الكريمات حول مسجد الضرار»… ودعا الشيرازي في كلمته المسمومة إلى الحسم مع من سماهم (العلماء البكريين) -نسبة إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه- ويقصد كل علماء أهل السنة فقال: «إن كل من لا يستنكر ولا يشجب أعمال الوهابيين الإرهابيين، يجب أن يعامل بمثل المعاملة التي يعامل بها الإرهابيون الوهابيون». وختم بقوله: «الوهابي الإرهابي ضد الله وضد الإسلام وضد القرآن وضد رسول الله، وضد أمير المؤمنين، وضد سيدة نساء العالمين، وضد سائر المعصومين، وهم يقتلون المسلمين -أعني الشيعة- لأنهم موالون لله وللقرآن ولأهل البيت» انتهى قوله. بهذه المشاعر يتحدث القوم عن الذين ندبوا أنفسهم لمجاهدة الأمريكان الذين أعانتهم إيران على الغزو هي وحلفاؤها وأشباهها في داخل العراق وخارجه، وبمثل هذه النفسية السوداوية يتهيأ القوم ويمهدون لخروج مهديهم المنتظر.. الأشبه بالأعور الدجال، الذي سيركز ثاراته وفتوحاته ومآثره ومجازره على العرب والمسلمين. وكل هؤلاء يعدون أنفسهم من (الممهدين) للمهدي الذي ينتظرونه من قرون… ليثأر لآل البيت..!! * مقتدى الصدر.. زعيم «الممهدين»: لذلك الزعيم المزعوم، جيش ورقي من المرتزقة، من «العيار الخفيف» وسماه المقتدى مع ذلك (جيش المهدي)!! والجميع يعرف مغامرات ذلك الجيش وقائده المضحكة، عندما انبروا يزايدون على المجاهدين في بداية الغزو باسم المقاومة، ولكن وبعد أن لقنهم العلوج الأمريكيون (علقة ساخنة) في شوارع النجف نكثوا ونكصوا وانتكسوا، وباعوا أسلحتهم للأمريكان (حقيقة لا خيالاً)! لكن بقيت في مخيلة الصدر، الأحلام الوردية -أو الدموية- عن فتوح المهدي بحسب عقائد الشيعة، فظل محافظاً على الزعامة ل(جيش المهدي) ليحتفظ لنفسه -كما فعل الخميني من قبل- بمنزلة من يوطِّئ للمهدي سلطانه. ومع هذا لم يُعلَم لهذا الجيش (المجاهد) بلاءٌ صحيح ولا حسن ولا ضعيف، ضد قوات «الشيطان الأكبر» التي احتلت أرض العراق، والتي بدأت بضرب مراقد أئمة الشيعة وهدم بيوت النجف وكربلاء على رؤوس ساكنيها في ظل صمت السيستاني والخامنئي والشيرازي..!! لكن شجاعة (المقتدى) تحولت إلى بطولات حنجرية اقتداء وتشبهاً بصاحبه في لبنان، ولم تنطلق إلا للتخدير باسم المقاومة، والتحذير باسم المصلحة ممن أسماهم: الإرهابيين التكفيريين. ويبدو أن مقتدى الصدر، مشغول الآن بإعادة تشكيل (جيش المهدي) ليتحول إلى مهمات أخرى، غير مهمته الفاشلة في قتال الأمريكان، أما القتال الحقيقي لأعداء الدين، وأعداء المؤمنين من آل البيت وغير آل البيت، فالظاهر أن (مقتدى الصدر) أرجأه إلى حين خروج الأمريكان أو خروج المهدي، ومع ذلك فإنه يعد جيشه هو الجيش الحقيقي الممهد لخروج المهدي، لا جيش (نجاد)، ولا (الحكيم) ولا (الجعفري).. وقد أنشأ موقعاً على الإنترنت سماه (الممهدون) يدعو فيه للاستعداد للخروج الوشيك للمهدي.. وفي تصريح لافت له في أثناء زيارته للكويت في 7/5/2006 قال (مقتدى الصدر): «إن القوات الأمريكية جاءت إلى العراق وفقاً لمعتقدات دينية، للتصدي لظهور المهدي في العراق»! وبدلاً من أن «يتصدى» هو وأشباهه «للمتصدين» لظهور المهدي في العراق كما يتخيل، فقد ضم صوته، وجرد سوطه للحملة على من أسماهم: «التكفيريين الوهابيين»، وقد دعا في 14/2/1427ه، إلى (البراءة) منهم، وقال موجهاً كلامه إلى هيئة علماء المسلمين السنة في العراق: «كنت أُحسن الظن بكم.. ولكن من لا يتبرأ من التكفيريين فهو تكفيري». وقال: «لديَّ القدرة على أن أحارب النواصب»!!.. ما شاء الله! وفي حين يدعو ذلك الزعيم الصغير، إلى البراءة والتكفير للمقاومين من السنة، لم نسمع منه دعوة للبراءة ممن نفذوا فتوى الشيرازي بحرفية فائقة، فدمروا العديد من المساجد، وقتلوا أئمتها وحرقوا مصاحفها، وقتلوا الآلاف من عامة أهل السنة حتى بلغ عدد القتلى من السنة في عهد الجعفري السفاح فقط: 40 ألف قتيل، كما صرَّح الشيخ حارث الضاري، ومع هذا تكررت دعوات مقتدى الصدر للتصدي للمقاومين وقال في تصريح لوسائل الإعلام في 9/8/2005: «نطالب باجتثاث البعثيين والوهابيين والتكفيريين». وقال في حديث لمجلة نيوزويك الأمريكية في 2/5/2006: «أطالب سنة العراق بتحديد موقفهم من التكفيرين الوهابيين». * أحمدي نجاد.. وقنبلة المهدي: قال (أحمدي نجاد) أمام حشد من الطلاب في مدينة (قم) في سبتمر 2005: «إن عودة المهدي صارت قريبة، وعلينا أن نستعد لاستقباله، وعلينا أن نهيئ أنفسنا لقيادة العالم»! وسواء كان (أحمدي نجاد)، يخدم السياسة بالدين، أو يخدم الدين بالسياسة، فإن الدين الذي يخدمه (نجاد)، ليس هو الدين الذي أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، ولا الدين الذي تلقاه عنه أصحابه ونقلوه إلينا صادقين مخلصين مجاهدين، مستحقين ثناء رب العالمين -رغم أنف الشيعة- في قوله -تعالى-: {مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح:29]. لكن الشيعة الروافض، رفضوا تزكية التوراة، وشهادة الإنجيل، وتصديق القرآن، وأصرّوا على أن جُل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا من الكفار، وأن محبيهم ومتبعيهم بإحسان هم كفار مثلهم. إن (أحمدي نجاد) ينافس (مقتدى الصدر) و(حسن نصر الله) -والخميني قبلهما- في دعوى التمهيد للقدوم القريب للمهدي المنتظر. لقد قال (نجاد) في إحدى خطبه النارية في 16/11/2005: «إن المهمة الرئيسية لحكومتنا، تتلخص في تمهيد الطريق للعودة المجيدة للإمام المهدي»! وفي خطابه أمام الأممالمتحدة في سبتمبر 2005م قال: إن هالة المهدي النورانية كانت تحيط به وهو يلقي كلمته!! ولم يرها إلا الحاضرون من الشيعة، وبعدها.. نقل عنه (مهدي خروبي) الرئيس السابق لمجلس الشورى الإيراني بواسطة بعض المقربين له -أي نجاد- أنه يتوقع خروج المهدي خلال العامين المقبلين!! وهذه التصريحات -وأمثالها كثير- تفرض على المراقبين من المشفقين على هذه الأمة أن يتساءلوا: أي مهدي يقصد (أحمدي نجاد)؛ هل هو (مهدي السلام) الذي نعرفه نحن أهل السنة، والذي ستنعم الأمة والأرض كلها في عهده نعيماً لم تدركه قط في تاريخها، أم هو (مهدي الانتقام) والثأر والنار والدم والهدم على رؤوس العرب والمسلمين قبل غيرهم..؟! وهل ستكون التكنولوجيا النووية أو القنبلة النووية الإيرانية -إذا نجحت فيها- في خدمة الإسلام والمسلمين بالمعنى المرضي لرب العالمين، أم ستكون تكنولوجيا إرهاب وإرعاب للمسلمين، لا تقل خبثاً عن قنابل اليهود والأمريكان والبريطان والطليان والألمان وغيرهم؟! إنني أنصح «المنبهرين» بشجاعة وبطولة وجراءة (نجاد) و(نصر الله) و(مقتدى الصدر) أن يتريثوا، ويعيدوا قراءة قناعات القوم وعقائدهم القديمة والحديثة، ويسألوا أنفسهم في ضوئها: لصالح مَنْ يعمل هؤلاء، وبأي شيء يؤمنون، ومن أعداؤهم الحقيقيون وحلفاؤهم الأصليون؟ حتى لا تتكرر (المأساة الخمينية) ب(ملهاة) نجادية نصرية صدرية، صادرة عن مرجعيات دينية: سيستانية، وشيرازية، وخامنئية.